عبد الخالق همدرد من اسلام اباد:

مقتل بنازير بوتو في إنفجار إنتحاري

بينظير بوتو: نهاية دموية لحياة سياسية حافلة

مجلس الأمن الدولي يجتمع إثر اغتيال بوتو

بينظير بوتو لبّت سريعا نداء الموت في باكستان

بوتو عشرون عاما من حياة سياسية ملؤها الفوضى

أكدت مصادر حزب الشعب الباكستاني وفاة رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو في الساعة السادسة والنصف حسب التوقيت المحلي في المستشفى العام في مدينة روالبندي حيث نقلت إليه بوتو بعد إصابتها بجروح خطرة. وقد أكدت مصادر حزبية أن نعشها سينقل إلى مدينتها لاركانة بسيارة رافضة نقلها على متن مروحية.

وقد نقلت إذاعة الـ بي بي سي عن السناتور بابر أعوان أحد قيادات حزب الشعب والذي كان يرافق بوتو خلال حملتها الانتخابية أن quot; بينظير لم تمت في هجوم انتحاري بل تعرضت لطلقات أطلقها رام ماهر وبعد ذلك تم إلقاء شيء على سيارتهاquot;. في حين أكد نديم قاسمي وكيل الحزب للشؤون الإعلامية لفرع كشمير الحرة أنها تعرضت لثلاث طلقات من مسدس تلاها انفجار قوي.

وقد انتشر خبر ذلك الانفجار كالنار في الهشيم ما أثار موجة غضب على مستوى البلاد. وقد أفادت تقارير من كراتشي أكبر المدن الباكستانية أن المدينة قد أصيبت بشلل إثر وصول ذلك الخبر وقد أغلقت جميع الأسواق وغاب المرور العام عن الشوارع فيما أضرم نشطاء حزب الشعب النار في 80 سيارة على الأقل. وقد أكد مراسل الـ بي بي سي أن الفوضى مستمرة والنشطاء الغاضبون على الطرق والشوارع ويشعلون النار في المباني الحكومية والبنوك ومحطات الوقود ومحلات تجارية.

على صعيد آخر أكد أحد سكان مدينة روالبندي من منطقة قرب (لياقت باغ) أن الوضع الآن ndash; الساعة العاشرة ليلا- هادئ إلا أن الطرق العامة عائمة في الظلام بيد أن مصادر أخرى أفادت بأن نشطاء حزب الشعب مجتمعون خارج المستشفى الذي يتم فيه تجهيز بينظير بوتو لنقلها إلى لاركانا.

وأضافت مصادر من مدن داخلية لإقليم السند أن الأوضاع هناك مشتعلة جدا حيث قام النشطاء الغاضبون بإحراق معظم المباني الحكومية بما فيها بدالة الهواتف في مدينة جيكب آباد في حين لا يرى للشرطة أثر.

على صعيد آخر تم تخريب خط سكك الحديد في مدينة كهوتكي آخر المدن السندية على مدخل إقليم بنجاب مع محاولة لإحراق محطة القطار هناك ما أدى إلى اغلاق الطرق البرية للتنقل بين إقليم الحدود الشمالية الغربية وبنجاب والسند. وفي السياق نفسه أشارت تقارير من مدينة حيدر آباد السندية إلىأن جميع الطرق المؤدية إليها مسندة وعليها سيارات تشتعل في حين لم تتمكن الشرطة من ضبط الأوضاع وتحاول طلب حرس الحدود لمساعدتها.

ويسود الوضع نفسه في معظم المدن لإقليم السند الذي يعتبر معقلا لحزب الشعب الباكستاني. كما أن تقارير تشير إلى مصرع أربعة مدنيين بمدينة كراتشي خلال تلك الموجة الاحتجاجية العارمة.

من جهة أخرى تم إحراق أكثر من 50 سيارة في مدينة لاهور أكبر مدن إقليم بنجاب وعاصمتها. كما قامت الجماهير الغاضبة بإضرام نار في كثير من المباني الرسمية ومكاتب حزب الرابطة جناح القائد الأعظم الموالي للرئيس الجنرال المتقاعد برويز مشرف. في حين تعرض المتظاهرون لممتلكات العامة وممتلكات حزب الرابطة في معظم مدن إقليم بنجاب.

والوضع في إقليم الحدود الشمالية الغربية وبلوشستان لم يختلف عنه في السند وبنجاب حيث وردت تقارير مثيلة منهما أيضا في حين أعلن رئيس حركة جميع الأحزاب للديمقراطية محمود خان أتشكزاي يوم حداد وإضراب غدا الجمعة ملغيا برامج الحركة الاحتجاجية ضد الانتخاب المقبلة؛ لأن الحركة أعلنت مقاطعة انتخابات 8 يناير كما تقوم بحملة توعية شعبية لعدم مشاركة الشعب فيها.

إلى ذلك فإن جميع القادة السياسيين الباكستانيين أبدوا أسفهم الشديد على هذا الحادث الأليم ومعظمهم حمل الحكومة مسؤوليتها. وردا على سؤال ملح لمراسل الـ بي بي سي حول الجهة الضالعة في اغتيال بينظير بوتو قال السناتور بابر أعوان إن مسؤولية هذا الحادث تقع على عاتق العناصر المسؤولة عن قتل الشهيد ذي الفقار علي بوتو.

من جهة أخرى فإن الرئيس الباكستاني الجنرال المتقاعد برويز مشرف ألقى كلمة طارئة أمام الشعب عبر التلفزيون الرسمي وأعلن حداد ثلاثة أيام على مصرع بوتو مناشدا الشعب إلى نبذ المتطرفين والإرهابيين ومبديا أسفه الشديد على ما جرى.

والجدير بالذكر أن ( لياقت باغ ) ndash; حديقة لياقت علي خان ndash; هو المكان الذي اغتيل فيه رئيس الوزراء الباكستاني الأول لياقت علي خان عام 1951م. وبالصدفة أصبح مصرعا لرئيسة وزراء سابقة مرة أخرى؛ لكن الصعوبة أنه لم يتم الكشف عن المؤامرة التي كانت وراء اغتيال لياقت علي خان ولو بعد مرور نحو ستة عقود.

ومن هذا المنطلق يرى معظم الشعب الباكستاني أن الحكومة لن تكشف عن أسرار اغتيال بينظير بوتو أيضا. والذي يمعن النظر في تاريخ باكستان يلاحظ أن باكستان هي مسرح للحوادث الكثيرة والخطرة لكن قلما تم الكشف عن خبايا أي حادث يذكر بدءا من اغتيال لياقت علي خان إلى تفجير طائرة الجنرال ضياء الحق إلى سقوط طائرة مصحف علي مير رئيس الجوية الباكستانية ... فهل اغتيال بينظير سيكون صفحة أخرى لذلك الكتاب المستور؟؟