رغم صدور نفي من الديوان الملكي بخصوصها
تصريحات العاهل الأردني حول اللاجئين تستفز الفلسطينيين

إعلام القصر الأردني: هآرتس الإسرائيلية كاذبة

الديوان الملكي يتهم الصحافة الإسرائيلية بالإساءة إلى العاهل الأردني

سمية درويش من غزة : أثارت تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حول تعويض اللاجئين الفلسطينيين عن حق العودة، حفيظة الساسة في الأراضي الفلسطينية، لا سيما أن الزيارات الأخيرة التي قادتها وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس بالمنطقة كانت تهدف إلى إلغاء حق العودة. ويعيش أكثر من 6 مليون لاجئ فلسطيني في الشتات، بإنتظار حلم العودة إلى الوطن، في حين ترفض إسرائيل أي مفاوضات مع الفلسطينيين تتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي شردوا منها.

واستنكرت الحركات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية، تصريحات الملك الأردني، حيث اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي، هذه التصريحات هي دعوة للشعب الفلسطيني إلى الإستقالة عن الثوابت والمبادئ التي ناضل وقاتل من أجلها عقودًا من الزمن، في حين أكدت حركة حماس التي ترأس سدة الحكم، أن قضية اللاجئين تعتبر من الثوابت التي لا يحق لأحد سواء فلسطيني أم عربي أم أيٍّ كان في أي مكان في العالم أن يفاوض عليها.

يأتي ذلك رغمنفي الديوان الملكي الأردني وبشدة ما نشرته صحف إسرائيلية من تصريحات منسوبة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه برئيسة الكنيست الإسرائيلية داليا ايتسيك الخميس الماضي.

وقال امجد العضايلة مدير إدارة الإعلام والمعلومات في الديوان الملكي في بيان، إن ما نشرته بعض الصحف الإسرائيلية من تصريحات منسوبة إلى الملك عبد الله الثاني خلال لقائه برئيسة الكنيست الإسرائيلي داليا ايتسيك (في عمان) الخميس الماضي هو عار عن الصحة تمامًا ولا يستند إلى حقيقة ومضامين ما دار من حديث بينهما خلال اللقاء.

وكان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، هدد عشية انعقاد القمة العربية الـ 19 في الرياض، بترحيل الفلسطينيين من أراضيه، متهما زعماء عرب بالسعي لتوطين الفلسطينيين مقابل تنازلهم عن حق العودة، وهذا ما رفضه الزعيم الليبي.

وأوضح محمد الحرازين القيادي في الجهاد، أن هذه التصريحات تلغي حق العودة لملايين الفلسطينيين المشردين في الشتات، وتنسجم تماما مع ما يفكر به أعداء الشعب الفلسطيني, ولا تخدم القضية الفلسطينية، وإنما تصب في خانة إسرائيل وحلفائها في المنطقة، بحسب تعبيره. واعتبر أن عدم القدرة على استرداد الحقوق لا يعني التنازل عنها، أو التفريط بها, مطالبا السلطة والحكومة الفلسطينية باستنكار هذه التصريحات التي تلغي حق العودة لملايين اللاجئين المشردين.

من جهته قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس، إن منظمته حسمت موقفها من قضية اللاجئين منذ فترة طويلة من الزمن وتعتبرها من الثوابت الفلسطينية التي لا يحق لأحد أن يفاوض عليها، رافضا لفكرة التعويض والتوطين، مجددا تمسك حماس بحق عودة اللاجئين العاجلة إلى فلسطين مع التعويض.

وتشهد العلاقات بين حركة حماس والأردن، توترًا عقب إتهام الأخيرة لحماس في أيار (مايو) العام الماضي، بتهريب صفقة سلاح إلى الأردن والعبث بأمنها الداخلي، في حين نفت حماس تلك الاتهامات.

وعن إتهام العاهل الأردني لكل من حماس وحزب الله وإيران بأنهم أعداء مشتركون للعرب وإسرائيل، بحسب ما نشرته الصحيفة العبرية، قال برهوم، quot;نحن أولاً لسنا على عداء مع أي دولة عربية أو أي دولة إسلامية أو أي دولة أخرى، عدونا هو الاحتلال، وبالتالي ما يشكل خطرًا على فلسطين وعلى الأردن وعلى سوريا وعلى المشروع العربي هو الإحتلال الإسرائيليquot;.

بدوره هاجم المحلل السياسي سميح خلف، العاهل الأردني، قائلاً: quot; ليس لك الحق أن تتحدث عن حقوق غيرك وتسلبهم تلك الحقوق، ولمن لشذاذ الآفاق من تجمعوا في فلسطينquot;.

وتابع قائلاً: quot;لا بد أن ذلك التصريح هو تكملة لمواقفكم المتأثرة بعذابات اليهود والهلكوست، أما الهلكوست الذي يمارس منذ خمسين عامًا على الشعب الفلسطيني مقابله مزيدًا من الجحود للقضية ومزيد من التأمر على مستقبل الأرض الفلسطينية العربية هذا هو التفويض الذي أخذتموه من مؤتمر القمة العربيquot;.

واستطرد خلف قائلاً: quot;لو سمحت يا جلالة الملك لا تتحدث باسمنا كلاجئين، لكم الحق أن تتحدثوا باسم شعبكم فهذا إهدار لمنظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية التي أعلنتم كنظام إنفصالكم عن مسؤولياتكم في الضفة الغربية هو وئد منظمة التحرير الفلسطينية شجعكم لأخذ دوركم التاريخي في منح حقوق غيركم لقطاع الطرق الصهاينةquot;، على حد قوله.