دار نشر تعجل بنشر كتاب ألفته بوتو

سقطات بوش فى الإعلام الأميركي

وزارة الدفاع الاميركية تعلن تسليم 10 معتقلين في غوانتانامو الى السعودية

ثلاث روايات مختلفة لإغتيال بوتو

لندن: هيمنت قضية اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانة السابقة وزعيمة المعارضة بنازير بوتو على صفحات الصحف البريطانية غداة مواراة جثمانها التراب في المدفن الذي يضم رفات والدها quot;ذو الفقار علي بوتوquot; وشقيقيها مرتضى وشاهنواز، وجميعهم قضوا قتلا مثلها.

ودارت التساؤلات ـ والتكهنات ـ في التقارير والتحليلات كما في التعليقات عمن كان وراء الجاني الذي يكاد يكون قد تمكن ببساطة من الوصول إلى بوتو وإطلاق الرصاص عليها ثم تفجير نفسه ليختتم بفعله فصلا في حياة أسرة بوتو دونما وريث واضح لها، ومن ثم لرئاسة حزب الشعب الذي أسسه والدها.

quot;القاتل مشرفquot;

روبرت فيسك الصحافي المعروف في صحيفة الإندبندنت يتحدث عن الاتهامات الجاهزة ضد طالبان والقاعدة والتي رددها الرئيس الأميركي جورج بوش وحفلت بها ساعات من التغطية لمقتل بوتو على قنوات التلفزة العالمية.

فيسك يبدي تشككه في هذه الاتهامات باستعراض دور الاستخبارات الباكستانية في عدد من الاغتيالات في البلاد ومنها مقتل مرتضى الشقيق الأكبر لبنازير، وقطع رأس الصحفي الأميركي دانيال بيرل على يد إسلاميين متشددين في مدينة كراتشي وquot;الذي كان متواجدا في مكتب الاستخبارات لدى تحديد ذلك الموعد مع من قتلوه فيما بعدquot;.

فيسك يطرح في مقاله أسئلة عمن قام بإجراءات ضد بوتو قبل وبعد عودتها ليجيب على كل منها بـ quot;مشرفquot;، وينتهي بسؤال حول من قتل بي نظير بوتو ولا يجيب هذه المرة لكنه يشير إلى أن الجماهير التي كانت تهتف ضد مشرف بأنه quot;قاتلquot; لم تكن كما أشارت القنوات الإخبارية تتهمه بعدم توفير الحماية اللازمة لبنازير وإنما لأن هذه الجماهير تعتقد بأنه هو الذي قتلها.

غير أن دافيد إغنيتياس في صحيفة الجارديان يقول إن من الخطأ إلقاء اللائمة على الرئيس الباكستاني برويز مشرف quot;لأنه يقاوم نفس المتطرفين الذي قتلوا بوتو كما يبدو، ولأنه نفسه قد تعرض لتسع محاولات اغتيال كما ذكرت شبكة سي إن إنquot;.

ويأتي لنا الكاتب أمير طاهري الإيراني الأصل في صحيفة التايمز بتفسير آخر اعتدنا عليه في سياق الأحداث في مناطق مضطربة أخرى في العالم الإسلامي وهو التفسير الطائفي.

يشير طاهري إلى أن شرعية الدولة التي أقيمت كوطن للمسلمين في شبه القارة الهندية ارتكزت إلى سيادة القانون والانتخاب الحر المباشر للقائمين على الحكم quot;إلا أن الإسلام الذي كان عاملا موحدا منذ قيام الدولة قد أصبح منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي عامل فرقة وتناحرquot;.

ويلفت طاهري الأنظار إلى أن بوتو قد قتلت في quot;يوم الغديرquot; والذي يحيي فيه الشيعة ذكرى توصية رسول الإسلام محمد بخلافة الإمام علي له قبل 14 قرنا، ويتساءل الكاتب هل كانت بوتو التي ولدت لأم إيرانية شيعية المذهب تدفع ثمن تدهور البلاد نحو الطائفية؟quot; فالإسلام كما يقول طاهري قد أصبح أداة قهر بيد جماعات تتاجر بصيغ محرفة من الدين، وإن الباكستانيين يقتلون بعضهم بعضا في خلافهم على التأويلات المغايرة له.

نكسة لبوش
وفي الجارديان أيضا وتحت عنوان بوش quot;يجبر على إعادة التفكير في سياسته إزاء باكستانquot; يتحدث إيوين ماكاسكيل مراسل الصحيفة في واشنطن كيف أن إدارة بوش تعمل بسرعة لوضع خطة بديلة بعد لاغتيال بنازير بوتو.

ويقول ماكاسكيل إن اغتيال بوتو قد ضيع آمال إدارة بوش في تحقيق قدر من الأمان في باكستان.

ويضيف أنه منذ الحادي عشر من أيلول/سبتمبر اعتمد بوش على الحكومة العسكرية للرئيس برويز مشرف كحليف له في حربه ضد طالبان والقاعدة. ومع خسارة مشرف لشعبيته وضعت الإدارة آمالها في العودة إلى الديمقراطية وتشكيل ائتلاف بوتو ـ مشرف.

وقالت الصحيفة إن محللي الاستخبارات الأميركيين قد حذروا من تعزيز قوة القاعدة التي تحتفظ لها بموقع قوي في المناطق القبلية في باكستان وفي بعض المدن كمدينة كراتشي والتي تعتقد الولايات المتحدة أن أسامة بن لادن يختبئ فيها وذلك بسبب الفوضى في أعقاب حادث الاغتيال.

وتشير الصحيفة إلى أن الإدارة قلقة من وقوع الباكستان في أيدي الراديكاليين مما يقوض معركتها ضد طالبان والقاعدة، ويعزز امكانية سقوط الأسلحة النووية في أيدي الإسلاميين المعادين للغرب.

وتشير الصحيفة إلى تصريح البنتاجون بأنه مطمئن إلى سلامة الأسلحة النووية حاليا رغم الاغتيال لكنه أقل ثقة بالنسبة للمستقبل.

ويقول المراسل إلى أن إحدى الخطط البديلة هي أن تعمل القوات الأميركية الخاصة بالتعاون مع الجيش والمخابرات الباكستانية على تهريب أية أسلحة يحيق بها خطر مباشر، quot;إلا أن الولايات المتحدة ليست واثقة من تعاون الجيش الباكستاني التام في هذا الوقتquot;.

وتشير الصحيفة إلى ريبة الحكومة الباكستانية في النوايا الأميركية رغم تلقيها دعما ماليا منها، وتقول إنها حجبت معلومات حول مواقع ترسانتها من الأسلحة النووية وغير ذلك خوفا من زرع الأميركيين أجهزة تبطل عمل الأسلحة النووية.

الإرث السياسي
في الجارديان أيضا تطرح سوزان جولدنبرج مسألة الإرث السياسي الذي خلفته بنازير بوتو باغتيالها. وتستبعد جولدنبرج من قائمة المرشحين لوراثة رئيسة حزب الشعب الباكستاني وسليلة العائلة السياسية زوج بنازير آصف زرداري الوزير السابق والسجين السابق لإدانته بالفساد.

كما تشير الكاتبة إلى إلى أن ابنهما بلاوال وابنتيهما بختيار وأصيفة لا يزالون دون العشرين من العمر، وتستشهد الكاتبة بقول الدبلوماسي الأميركي بيتر جالبريث والذي زامل بنازير في جامعة هارفارد إنه لا يعتقد أنها ألقت على كاهل أبنائها من التوقعات ما ألقي أو القته هي على كاهلها.

ويقول جالبرايث إن بوتو أجلت عودتها إلى بلدها لأنها كانت تخشى تأثير هذا القرار على أسرتها.

في قائمة المرشحين أيضا لتسلم إرث العائلة السياسي فاطمة ابنة شقيقها مرتضى من زوجته الأولى. وكان مرتضى قد قاد انشقاقا عن الحزب مطالبا بنازير بالعودة إلى مبادئ الحزب الذي أسسه والدهما، وقتل وهو في شقاق مع شقيقته، ثم هناك غنوة أرملة مرتضى التي تسلمت قيادة الفرع المنشق بعد مقتله.

الانتخابات
في افتتاحية لها عن الأوضاع في الباكستان بعد اغتيال بوتو تقول صحيفة الديلي تلجراف إن مشرف لا بد وأنه يميل لإلغاء الانتخابات المحلية والقومية والمقرر إجراؤها في الثامن من الشهر المقبل.

وتحكم الصحيفة بأن مثل هذا القرار سيكون خطأ بالغا ونكسة بالأوضاع إلى الوراء حتى مع غياب بوتو عن الساحة وقرار نواز شريف مقاطعة الانتخابات، وذلك quot;لأن الانتخابات ستعطي البلاد فرصة للتعافي من الانقسامات المريرة التي حدثت بين النخبة التقليدية التي تلقت تعليمها في الغرب والأصوليين الإسلاميين الذين يتعزز نفوذهم باضطرادquot;.