واشنطن: دبي، لندن: قال أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة إن تسليم بريطانيا السيطرة الأمنية في جنوب العراق تظهر أن المسلحين في العراق يحققون مكاسب. وأردف قائلاً لمحاور من مؤسسة السحاب وهي الذراع الاعلامي للقاعدة في شريط مصور بث على الانترنت يوم الأحد، إن quot;أحدث التقارير التي وصلت من العراق تبشر بازدياد قوة المجاهدين وتدهور أحوال الاميركيين ومحاولتهم المستميتة في الخداع والتضليل ويكفي قرار البريطانيين بالهروبquot;.

وبث هذا الشريط المصور فيما سلمت بريطانيا المسؤولية الأمنية للقوات العراقية في آخر محافظة من بين اربع محافظات كانت تتولى المسؤولية الامنية فيما يمثل بشكل فعلي نهاية نحو خمس سنوات من السيطرة البريطانية على جنوب العراق. وبث الشريط المصور مشاهد من شرائط مصورة لجماعات مسلحة ومن محطات تلفزيون اخبارية من بينها مقطع يظهر تصريحات مهمة لريكاردو سانشيز القائد السابق للقوات الاميركية في العراق عن الاستراتيجية الاميركية في العراق.

ورفض الظواهري التصريحات المتفائلة التي أدلى بها مسؤولون اميركيون حاليون قائلاً: quot;إما ان الادارة الاميركية تكذب كذبًا مفضوحًا على لسان باتريوس وكروكر، واما ان الاميركيين لم يستفيدوا شيئًا من اربع سنوات من الخسائر في حرب الكر والفر في العراق بل لم يستفيدوا شيئًا من هزيمتهم في فيتنامquot;. وقال الظواهري ان عملاء ربما يكونون قد اخترقوا صفوف جماعة دولة العراق الاسلامية المرتبطة بالقاعدة لشن هجمات على الابرياء وارتكاب جرائم اخرى من اجل تشجيع الجماعات السنية على التحالف مع القوات التي تقودها اميركا ضد القاعدة. ودعا الى اجراء تحقيق سريع في هذا. واضاف quot;فإن تبين لهم تورط مجموعة ما في هذه الجرائم فليكشفوها وليبينوا جرائمها للامة المسلمة حتى يفسدوا على الاميركيين مخططاتهم وكيدهم، وهذه من الامور التي يجب التصدي لها بسرعة وحسمquot;.

ودعا الموقع الذي تضمن هذه المقابلة المتعاطفين الى ارسال أسئلة خلال الشهر المقبل كي يرد عليها الظواهري في quot;لقاء مفتوحquot;. وندد الظواهري ايضًا بإيران quot;لطعنها الامة الاسلامية في ظهرهاquot; بالاعتراف بالحكومة التي تدعمها اميركا في العراق. ورفض دعوة من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بضرورة quot;محو إسرائيل من على الخريطةquot; بوصفها quot;دعاية لا حقيقة لهاquot;.

وأضاف الظواهريquot; لو كان صادقًا في إزالة اسرائيل لما شاركها في عضوية الامم المتحدة التي ينص ميثاقها على احترام سيادة كل الاعضاء وسلامة ووحدة اراضيهمquot;. ودعا الظواهري المسلمين الى مساندة جناح القاعدة في شمال افريقيا وحث ايضا الجيش الباكستاني والمسلمين الورعين هناك على الثورة ضد الرئيس برويز مشرف المتحالف مع اميركا.

تسليم البصرة quot;تراجعquot; بنظر الصحافة البريطانية

بدورها علقت الصحافة البريطانية بمرارة الاثنين على تسليم الامن في محافظة البصرة النفطية جنوب العراق الاحد الى القوات العراقية معتبرة انه quot;تراجعquot;. وكتبت صحيفة غارديان (يسار الوسط) quot;ان القوات البريطانية قامت بعملية انسحاب لكن من المؤلم ان نستنتج ان كل ما فعلته هو اخراج نفسها من مستنقع عشائري لا تفهمه تماماquot;. وتابعت quot;لا احد يريد للفوضى العراقية ان تستمر يومًا واحدًا بعد، لكن يجدر بنا التوقف لحظة قبل ان نتقبل بشكل اجمالي فكرة ان البلاد تسلك منعطفًاquot;.

وكانت صحيفة quot;تايمزquot; المحافظة اكثر موضوعية حيث اعتبرت ان القوات البريطانيةأدت quot;دورًا ايجابيًا الى حد بعيدquot; وعلى الاخص في البصرة حيث quot;سجل الوضع الامني تحسنًا كبيرًا وبدأت الاستثمارات تأتي بنتيجةquot;. لكنها اعتبرت quot;انه سلام هشquot; مشيرة الى ان quot;اي بريطاني سواء كان مدنيًا او عسكريًا غير مرحب به الان في المدينةquot;. وكتبت ان الامال التي تم التعبير عنها عام 2003 بـ quot;تحويل العراق الى ديمقراطية على الطراز الغربي تكون مثالاً لباقي الشرق الاوسط لطالما كانت ساذجة ولن تتحقق في اي وقتquot;.

وتفردت صحيفة quot;دايلي تلغرافquot; اليمينية من بين كبرى الصحف البريطانية بالحكم ايجابًا على تسليم البصرة فكتبت انه quot;جرت حسابات في البصرة مثلما حصل في بلفاست بان الفوضى عادت الى مستوى يمكن للشرطة النظامية التعاطي معه ولو انه يمكن ارسال تعزيزات مجددًا على وجه السرعة في حال حصول انتكاسةquot; معتبرة ان quot;هذه الحسابات صحيحة بالتأكيدquot;. ورأت ان الجنود البريطانيين quot;يجدر بهم ان يكونوا راضين وهم ينفضون رمال الصحراء عن جزماتهم، فقد انجزوا عملاً جيدًاquot;.

في المقابل اعتبرت صحيفة quot;اندبندنتquot; (وسط) quot;لم يكن هذا نصرًا، لم يكن كذلك بالتأكيد بالنسبة للبريطانيين، انما ايضا بالنسبة إلى العراقيينquot;. وابدت ارتياحها لخفض القوات البريطانية في العراق لكنها اشارت quot;بأسف وألم الى الضرر الذي ساهمت فيهquot;.

وقد تسلمت السلطات العراقية رسميًا الاحد السلطة الامنية في محافظة البصرة الغنية بالنفط جنوب العراق، ممهدة بذلك الطريق لخفض كبير في عديد القوات البريطانية التي تضم حوالى خمسة آلاف جندي في المحافظة. وتعد محافظة البصرة حيث تتواجد معظم ابار النفط جنوب العراق، المصدر الرئيسي لموارد البلاد، مسرحًا لتنازع قوى سياسية شيعية بينها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، اضافة الى حزب الفضيلة الشيعي.