الرباط ترد ب quot;الكوركاسquot; والجبهة تصوت للعودة إلى السلاح
حرب المؤتمراتوالبوليساريو تقرع طبول المواجهة العسكرية

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: لم تهدأ نيران التصعيد الكلامي بين المغرب وجبهة البوليساريو، التي قد تصل إلى نيران حقيقية بعد طرح الجبهة خيار العودة إلى العمل المسلح، إذ ما إن مضت هذه الأخيرة في تنظيم مؤتمرها في منطقة تيفاريتي، حتى اختارت حكومة الرباط الرد على هذه الخطوة، بعد توجيه رسائل التنديد التي وجهها إلى مجلس الأمن، من خلال عقد، اليوم الاثنين، الدورة الثانية للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ( كوركاس ) ، في محافظة السمارة. وفيما يقول المغرب بأن منطقة تيفارتي quot; عازلة quot; وجزء من محافظة السمار، حيث تخضع لإدارته الترابية، تشير البوليساريو إلى أنها منطقة محررة، وهو ما شكل استفزازا لحكومة الرباط، على حد تعبيرها.

ومن المنتظر أن تخصص، الدورة الثانية للمجلس، لبحث مستجدات الوحدة الترابية وعدد من القضايا التي تهم التنمية المحلية، وكذا الوقوف على الإنجازات التي تحققت وتلك المبرمجة، بالإضافة الى البحث عن أنجع السبل للاستجابة للتطلعات المشروعة لأبناء قبائل وسكان الصحراء والنهوض الشامل بتنميتها المحلية المندمجة.

وحضر الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة، التي تستمر يومين، شكيب بنموسى وزير الداخلية، وكريم غلاب وزير التجهيز، والنقل ولطيفة أخرباش وأحمد لخريف، كاتبا الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون. ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة، بالإضافة إلى بحث مستجدات قضية الوحدة الترابية، عددا من المواضيع التي تهم مسيرة التنمية المحلية في الأقاليم الجنوبية، من بينها تطوير قطاع النقل بغية تعزيز حركية التنمية، فضلا عن الوقوف على الإنجازات الكبرى التي تحققت، وكذا المشاريع المبرمجة بهذه الاقاليم .

كما سيتدارس المشاركون أنجع السبل للاستجابة إلى تطلعات سكان المنطقة بما يكفل تجسيد الإرادة الملكية السامية للرفع من المستوى المعيشي لأبناء الأقاليم الجنوبية للمملكة، والنهوض الشامل بالتنمية المحلية المندمجة بهذه الاقاليم. ويبدو أن حرب المؤتمرات بين المغرب والبوليساريو قد يعرف تصعيدا ينتقل إلى المواجهة العسكرية، إذ إن الجبهة تسعى، غدا الثلاثاء، إلى التصويت على ما إذا كان يتعين استئناف القتال بشأن الإقليم الصحراوي ضد الرباط.
وإذا كان هناك تصويت لصالح مثل ذلك المنهج، ستكون هذه هي المرة الأولى التي تصبح فيها الاستعدادات للحرب جزءا من استراتيجية البوليساريو في الإقليم الذي يقطنه أكثر من 260 الفا منذ الاتفاق على الهدنة.

وتقوم قوات حفظ سلام دولية بمراقبة الإقليم الغني بالموارد منذ 1991، عندما توسطت الأمم المتحدة في وقف لإطلاق النار بين الجانبين. وكان المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب quot;بوليساريوquot; محمد خداد قال إن الجبهة تشكك برغبة المغرب في المشاركة في الدورة الثالثة للمفاوضات حول مستقبل الصحراء من7 الى 9 كانون الثاني (يناير) في منهاست في نيويورك.

وأكد خداد، على هامش المؤتمر الثاني عشر للبوليساريو، quot;أشك في حضور المغرب الجولة الثالثة من المفاوضات لأنه لا يريد السلامquot;، معتبرا أن quot;المأزق الذي يوجد فيه يجعله يلجأ إلى المراوغةquot;. وحذر من أن الرباط quot;ستتحمل مسؤولية أي تراجع لجهود الأمم المتحدة لإرساء السلام في الصحراء الغربيةquot;.

وأجرى المغرب والبوليساريو حتى الآن جولتين من المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في حزيران (يونيو) وآب (أغسطس)، في منهاست بغية التوصل إلى حل سياسي للنزاع حول الصحراء المستمر منذ العام 1975.