الحزب الإسلامي يوقع إتفاقية تفاهم مع الحزبين الكرديين
مباحثات بارزاني في بغداد فاشلة وإتفاقية الجزائر ملغاة

الهاشمي وطالباني وبارزاني خلال مؤتمرهم الصحفي المشترك
أسامة مهدي
من لندن
: اكد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني فشل المفاوضات التي اجراها مؤخرا في بغداد رئيس حكومة الاقليم نجيرفان بارزاني بينما شدد الرئيس العراقي جلال طالباني على ان اتفاقية الجزائر العراقية الايرانية عام 1976 تعتبر ملغاة مشيرا الى الاتفاق على آليات لاعادة تشكيل الحكومة العراقية في حين أدان نائبه طارق الهاشمي العمليات العسكرية التركية لمناطق شمال العراق معتبرا انها لاتخدم مسيرة العلاقات بين البلدين ودعا الى دمج عناصر مجلس الصحوات في الاجهزة الامنية محذرا من خذلان الدولة لهم قائلا ان ذلك سيسبب انتكاسة امنية خطرة.
جاء ذلك حلال مؤتمر صحافي مشترك عقده الزعماء الثلاثة اليوم في منتجع دوكان (380 كم جنوب بغداد) في محافظة السليمانية الشمالية وتم الاعلان خلاله عن توقيع مذكرة تفاهم بين الحزب الاسلامي العراقي quot; سنيquot; بزعامة الهاشمي والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني تناول موقف القوى الثلاث من مختلف القضايا المطروحة على الساحتين السياسيتين العراقية والكردستانية.
جلال طالباني
وقال طالباني ان العراق يعتبر اتفاقية الجزائر الموقعة بين الرئيس السابق صدام حسين وشاه ايران الراحل محمد رضا بهلوي عام 1976 ملغاة.. موضحا ان العراق قد ابلغ ايران انه لايعترف بها. وكان صدام قد تنازل في الاتفاقية لايران عن جانب من شط العرب الجنوبي بين البلدين مقابل وقف ايران دعمها للحركة الكردية المسلحة انذاك وهي الاتفاقية التي مزقها صدام فيما بعد عام 1980وكانت احد اسباب الحرب بين البلدين التي استمرت بين عامي 1980 و1988.
واشار طالباني الى ان القادة الثلاثة قد اتفقوا على اجراءات بشأن عودة الوزراء المنسحبين من الحكومة وعددهم 17 وزيرا الا انه لم يوضح طبيعة هذه الاجراءات مكتفيا بالقول انه سيتم الاعلان عنها في وقت لاحق. واكد انه اتفق والهاشمي وبارزاني على ادانة العمليات العسكرية التركية ضد القرى الكردية في شمال العراق. وقال ان اتفاقات تركية عراقية كانت قد حصلت على ضرورة التنسيق بين الطرفين قبل تنفيذ مثل هذه العمليات لكن هذا لم يحصل وراح نتيجتها مواطنون اكراد ابرياء وهذا مرفوض لان العمليات كان يجب ان تستهدف قواعد حزب العمال وحدها. واضاف ان العراق قد احتج رسميا لدى تركيا على هذه الاعمال لانها لاتخدم مسيرة العلاقات بين البلدين مؤكدا رغبة بلاده في حل هذه المشكلة سلميا وبما يخدم هذه العلاقات.
وردا على سؤال فيما اذا تناولت اجتماعات اليوم بين القادة الثلاثة اعادة تشكيل الحكومة العراقية اشار طالباني الى الاتفاق على عدد من الاليات في هذا المجال موضحا انه سيتم الاعلان عن تفاصيل هذه الاليات لاحقا.
طارق الهاشمي
ومن جانبه اشار الهاشمي الى انه سيكون لمذكرة التفاهم التي وقعت اليوم تأثير على التحالفات السياسية في البلاد التي توقع ان تشهد خلال المرحلة المقبلة تغييرات كبيرة. واكد ان هذه المذكرة ليست موجهة ضد احد كما انها ليست بديلا من الاتفاق الرباعي الموقع بين الحزبين الكرديين وحزب الدعوة والمجلس الاعلى الاسلامي اضافة الى انها ليست تكتلا جديدا وانما هي جهد وطني للعمل من اجل تنشيط المصالحة الوطنية ودفع عجلة العملية السياسية الى امام. ووصف توقيع مذكرة التفاهم باليوم التاريخي الذي ستكون له انعكاسات كبيرة على العملية السياسية.
وعن القصف التركي لمناطق في شمال العراق فقد أدان الهاشمي هذه العمليات وقال ان استهداف الابرياء وقتلهم امر مرفوض وهو ليس ضمن التفاهمات الحاصلة بين البلدين والتي قضت بضرب قواعد المسلحين وحدها. وحول تنفيذ المادة 140 من الدستور لتطبيع الاوضاع في مدينة كركوك اكد الالتزام بتنفيذها لكنه اوضح ان هناك بعض الخلافات تتعلق بتوقيتات تنفيذها.
وردا على سؤال حول عدم مصادقة رئاسة الجمهورية على تنفيذ احكام الاعدام بحق ثلاثة متهمين في قضية الانفال حول ابادة الاكراد اشار الهاشمي الى ان المشكلة كلها تكمن في ان قرار الحكم لم يصل بعد الى رئاسة الجمهورية وعندما سيصلها فانها ستجتمع لاتخاذ قرار جماعي بالتصديق عليها او لا.
وفي ما يخص مجالس الصحوات المسلحة شدد الهاشمي على ضرورة استيعاب الاجهزة الامنية لعناصرها. واوضح ان تجربة هذه الصحوات في مكافحة الارهاب قد غيرت الكثير من الاستراتيجيات العسكرية في مناطق التوتر. واكد ضرورة عدم اجهاض هذه التجربة او ان يخذل عناصر الصحوات من قبل الحكومة لانهم تطوعوا بارادتهم وعرضوا انفسهم لشتى المخاطر بمواجهتهم للارهابيين. وقال ان العراق الان على مفترق طرق فاما ان يتم استيعاب هذه العناصر في اجهزة الدولة الامنية ويستمر التحسن الامني او ان يتم خذلانهم فتحصل انتكاسة امنية خطرة. وايد انضمام مجالس الصحوات الى العملية السياسية وقال ان هذه العملية ترحب بانضمام اي قادم جديد اليها.
وحول عودة جبهة التوافق الى الحكومة التي سحبت وزراءها الخمسة منها اشار الهاشمي وهو زعيم الحزب الاسلامي احد مكونات الجبهة الثلاثة اضافة الى تجمع اهل العراق ومجلس الحوار الى ان المطالب التي قدمتها الجبهة لتحسين الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية ما زالت معلقة تنتظر اجابة من الحكومة وقال انه على ضوء هذه الاجابة سيتقرر موقف الجبهة.
مسعود بارزاني
اما رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني فقد اشار الى ان توقيع مذكرة التفاهم بين الحزبين الكردستانيين والحزب الاسلامي قد تمت في كردستان اليوم لانه لم يتمكن من المغادرة الى بغداد بسبب تعرض القرى الكردية للقصف التركي.
وعما قيل عن رفضه التوجه الى بغداد مؤخرا للقاء وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي زارت العراق الاسبوع الماضي نفى بارزاني ان يكون هذا مؤشرا للتوتر في العلاقة بين حكومة الإقليم والولايات المتحدة وقال quot;لم يكن من المعقول ان اتوجه الى بغداد والقرى الكردية تقصفquot;. واضاف انه لا يوجد اي توتر في العلاقات الكردية الأميركية.
وعن موقف رايس من قضية كركوك اشار الى انها ايدت الالتزام بالدستور وتنفيذ المادة 140 التي نص عليها هذا الدستور. واضاف ان الاميركيين مستاءون من القصف التركي للقرى الكردية وقال انهم ابلغوا الاتراك بموقفهم هذا.
واكد ان زيارة نجيرفان بارزاني الى بغداد مؤخرا ومباحثاته هناك لم تثمر عن اي نتائج ايجابية مع الاسف. وكان بارزاني اجرى مباحثات مع رئيس الوزراء المالكي حول ثلاث قضايا خلافية اساسية تتعلق باتفاقيات النفط التي وقعتها حكومته مع شركات نفط اجنبية لاستكشاف النفط والتي ترفض بغداد الاعتراف بها وعدم تنفيذ المادة 140 في وقتها المقرر بنهاية العام الحالي اضافة الى مرتبات قوات البيشمركة الكردية التي يفترض دفعها من ميزانية وزارة الدفاع العراقية باعتبار ان هذه القوات جزء من تشكيلاتها.