الياس توما من براغ: أكد نائب وزير الخارجية التشيكي توماس بويار الذي يتولى قيادة المفاوضات عن الجانب التشيكي مع الأميركيين بشأن مضمون الإتفاقيات التي ستنظم وضع قاعدة الرادار الأميركية في تشيكيا، أن المحادثات ستستمر لعدة اشهر قادمة وليس لعدة أسابيع الأمر الذي يتناقض مع ما توقعه قبل فترة وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ عندما تحدث عن إمكانية انتهاء المفاوضات في شباط/فبراير المقبل.

واعتبر بويار أن القضية مرتبطة بمدى مرونة الطرف الاميركي مشيرًا إلى أن التشيك لا يعتزمون التراجع عن بعض مطالبهم التي لم يكشف عن ماهيتها، وأشار في حديث لصحيفة برافو اليوم إلى أن الطرف التشيكي لن يكشف عن مضمون الاتفاقيات التي ستوقع مع الاميركيين إلا بعد موافقة الحكومة عليها والتوقيع مع الطرف الاميركي عليها وذلك قبل عرضها على البرلمان للمصادقة عليها.

وأكد أن الطرف التشيكي لا يهمل الحوار مع روسيا بهذا الشأن وانه أجرى محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي كيسلاييك مرتين هذا العام في تشيكيا كما أجرى معه مفاوضات في موسكو أثناء زيارة الرئيس فاتسلاف كلاوس إليها في آب/أغسطس الماضي فيما التقى وزير الخارجية التشيكي بنظيره الروسي على هامش اجتماعات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أوائل هذا الشهر.

وأكد استعداد بلاده لمواصلة التفاوض مع الروس عن موضوع الدفاع الصاروخي المضاد وعن قضايا أخرى. ورأى أن العمل داخل حلف الناتو بشأن موضوع الدفاع الصاروخي المضاد للحلف مستمر وان التشيك ينتمون داخل الناتو إلى أكثر الأطراف نشاطا في موضوع هيكلية الدفاع الصاروخي المضاد للحلف، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع بالغ الصعوبة غير أن المهم هو نتيجته أي تأمين وحماية الحلف من التهديدات الصاروخية التي يمكن أن تأتي من مختلف الاتجاهات ومختلف المسافات.

وأشار إلى أن التحفظات التشيكية الأخيرة التي جرى التعبير عنها للأميركيين بعد نشر المخابرات الاميركية تقريرها عن إيران لم تتعلق بإيران فقط وان التشيك يريدون من الاميركين معلومات تفصيلية ودورية عن قضايا أمنية استراتيجية أخرى ورأى أن الاميركيين قد فهموا الموقف التشيكي هذا. كما أشار إلى أن الشركات التشيكية ستساهم في عملية بناء القاعدة الاميركية فيما سيساهم تشيك في موضوع تشغيل الرادار والإطلاع على المعلومات التي سيرصدها وأيضًا سيتم تعاون علمي وفي مجال الأبحاث بين التشيك والاميركيين.

وأضاف أن التعاون التشيكي الاميركي هذا سيجري تضمينه في اتفاقية إطار يتم العمل على إعدادها وان أول فعالية في إطار هذا التعاون ستنظم في كانون الثاني/يناير القادم وهي عبارة عن ندوة يشارك فيها ممثلون عن الشركات التشيكية ومؤسسات الأبحاث والعلوم مع ممثلين عن وكالة الدفاع الصاروخية الاميركية وشركات أميركية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الشراكة توجد بين الاميركيين والبريطانيين والدانمركيين واليابانيين والاستراليين والإيطاليين.