اتصالات لعقد صفقة مزدوجة بين حماس وإسرائيل
ايالون: فشل مخابراتي يمنعنا من تحرير شاليط
خلف خلف من رام الله:
كشف رئيس جهاز الشين بيت السابق وعضو مجلس الوزراء وزير الأمن عامى ايالون اليوم السبت إن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه إطلاق عملية إنقاذ وتحرير لجلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي المختطف في قطاع غزة، وذلك بسبب ما وصفه بالفشل المخابراتي لغاية اللحظة.
وتحدث أيالون الذي نظم زيارة لقرية تعاونية توجد على الحدود الشمالية تسمى موليدت عن المسائل المتعلقة بالجهود المبذولة لاسترداد شاليط، وقال: quot;إننا ببساطة لا نملك ما يكفي من المعلومات المخابراتية في هذا الوقت...وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمنعنا من المضي قدما في عملية الإنقاذ الحق الآنquot;.
وانتقد ايالون في خطاب ألقاه أمام حشد من الجماهير في quot;الكيبوتسquot; سياسة الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وعرج كذلك على العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، مشيراً إلى ذلك نوعاً من التشتت، قائلا quot;ينبغي أن تفعل إسرائيل كل ما في وسعها للتفاوض مع حماس وهو ما سيؤدي فعلياً لوقف صواريخ القسام صوب بلدة سديروتquot;. ولكن أيالون بين في الوقت ذاته، إلى أن حماس لن تكون شريكا تفاوضيا مع إسرائيل، حتى تلبي شروط الرباعية، ومنها الاعتراف بحق إسرائيل بالوجود والحل القائم على أساس دولتين.
وكانت تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية والتي المح خلالها إلى استعداد حركة (حماس) للتفاوض مع إسرائيل لعقد هدنة بين الجانبين، أثارت موجة من ردود الفعل داخل إسرائيل، وتردد رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الأمن في كيفية التعاطي مع اقتراح هنية، قبل أن يعلن أولمرت أن إسرائيل لن تتفاوض مع حماس ما زالت الأخيرة لم تلب شروط الرباعية ولم توقف صواريخ القسام.
وكانت مصادر إسرائيلية تحدث في اليومين الماضيين عن تحركات في الوساطة المصرية للإفراج عن شاليط، ونشرت صحيفة معاريف تقريراً الجمعة بينت خلاله أن الاتصالات بين الطرفين استؤنفت مؤخرا، بل وان الوساطة المصرية تبدي بوادر حياة. وبحسب الصحيفة فأن عوفر ديكل المسؤول عن ملف الجنود الإسرائيليين المختطفين، زار الأسبوع الماضي القاهرة وطرح أفكارا جديدة بالنسبة للاتصالات مع حماس.
كما يعتزم وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك زيارة القاهرة والاجتماع مع الرئيس حسني مبارك خلال أيام، وبحسب التقارير التي تتداولها وسائل الإعلام العبرية فأن الحديث يدور عن اتصالات لوقف النار الشامل في الجنوب بين إسرائيل وحماس. وتقول معاريف: quot;في رسائل نقلتها حماس إلى إسرائيل وعدت بـ quot;هدوء تامquot; ووقف نار quot;شاملquot; للنار على بلدات غلاف غزة وسديروت مقابل وقف التصفيات المركزة ونشاط الجيش الإسرائيلي، كل ذلك كمرحلة أولى استعدادا لصفقة أسرى شاملةquot;.
إلا أن الصحيفة تشير إلى أن إسرائيل تقف أمام معضلة، ومؤداها أن القيادة العسكرية، ولا سيما كبار المسؤولين في قيادة المنطقة الجنوبية، يعتقدون بأنه لا يجب الاستجابة لاقتراحات وقف النار من حماس لان وقف النشاط الإسرائيلي العسكري سيسمح للمنظمة بمواصلة التعاظم واجتياز الحافة التكنولوجية التي تسمح بخلق quot;ميزان ردعquot; مع إسرائيل.
وحسب التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية المختلفة فان حماس قريبة من كسر حاجز مدى القسام وإدخال عسقلان داخل تهديد الصواريخ. وحسب هذه التقديرات، ففي أثناء السنة القادمة سيكون نحو ربع مليون إسرائيلي في مدى تهديد صواريخ القسام، كما يقولون في الجيش الإسرائيلي quot;إن هذه المنظمة (حماس) تعرف دوما كيف تخرج من أوضاع الضغط من خلال اقتراحات التهدئة مع إسرائيل. محظور علينا أن يغرينا هذا الحل السحري العابثquot;.
ولكن إعلان وزيران إسرائيليان أمس موافقتهما على هدنة مشروطة مع حماس يظهر مدى الانقسام داخل القيادة السياسية الإسرائيلية، حيث يسود رأي بأنه يمكن الوصول إلى فترة طويلة من الهدوء مع حماس والسماح لسكان المستوطنات غربي النقب بحياة عادية على الأقل في السنة القريبة القادمة.
وبحسب تقارير صحافية إسرائيلية فأن أفكاراً مدروسة تطرح في تل أبيب والقاهرة تشير إلى إمكانية عقد صفقة مزدوجة بين إسرائيل وحماس، تشمل وقف لإطلاق النيران، وكذلك الإفراج عن الجندي شاليط، ولكن المعضلة أن هناك عدم موافقة إسرائيلية على شروط أسري شاليط الذين يطالبون بإطلاق سراح 1400 أسيراً فلسطينيناً تعتبرهم تل أبيب نشطاء خطيرين، وتوافق تل أبيب على إطلاق سراح 40 منهم فقط.
ورغم نفي القيادة السياسية الإسرائيلية لوجود حديث عن صفقات مزدوجة، إلا أنه بحسب صحيفة معاريف يوجد عددا قليلا من أصحاب القرار في إسرائيل يقيمون في اتصالات سرية في هذا الاتجاه، ويؤكدون بأنه quot;يوجد حراك ويوجد لأول مرة فرصة لإنقاذ المفاوضات العالقة من الجمود وخلق مسار يمكنه أن يؤدي إلى صفقةquot;. وتشير الصحيفة ذاتها، إلى أن الحديث يدور عن اتصالات أولية فقط والطريق إلى صفقة أسرى أو وقف نار لا تزال طويلة.