الملك عبد الله شرب 14 فنجان قهوة .. وختامها مع مبارك

سلطان القحطاني من الرياض: منذ ساعات الصباح الأولى كان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في مقدمة مستقبلي ضيوفه من الرؤساء العرب المشاركين في القمة التاسعة عشر التي تحتضنها بلاده، على مدار يومين متتاليين، بعد مضي ربع قرن على إستضافتها للقمة الأولى، في ظل إستحقاقات مهمة على الصعيد العربي الداخلي، وملفات ساخنة تزخرُ بها المنطقة الشرق أوسطية من العالم يومًا إثر آخر.

وكان الإستقبال الملكي الكامل للرئيس السوري بشار الأسد، على أرض مطار القاعدة الجوية في وسط الرياض، هو الحدث الأبرز في قائمة الإستقبالات، التي بلغ عددها نحو 14 من رؤساء دول وضيوف على القمة، وذلك بعد القطيعة التي إستمرت عدة أشهر بين الرياض ودمشق إثر خطاب للرئيس الأسد عرّض فيها بالقيادة السعودية بسبب موقفها من النزاع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

ومن المنتظر أن تشهد القمة جلسة ثنائية بين الزعيمين بحيث تنهي حالة الخلاف الذي أثر جزئيًا على فعالية التحرك العربي منهيًا محور الرياض - القاهرة- دمشق الذي كان فاعلاً في إحدى الفترات، فيما رجح دبلوماسيون عرب أن تتم هذه الجلسة على هامش حفل العشاء الذي سوف يقيمه الملك السعودي لضيوفه من رؤساء الدول العربية المشاركة في أعمال القمة.

وشرب الملك عبد الله بن عبد العزيز 14 فنجانًا من القهوة العربية المرة تباعًا، كما تقضي التقاليد غير المكتوبة للإستقبالات الرسمية التي يقوم بها مسؤولو البلاد، وذلك بمعدل فنجان واحد مع كل إستقبال رسمي، في حين كان نصيب ضيوفه فنجانًا واحدًا لكل منهم، ولم يسبق أن سجلت المراسم الملكية السعودية حالة واحدة طلب فيها أحد الضيوف الرسميين فنجانًا ثانيًا من القهوة.

ورغم الساعات الطويلة التي قضاها الملك برفقة أخيه وولي عهده الأمير سلطان في استقبال الوفود، لم تبدُ ملامح الإرهاق ظاهرة على ملامح وجهه، الذي كانت تغطي جزءه الأكبر نظارة شمسية سوداء، فيما هو يمضي مرتديًا عباءته الهفهافة على السجاد الأحمر الرسمي خلال الإستقبال الأخير الذي خُتم بوصول الرئيس المصري حسني المبارك الذي حاز على النصيب الأكبر من كعكة الحفاوة السعودية.

لحود إستقبل بغياب الملك

بدوره وصل الرئيس اللبناني اميل لحود الى الرياض على راس وفد للمشاركة في القمة بعد ساعات من وصول وفد لبناني آخر يترأسه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، إلا أن العاهل السعودي لم يكن في إستقباله كما كان الحال مع بقية رؤساء الدول الذين وصلوا خلال النهار. ووصل لحود على راس وفد ضم خاصة وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ، واستقبل في الصالة الملكية المخصصة لرؤساء الوفود وإنما كان في إستقباله أحد الأمراء وليس العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز.

وفي وقت سابق وصل رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة على رأس وفد ثانٍ وكان في إستقباله نائب أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبد العزيز، وذلك في قاعة غير تلك المخصصة لقادة الدول.

أما الرياض فهي اليوم متثائبة بطقس معتدل على غير العادة بعد أن منح سكانها إجازة رسمية لمدة يومين بسبب إغلاق العديد من الشوارع لإتاحة الفرصة أمام أكثر من عشرين موكبًا رئاسيًا يجب أن توفر لها حماية أمنية، مما جعلها تسمى quot;مدينة محجوبةquot; كما تقول لغة الحاجبة الرسمية للمواقع السعودية quot;مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنيةquot;، أو تسمى quot;مدينة لا يمكن الإتصال بها موقتًاquot; كما تقول لغة الهواتف المحمولة في البلاد.

وأغلقت السلطات الأمنية العديد من الشوارع لفترة موقتة بعد إعلانات مكثفة أذاعها التلفاز الرسمي بغية إيضاح طريقة حركة السير خلال ثلاثة أيام تبدأ من ساعات فجر اليوم الثلاثاء.