طالب بمصالحة وطنية رسمية وسياسية وبرلمانية وحكومية
طالباني يدعو quot;المقاومة الوطنية الشريفةquot; إلى إلقاء سلاحها

الأسد: نقف مع العراق لخفض الإرهاب

عدم تنفيذ مادة كركوك الدستورية بنهاية العام يسقطها قانونيًا

المالكي يأمر بتسريع كشف قتلة المعموري اثر اتهام حزبه بمقتله

500 رجل دين شيعي وسني للمصالحة بمكة ثم إلى بغداد

أسامة مهدي من لندن: دعا الرئيس العراقي جلال طالباني المسلحين العراقيين في quot; المقاومة الوطنية الشريفة quot; الى إلقاء أسلحتهم انطلاقا من وطنيتهم وحرصهم على الشعب العراقي وتحويل نشاطهم الى مقاومة سلمية ديمقراطية جماهيرية وسياسية وإعلامية وطالب بتحقيق المصالحة الوطنية على المستويات الرسمية والسياسية والبرلمانية والحكومية .. بينما اتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة في محافظات البلاد الجنوبية تحوطا من تفجير مفخخات اخرى بعد الثلاثة التي شهدتها مدينة العمارة امس .. في حين قالت القوات الاميركية انها قتلت 10 ارهابيين واعتقلت 26 اخرين .

وناشد طالباني في كلمة له خلال مؤتمر لمجالس الصحوات العشائرية لبغداد وضواحيها بحضور مسؤولين عراقيين وبريطانيين كبار وحوالى 800 شخصية عشائرية تحت شعار quot; يدا بيد مع دولة القانون لمحاربة الارهاب وبسط الأمن quot; المسلحين الذين يحملون سلاحهم ضد الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسيات إلى إعادة النظر في موقفهم. وقال quot; إن هذا العصر لم يعد عصر العنف وإنما عصر الحوار وعصر المفاوضات والنظام السياسي والإعلامي والبرلماني وهم مدعوون بحكم وطنيتهم وحرصهم على الشعب العراقي إلى أن يضعوا السلاح جانباً quot;. ويستخدم مسؤولون عراقيون تعبير المقاومة الشريفة للاشارة الى المسلحين من المواطنين العراقيين الذين رفعوا السلاح ضد قوات الاحتلال وكذلك لتفريقهم عن المسلحين القادمين من وراء الحدود وخاصة تنظيم القاعدة .

واشاد طالباني بجهود مجالس الصحوات في الوقوف بوجه الارهابيين وقال quot;نحن نقدر جهودكم وجهادكم ونضالكم من أجل هذا الوطن الذي علينا جميعاً أن نبنيه من جديد على أسس صحيحة، على أسس المواطنة الحقيقية وأسس المصالحة الوطنية الحقيقية وعلى أساس اعتبار هذا الوطن وطن الجميع والحكم فيه شورى والانتخابات التي جرت عبرت عن رغبة الكثيرين من العراقيين وأكدت أن العراق يجب أن يحكم من قبل ممثليه وأبنائه، ولكن الوضع العراقي الخاص وكما تعلمون يتطلب أن يكون الحكم فيه حكم توافق، هو حكم الاتفاق بين المكونات الأساسية الثلاثة للمجتمع العراقي، حكم التوافق بين القوى الأساسية..

وشدد على انه لايمكن للعراق ان يحكم بالأكثرية والأقلية في هذه المرحلة التاريخية في الأقل وقال quot;فنحن لم نثبت بعد أسس النظام البرلماني الديمقراطي حتى الآن ولكن لابد أن يحدث ذلك في المستقبل، حيث نحن الآن بحاجة إلى توحيد الصفوف للمصالحة الوطنية الحقيقيةquot;.

واشار الى ان أبناء العشائر رجالات العراق الأشاوس قاموا بدور مهم لتحقيق هذه المصالحة الوطنية كما قاموا بدور مهم بتحرير مناطق العراق من الإرهابيين والميليشيات السائبة المنفلتة في مناطقها .

واشار الى ان العراق بحاجة الآن بعدما حقق إنجازات عديدة في مجال الأمن والاستقرار والتطور الاقتصادي إلى إكمال المصالحة الوطنية العراقية التي خطت خطوات جيدة على المستوى الشعبي، ولكن العراقيين بحاجة إلى تحقيق المصالحة الوطنية على المستوى الرسمي والسياسي والبرلماني وبالتالي على المستوى الحكومي.. وقال quot;سنبذل جهودنا إن شاء الله معاً من أجل تحقيق هذه المصالحة الوطنية المنشودة التي بتحقيقها يمكن فقط توطيد الأمن والاستقرار وتحقيق وحدة الوطن وتحقيق وحدة الصف الوطني في العراقquot;.

واضاف انه إذا استقرت الأوضاع وتحقق حكم الشعب، حكماً صالحاً يستند إلى مبدأ المواطنة الحقيقية والكفاءات، فإن هذا العراق يمكن أن يتحول إلى جنة عدن على الأرض وقال quot;إن خيراتنا كثيرة وكفاءاتنا عديدة، فلنعمل إذاً جميعاً من أجل خير العراق الذي يكون لجميع أبنائه بمختلف قومياتهم ومذاهبهم وطوائفهم ولنعمل جميعاً من أجل أن يسود الأمن والاستقرار جميع أنحاء العراقquot;.

وحول المسلحين قال طالباني quot;أغتنم هذه المناسبة الكريمة في مؤتمركم العتيد لأتوجه بنداءٍ أخوي حار كمواطن عراقي أولاً ثم كرئيس جمهورية إلى الإخوة الذين يحملون السلاح الآن ضد الحكومة المنتخبة وضد قوات التحالف والذين يدعون أنفسهم بالمقاومة الوطنية الشريفة أدعوهم إلى إعادة النظر في موقفهم، وأدعوهم إلى تحويل المقاومة من العمل المسلح الدموي والذي لا يخدم الشعب العراقي ولا يخدم الأهداف التي يدعونها بل يخدم الأعداء، ليحولوا عملهم إلى مقاومة سلمية ديمقراطية جماهيرية وسياسية وإعلاميةquot; . ودعاهم الى أن يدركوا حقيقة أن هذا العصر لم يعد عصر حرب وانتصار ولم يعد عصر المقاومات والعنف وإنما هو عصر الحوار والمفاوضات والنضال السياسي والبرلماني والإعلامي والدبلوماسي .

واضاف ان الإخوة الذين يحملون السلاح الآن مدعوون بحكم وطنيتهم وحرصهم على شعبهم العراقي أن يضعوا سلاحهم جانباً quot;ويحملوا سلاحاً آخر هو سلاح القلم والرأي والعمل الجماهيري بينكم ومعكم ومعنا جميعاً.. ولهم الحرية المطلقة في عراقنا الديمقراطي الاتحادي الموحد بأن يعبروا عن آرائهم ومواقفهمquot;.

واشار قائلا quot;نحن الآن أيها الإخوة مقبلون على تحقيق إنجاز المصالحة الوطنية الشاملة، ومقبلون على سنة جديدة سنة الخير والازدهار وتقديم الخدمات لجماهير شعبنا ولمختلف المناطق العراقية، وهذا يتطلب توحيد الصف وسد الثغراب بوجه الطامعين والأعداء الذين يتربصون بنا من جميع الجهات. إن شعبكم العراقي شعب عظيم قادر على صنع المعجزات لذلك هنالك الكثيرون ممن يخافون من هذا العراق الموحد المستقل الذي يستطيع أن يأتي بالمعجزات إذا توفرت الظروف المناسبة له، فلنعمل جميعاً من أجل هذا وأنا أعتقد أنكم قد قمتم بعمل كبير سيخلده تاريخ العراق عندما قمتم بتأسيس الصحوة وهي تحمل معنى واضحاً وصريحاً، وبهذا العمل الذي أنجزتموه فإنكم حققتكم من جهة وحدة وطنية حقيقية بين أطياف وعشائر ومناطق مختلفة من العراق ثم حققتم إنجازات هائلة في تحرير مناطقكم من الإرهاب والميليشيات المنفلتة من معاقلهاquot;.

واكد طالباني دعم الرئاسة لمجالس الصحوات وقال quot; إننا نقف معكم وندعمكم ونساندكم بكل قوانا من أجل الانتصار النهائي وتحقيق الأهداف النبيلة التي تناضلون ونناضل معاً من أجلها.
فليبارك الله نضالكم وجهادكم وسيذكركم تاريخ شعبكم العراقي ويكتب نضالكم في صفحات مرصعة بالذهب والألماسquot;.

وحضر المؤتمر نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ووزير الداخلية جواد البولاني ونائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب عبد الكريم السامرائي ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني إضافة إلى قائد قوات متعددة الجنسيات في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير البريطاني في بغداد كريستوفر برنتس في بغداد وممثلة السفارة الأميركية.

ويناقش المؤتمر عددا من القضايا أهمها سير عمل مجالس الصحوة وواقعها الحالي والمعوقات التي تواجهها ودور العشائر في تحقيق الأمن والاستقرار اضافة الى مشروع المصالحة الوطنية وملفات أخرى كملف الخدمات وتعويض المتضررين.

واعلن مجلس الوزراء امس انه خصص مبلغ 150 مليار دينار لدفعها مرتبات لمتطوعي مجالس الصحوات في بغداد والمحافظات من ميزانية العام المقبل 2008.

وقال بيان صدر عن مجلس الوزراء إن quot;المجلس خصص الاربعاء 150 مليار دينار رواتب لمتطوعي مجالس الصحوة في بغداد والمحافظات من ميزانية العام المقبل 2008.quot; ولم يشر البيان الى موعد الصرف ولا الآليات التي سيتبعها في تقسيم المبلغ المذكور على مجالس الصحوات.

وأنشئت مجالس الصحوات في عدد من المحافظات العراقية مثل الأنبار وديالى ونينوى وصلاح الدين في إطار حشد القوى العشائرية والسياسية المحلية لمحاربة الجماعات المسلحة خاصة تنظيم القاعدة في تلك المحافظات. ويرأس تلك المجالس في العادة أحد وجهاء أو شيوخ العشائر في المحافظة المعنية ممن تحالفوا مع القوات الأميركية وأجهزة الأمن العراقية. وطالبت مجالس الصحوة في بغداد والمحافظات بدمج عناصرها بوزارتي الداخلية والدفاع . وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية ذكر ان عدد مجالس الصحة بلغ اكثر من نحو 77 الف متطوع.

احترازات امنية في محافظات الجنوب خوفا من تفجيرات بالمفخخات
تتخذ السلطات العراقية حاليا اجراءات امنية احترازية مشددة في كبرى مدن محافظات الجنوب العراقي تحسبا لتفجيرات جديدة بالمفخخات كتلك التي ضربت مدينة العمارة بثلاث مفخخات في سوق شعبية وادت الى مقتل واصابة حوالى 190 مواطنا .

فبالاضافة الى حظر التجول الذي فرض على مدينة العمارة واعتقال عدد من المشتبه في ضلوعهم في التفجيرات فقد قامت السلطات الامنية اليوم باغلاق شوارع رئيسة في مدن الكوت والناصرية والديوانية وكربلاء والنجف وحتى البصرة . وقد تم في عدد من المدن الجنوبية غلق الشوارع الرئيسة بوجه المركبات والدراجات ومنع وقوفها في شوارع اخرى وبالقرب من المقرات الرسمية والحزبية . كما نصبت السلطات مفارز امنية عند مداخل المدن لتفتيش الداخلين اليها من المحافظات الاخرى المجاورة .

وقد اشارت مصادر امنية الى اعتقال شخصين يجري التحقيق معهما حاليا حول علاقتهما بتفجير مفخخات العمارة التي تم فيها اعلان حظر التجول بعد الساعة السادسة مساء وحتى اشعار اخر .
واليوم اصدر وزير الداخلية العراقي جواد البولاني أمرا بتعيين العميد علي وهام قائدا لشرطة محافظة ميسان بعد إقالة اللواء حسين عزيز قائد الشرطة السابق من منصبه على خلفية التفجيرات التي شهدتها مدينة العمارة عاصمة المحافظة .

وقد تم منح قائد الشرطة الجديد صلاحيات واسعة من قبل وزير الداخلية ومنها الإقصاء والتعيين وإعادة هيكلية مديرية الشرطة . وكان العميد وهام يشغل مدير شرطة النجدة في المحافظة قبل تعيينه في المنصب الجديد وهو من مواليد محافظة ميسان نفسها ومن الضباط القدامى هناك .

قتل 10 مسلحين واعتقال 27 لتنظيم القاعدة
قالت القوات الاميركية ان الجيش العراقي والشرطة العراقية يتقلدان الآن مسؤولية أكبر حيث يتخلصون من العديد من العبوات الناسفة التي يعثرون عليها عبر أنحاء منطقة الفرقة المتعددة الجنسيات شمالا و من دون أي مساندة من قوات التحالف واشارت الى قتل 10 مسلحين واعتقال 27 اخرين خلال عمليات مسلحة في مناطق مختلفة من البلاد .

واضافت القوات في سلسلة بيانات عسكرية ارسلت نسخا منها الى quot;إيلافquot; اليوم انه في غرب باجي لاحظ جندي عراقي سائق شاحنة يتصرف بطريقة مشبوهة ونتيجة لحدسه العالي استطاع أن يمنعها من الإنفجار قرب المدنيين الأبرياء حيث ساهمت سرعة تفكيره وردة فعله القوية في إنقاذ عدة أرواح بشرية.

وفي حادث آخر في محافظة ديالي شمال شرق بغداد عثر الجنود العراقيون على عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب الطريق حيث تتبع الجنود السلك المربوط بالعبوة الناسفة و المتحكم في تفجيرها إلى منزل قريب حيث اعتقلوا رجلا قبل أن يتمكن من تفجيرها. كما استطاعت القوات العراقية اكتشاف العديد من العبوات الناسفة و السيارات المفخخة بفضل المعلومات التي يقدمها السكان المحليون ومجموعات المواطنين المحليين المهتمين و يتم بعذ ذلك إرسال فرق إبطال مفعول المتفجرات العراقية للتخلص من العبوات والمتفجرات. وفي فترة اسبوع قريب تمكنت القوات العراقية من إبطال مفعول أكثر من 26 عبوة ناسفة ومن دون مساعدة قوات التحالف.

وعلى الصعيد نفسه أعلنت القوات الاميركية انها والعراقية تمكنت من قتل 14 مسلحا وإصابة آخر واعتقال 10 اخرين في عمليات استهدفت مسلحي تنظيم القاعدة في وسط العراق.وقالت القوات إن قوات مشتركة عراقية - أميركية استهدفت خلية تابعة لتنظيم القاعدة في شمال غرب المقدادية في محافظة ديالى وبعد الاشتباكات بالنيران قتلت القوات 14 إرهابيا.

واشارت الى انه تم اعتقال شخص في بغداد يشتبه بانتمائه إلى تنظيم القاعدة وجرح آخر معه اضافة الى اعتقال اربعة مسلحين في تكريت شمال غرب بغداد بينهم قيادي في تنظيم القاعدة يشتبه في تسهيلهم دخول الأموال إلى الجماعات المسلحة ولهم نشاط غرب بغداد والفلوجة والمناطق المحيطة بها .. وكذلك اعتقال أربعة اخرين جنوب اليوسفية وخامس جنوب بغداد متورط مع خلية مسلحة في منطقة الكرخ بالعاصمة .

واضافت القوات ان الجنود الاميركيين القوا القبض على 17 متطرفا خلال عمليات نفذت في منطقة بغداد الجديدة في العاصمة العراقية حيث تم احتجازهم لغرض الاستجواب . وكانت العملية جزءا من الجهود المستمرة من قبل قوات التحالف وقوات الامن العراقية لاجتثاث معاقل المتطرفين .

وفي عملية اخرى قتل جنود اميركيون بالاعتماد على معلومات مقدمة من مواطنين محليين اثنين من المتمردين واستولوا على مخبا للأسلحة ودمروا معقلا للمسلحين خلال انزال جوي نفذ خلال الليل في منطقة الباوي وهي قرية صغيرة تقع خارج سلمان باك جنوب شرق بغداد . وقد احتوى المخبأ على قذائف هاون وقنابل يدوية ومواد لصنع أسلحة محلية الصنع ومادة متفجرة غير معروفة .

وكان المتمردون يستخدمون منزلا في مزرعة يعود لعائلة مهجرة لغرض شن الهجمات على قوات التحالف والاحزاب المناوئة للتمرد . قامت القوات الاميركية باطلاق ثلاثة صواريخ من عيار 210 ملم تم اطلاقها من قاذفة للصواريخ الموجهة من نوع M270 لغرض تدمير المبنى مع المخبأ بداخله .

وقال قائد فصيل في الجيش الاميركي النقيب تود باريت quot; إن هذا الانزال الجوي ساعدنا على دعم المواطنين المحليين المهتمين وسوف يساعدهم على ادارة نقاط التفتيش . أن نقاط التفتيش هذه سوف تساعد على التحكم في نشاط المتشددين .quot; واضاف quot;أن عملياتنا لها تأثير عميق على منطقة عملياتنا والمتشددين الذين يحاولون العمل في المنطقة . لقد قمنا بتقليل عدد العبوات الناسفة بشكل كبير في منطقة العمليات حيث تم اعتقال أو قتل العديد من قادة المتشددين وازدهرت مناطق الاسواق ولم يعد الناس يتركون منازلهم خوفا .quot;