سجلته باسمها في (الموسوعة العالمية)

إسرائيل تسرق ثوبا فلسطينيا

فتاة فلسطينية بثوب الملك
أسامة العيسة من القدس: اتهمت باحثة فلسطينية في مجال التراث الشعبي، إسرائيل بسرقة ثوب فلسطيني تقليدي، وانتحاله على انه ثوبا إسرائيليا. وقالت مها السقا مديرة مركز التراث الفلسطيني لايلاف بان إسرائيل انتحلت ثوب عروس بيت لحم المعروف باسم (ثوب الملك) ووضعته في الموسوعة العالمية باسمها. وأشارت السقا بان إسرائيل سجلت الثوب باسمها في المجلد الرابع من (الموسوعة العالمية)، استمرارا لما وصفته نهجها في الاستيلاء على التراث الفلسطيني، مثل الملابس التي ترتديها مضيفات طائرات العال الإسرائيلية، وهي من التراث الفلسطيني وتقدم على أنها إسرائيلية.

وتتميز الأثواب الفلسطينية بالتطريز، وهو تراث يعود إلى النساء الكنعانيات، وتتميز كل منطقة فلسطينية بأثوابها الخاصة، بل اكثر من ذلك فان هذه الأثواب زاخرة بالرموز والإيحاءات الغنية. وقالت السقا quot;سنتابع الموضوع مع الجهات المعنية جميعها، لاستعادة حق من حقوقنا في تراثنا، وهو زينا الشعبي ونعيده لاصحابه الحقيقيين الفلسطينيينquot;.

ويعتبر ثوب الملك من اجمل الأثواب الفلسطينية ويتميز بغطاء الرأس المسمى الشطوة، وعليه القطع الفضية والذهبية ومرصع بالمرجان، والذي كان مثار اهتمام الرحالة والمستشرقين الذين زاروا فلسطين في القرون الماضية، عندما كانت النساء الفلسطينيات يستخدمن الأثواب التقليدية.

وعن غطاء الرأس هذا تقول السقا quot;غطاء الرأس الطويل المسمى الشطوة، كانت تتزين به المرأة الفلسطينية بوضعه على الرأس وقت عرسها وهو جزء من المهر المقدم لهاquot;.

وتملك السقا ثوبا مثل هذا يعود إلى عام 1885م, وتعتبره امرا نادرا ونفيسا، وهو جزء من مجموعتها المهمة من الاثواب الفلسطينية. وبالاضافة الى ان لكل منطقة في فلسطين ثوبها الخاص بها، تتنوع الأثواب حتى في المنطقة الواحدة، وبعض أثواب منطقة بيت لحم، تتميز بالألوان الزاهية، وبرسومات للمشربيات، وبقطبة على الصدر تسمى (التلحمية)، وكذلك ما يسمى التقصيرة وهي عبارة عن جاكيت قصير الأكمام، مصنوع من قماش مخمل ومطرز بخيوط الحرير والقصب.

وتحظى الأثواب الفلسطينية باهتمام عالمي، وفازت صورة فوتوغرافية تمثل الأزياء الشعبية الفلسطينية بالمركز الأول في المسابقة التي نظمتها منظمة السياحية العالمية لهذا العام.

ونافست الصورة التي أعدتها مها السقا وشاركت بها باسم فلسطين، على المركز الأول، اكثر من ستين دولة في العالم شاركت في هذه المسابقة، التي تهدف لدعم هدف الأمم المتحدة الإنمائي لتعزيز دور النساء الرائدات في العمل السياحي.

وعن هذه الصورة قالت السقا quot;شارك مركزنا وبدعم من وزارة السياحة الفلسطينية بلوحة الأزياء الشعبية، التي تمثل أزياء قرى ومدن فلسطين، باعتبار أن الزي الشعبي هو وثيقة وهوية لوجودنا في مدننا وقرانا، لان المرأة الفلسطينية كانت تكتب قصة قريتها من خلال الزخارف على ثوبها فتعكس قصة بلدتها من خلال زيها الشعبي الرائعquot;. وأضافت quot;من هنا كانت أهمية هذه الصورة التي تجسد وجودنا وحقنا وهويتنا وتراثنا على هذه الأرض المباركة، وحصول هذه الصورة التي تمثل الأزياء الشعبية الفلسطينية على المرتبة الأولى سيظهر التراث الفلسطيني بأصالته وعمقه التاريخي وسيدعم معركتنا في حماية تراثنا من الضياع والانتحال على يد الإسرائيليينquot;.

وأشارت السقا، بان الصورة الفائزة ستعرض في العديد من مراكز الأمم المتحدة وهو ما اعتبرته quot;انتصارا لنا لتعريف العالم بجمال وثراء وعمق تراثنا الفلسطينيquot;.

وتوجه اوساط فلسطينية اتهامات دائمة لاسرائيل بسرقة رموز تراثية فلسطينية، وصلت حتى الاطعمة، حيث تنسب اسرائيل لها صحن الحمص، والفلافل، والمفتول (الكسكسي) وتشارك في مسابقة عالمية سنوية في ايطاليا لافضل طبق مفتول، وينافسها في نفس المسابقة الفلسطينيون.

وكانت مصادر فلسطينية، أعربت مؤخرا عن استيائها، من اختيار إسرائيل لزهرة (قرن الغزال) الفلسطينية، وشجرة الزيتون، لتمثيلها في حديقة الورود التي ستفتتحها الصين بمناسبة استضافتها للألعاب الأولمبية وبالتزامن معها تحت شعار (نحن في عالم واحد).

ولجمال زهرة قرن الغزال الأخاذ، أطلقت عليها أسماء كثيرة، وتكاد كل منطقة في فلسطين تعرفها باسم معين، فبالإضافة إلى اسم الزوزو الذي يطلق عليها في ريف القدس، فإن لها أسماء متعددة مثل: الزعمطوط، وعصا الراعي، وسيدو دويك الجبل، ومن أسمائها بخور مريم، نسبة إلى السيدة مريم العذراء.

وإذا كانت زهرة قرن الغزال غير معروفة، على نطاق واسع، بأنها رمز فلسطيني، فان شجرة الزيتون، تحتل مساحة واسعة في الوعي الجمعي، وتقدم دائما كرمز لفلسطين، وهو ما أثار الاستغراب، بقبول الصين مشاركة إسرائيل بها في تظاهرة الأولمبياد، خصوصا أن الفلسطينيين، ومعهم جهات إسرائيلية يسارية، ومنظمات حقوقية، يوجهون الاتهامات لحكومة إسرائيل بانتهاج سياسة لاقتلاع أشجار الزيتون في الأراضي الفلسطينية.

وتقتلع الجرافات الإسرائيلية، كل يوم تقريبا، أعدادا كبيرة من أشجار الزيتون المعمرة، لإقامة مقاطع من جدار العزل الاستيطاني الذي تبنيه في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، او لاقامة مستوطنات جديدة او توسيع اخرى قديمة.