طارق المعموري مدير أول قناة عراقية إخبارية لـquot;إيلافquot; :
مهمتنا مواجهة أهداف مؤسسات الإعلام الصفراء

المدير العام طارق المعموري

أسامة مهدي من لندن : اكد المدير العام لاول قناة فضائية عراقية متخصصة بالأخبار أنها ستتبنى خطابا اعلاميا يستهدف مواجهة عملية الاستهداف الواضحة والمتزايدة ضد العراق من قبل مؤسسات إعلامية صفراء لها أجنداتها السياسية الظاهرة والمخفية ساهمت في زرع الفتن وترويج الإشاعات بين العراقيين وتياراتهم السياسية وقال ان القناة ستكون مستقلة تماما فيتناولها للموضوعات على اختلافها وستهتم بانتاج وتقديم وعرض البرامج المتخصصة منها الإخبارية والسياسية والثقافية والاقتصادية والرياضية .

واضاف طارق المعموري في لقاء اجرته معه quot;إيلافquot; أن في مقدمة اهداف القناة الجديدة التي ستنطلق خلال شهرين ، المحافظة على سلامة النسيج الإجتماعي للعراقيين على اختلاف أعراقه وأديانه ومذاهبه وعقائده والذي كان دائما مصدر إغناء حضاري له وإعادة الثقة الى المواطنين بالثروة الفكرية والبحثية التي يزخر بها العراق وبالقدرات العلمية والعملية التي يمتلكها أبناؤه وتعزيز الأمل لديهم بتحقيق عراق عصري متطور ومزدهر . واشار الى ان القناة ستنطلق خلال شهرين وستعين لها مراسلين في المحافظات العراقية وفي العديد من العواصم العالمية وبخاصة في المناطق الساخنة وفي مواقع الحدث .


وطارق جودة المعموري من مواليد 1967 في العزيزية في محافظة الكوت (160 كم جنوب بغداد) وحاصل على بكالوريوس حقوق وهو سياسي ليبرالي مستقل وله حضور مكثف في المؤتمرات والندوات السياسية الخاصة بالمصالحات الوطنية ويتمتع بعلاقات جيدة مع مختلف الفرقاء السياسيين وله أنشطة في مجال حقوق الإنسان ومقالات حول الإعلام وقدم عدة مقترحات الى مجلس الوزراء تتعلق بتطوير الإعلام العراقي .. وفي ما يلي اسئلة quot;إيلافquot; واجوبته عليها :

تقرر تأسيس قناة عراقية إخبارية متخصصة وإنكم كلفتم رسميا بإدارتها، ما طبيعة عمل هذه القناة ؟ وما علاقتها بقناة (العراقية) الرسمية الحالية ؟

تدرس شبكة الإعلام العراقية منذ فترة ليست بالقصيرة إستحداث قناة إخبارية متخصصة وفق معايير القنوات ذات الطبيعة المشابهة ، كقناة (العربية) على سبيل المثال ، آخذةفي الإعتبار القواعد المهنية للإعلام والتطور المطرد في الجوانب الحرفية والفنية المتعلقة به ، وهو ما أملته علينا طبيعة الأحداث المتسارعة في بلدنا ، خصوصا وأن الإعلام اليوم يشغل الجانب الأهم والأخطر في رسم هذه الأحداث ومتابعة مجرياتها.
وقد أصدرت شبكة الإعلام العراقية الأسبوع الماضي قرارا بإنشاء هذه القناة وفق الخطة المعدة لتطوير مؤسسات الشبكة المؤلفة من صحيفة الصباح اليومية وبقية القنوات التلفزيونية والإذاعية التابعة لها ، وستكون هذه القناة منفصلة بتخصصاتها عن القناة (العراقية) الأم ، وقد كلفت شخصيا بإدارتها وسنعلن لاحقا عن التفاصيل الأخرى المتعلقة بها ومن ضمنها الاسم الرسمي الذي سيطلق على هذه القناة .

ما هي الأسباب التي دعت إلى تأسيس هذه القناة الإخبارية وما الأهداف منها ؟

بالنظر إلى الأهمية التي أملتها مجريات الأحداث السياسية الدائرة في العراق والتي تستقطب إهتمام العالم منذ سقوط النظام السابق ، وما شكلته أيضا من مادة مهمة لمختلف وسائل الإعلام ، إضافة الى الدور المؤثر والفاعل الذي لعبه الإعلام في مجمل العملية السياسية الحديثة في العراق بل وفي أحيان كثيرة كان موجها لها ، كان لابد من أن تولي الإدارة العراقية اهتماما أكبر موازيا لأهمية ودور ومكانة الإعلام سياسيا وإجتماعيا وثقافيا إلخ ، ومن جانب آخر لم يعد مخفيا على أحد عملية الاستهداف الواضحة والمتزايدة التي يواجهها العراق من قبل مؤسسات إعلامية لها أجنداتها السياسية الظاهرة والمخفية على حد سواء التي أقل ما يقال عنها إنها مؤسسات صفراء ، ساهمت بشكل فاعل في زرع الفتن وترويج الإشاعات بين أبناء العراق بل وبين تياراته السياسية أيضا ، ناهيك عن التضليل والتزوير الذي أصبح نهجا يوميا يمارس ضد العملية السياسية الفتية في العراق مع ما تحمله من تعقيدات ومصاعب خلقتها الظروف غير الطبيعية التي يمر بها بلدنا .
وعلينا الاعتراف أن هذه الوسائل الإعلامية الصفراء قد حققت أهدافها الى حد ما في زرع الشقاق بين مكونات الشعب العراقي ، ولهذه الأسباب وغيرها العديد كانت الدراسات مستمرة لوضع منهج وخطاب إعلامي جديد يوازي كل ذلك . ومن جهة أخرى نحن مطالبون بما يدعم عملية البناء السليم للعراق الجديد ويعزز ثقة العراقيين بتجربتهم ويضعهم ضمن الأطر الصحيحة والصريحة لمجمل تفاصيل هذه العملية ومؤسساتها .

ما هي خططكم وما هي نوعية البرامج التي ستهتم بها هذه القناة ؟

ستكون من أولى خطط وخطوات هذه القناة استقلاليتها التامة في تعاملاتها وتناولها للموضوعات على اختلافها ، وسنهتم بانتاج وتقديم وعرض البرامج المتخصصة، منها الإخبارية والسياسية والثقافية والاقتصادية والرياضية ، وبإعداد عالٍ يرتقي الى الأهمية التي نوليها للإعلام كما أسلفت ، وسيكون من بين أهم أهدافنا المحافظة على سلامة النسيج الإجتماعي للعراقيين على اختلاف أعراقه وأديانه ومذاهبه وعقائده والذي كان دائما مصدر إغناء حضاري له ، وإعادة الثقة الى مواطنينا بالثروة الفكرية والبحثية التي يزخر بها العراق ، وبالقدرات العلمية والعملية التي يمتلكها أبناؤه ، وتعزيز الأمل لديهم بتحقيق عراق عصري متطور ومزدهر ، كما سيكون للأقلام الحرة وللمثقفين والمفكرين العرب ممن لهم مواقفهم المدافعة عن الحريات في محيطنا العربي وبخاصة أولئك الذين كانت وما تزال لهم مواقفهم المساندة للعملية الديمقراطية الجديدة في العراق وذلك لفسح المجال أمامهم بشكل أوسع ليوصلوا آراءهم وخطابهم الذي كان له دور مشرف في فضح الوجه المتسخ للإرهاب والإرهابيين ومن يقف وراءهم ، لغرض مواجهة الهجمة الشرسة للإعلام المشبوه والذي يتبنى ويدافع بصيغ علنية ومتخفية ومدسوسة عن زمر الإرهاب ومؤسساته .

هل ستكون القناة ناطقة باسم الحكومة ؟ أم إنها ستفسح المجال أمام جميع التيارات والآراء ؟ ومن بينها تلك التي تختلف مع الحكومة ؟

ستكون القناة حتما مستقلة ، ولن تكون ناطقة باسم فئة أو جهة بعينها ، وسوف تستوعب الجميع على اختلاف آرائهم وتوجهاتهم ، كل ذلك ضمن الأفق الواسع الذي أوجده الدستور العراقي الجديد كأساس قانوني حفظ لكل العراقيين حرية الفكر والتعبير بالوسائل السلمية والحضارية . ونؤكد هنا أن هذه القناة لن تكون معبرة عن وجهة نظر الحكومة العراقية ، بل الدولة العراقية ومؤسساتها وتعلمون جيدا الفرق بين مفهوم الحكومة والدولة .

من هي الجهة التي ستتولى دعم القناة ماليا ؟

ترتبط القناة ماليا بشبكة الإعلام العراقي لأنها جزء من هذه الشبكة ، وللشبكة كما هو معروف تخصيصاتها المالية ضمن الميزانية التي يقرها البرلمان العراقي .

على أي أقمار ولأي مناطق توجه القناة بثها ؟

ستبث القناة برامجها على الأقمار الخمسة ذاتها التي تتعامل معها الآن القناة الأم ، وسيغطي بثها جميع أنحاء العالم .

كم هو عدد طاقم الإعلاميين والفنيين الذين سينخرطون في العمل في هذه القناة ؟

هذا ما سيتقرر وفق الحاجة وضرورات العمل والخطط الذي سنضعها علما أننا سنعتمد في اختيارنا لهذا الطاقم على المعايير الفنية والتخصصية وعلى الحرفية العالية والخبرة المتراكمة والكفاءة في الأداء .

هل سيكون للقناة مراسلون في المحافظات العراقية وكذلك في العواصم العربية والعالمية ؟

نعم ، سيكون للقناة مراسلون في جميع المحافظات العراقية وفي العديد من العواصم العالمية وبخاصة في المناطق الساخنة وفي مواقع الحدث .

هل ستستعينون بخبرات وشخصيات سياسية لتحليل الأخبار التي تتناولونها ؟

بالطبع سيكون للعديد من الشخصيات ذات الخبرة والإطلاع وفي مختلف المجالات حضور دائم وبحسب متطلبات الحدث أو الخبر ، وأؤكد ثانية أن ذلك سوف لا يقتصر على الشخصيات المحلية بل العربية والعالمية .

ما هي خارطة برامجكم المقترحة لحد الآن ؟

كما بينت في البداية ، فإننا مازلنا في مرحلة وضع الخطط والدراسات وسيتضح ذلك لاحقا إن شاء الله .

متى ستبدأ القناة بثها الرسمي ؟

لن يبدأ البث الرسمي قبل شهرين من الآن ، لأننا لا نريد أن نبدأ قبل أن يكون بناؤنا قد تكامل من جميع جوانبه النظرية والعملية ، لذلك سنعطي وقتا كافيا لورش النقاش والدرس والبحث ووضع الخطط للخروج برؤيا وآلية عمل ناضجة ومتكاملة .

ما هي خططكم لمواجهة الإعلام المحرض على العنف والارهاب ، والمضاد للعراق الجديد ( وبخاصة العربي منه ) ؟

لعل المصداقية ونقل الحقائق الى المتلقي بكل حيادية ستكون كافية لمواجهة الإعلام المشبوه خصوصا وأن هذا الإعلام قد بدأ منذ وقت ليس بالقصير يفقد مصداقيته ، والمشاهد العراقي أو العربي لن يكون متلقيا سلبيا بالصورة التي تعامل معها هذا الإعلام المشبوه ، وقد بدأ هذا المتلقي يدرك الأساليب الملتوية وعمليات دس السم في العسل التي تتبعها جميع هذه القنوات الإعلامية المشبوهة.