قصرها سيج بوردها الأبيض المفضل
علياء الصلح... الوداع الملوكي

quot;إيلافquot; من بيروت : شهدت بيروت قبل أيام quot;وداعًا ملوكيًاquot; لكريمة أبي الإستقلال اللبناني رياض الصلح ، السيدة الراحلة علياء الصلح التي قضت بعد مرض مفاجئ في باريس، وهي التي اشتهرت بمواقف دفاعها الشرس عن قضايا لبنان والعرب. وكانت الرحلة الأخيرة قد أعادتها إلى بيروت مكللة بألف وردة ووردة وبعلم لبناني لف نعشها، حمله الأحفاد وأبناء الشقيقات، فامتزجت اللهجة اللبنانية، البيروتية تحديدًا، مع البقاعية والجنوبية أحيانًا أخرى، باللهجتين السعودية والمغربية، وتداخلت معها اللغة الفرنسية...

صلات قرابة تختزل بيتًا لم يعرف حدودًا. وبما أن الأبيض لونها المفضل إختارته العائلة لكل أكاليل الزهر التي سيجتأدراج قصر رياض الصلح في محلة بئر حسن، واللأزهارقد غطت أعمدة الضريح المجاور لضريح والدها الراحل في مقام الإمام الأوزاعي وغطت أرضه وأسواره، ونثرت على الجثمان الذي دخل القصر للمرة الأخيرة محمولاً على الأكف، وغادره وسط تلويح الشقيقات والأحفاد مودعين laquo;أم الكلraquo;، بالدموع والنحيب.

مطلوب إختفاء النشاشيبي
وشارك في تشييع الراحلة في quot;الوداع الملوكي quot; كل من الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز (ابن شقيقة الراحلة)الذي وصل إلى المطار مع أفراد عائلته في طائرة خاصة قبيل وصول الطائرة التي حملت الجثمان من باريس، وكذلك شقيقه الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز ( ابن شقيقة الراحلة) وعائلته في طائرة خاصة أيضًا، وشقيقة الفقيدة السيدة لمياء الصلح ونجلاها الأمير هشام والأمير اسماعيل العلوي من باريس إلى جانب عدد من أفراد العائلة، والسفير السابق سعيد الأسعد ونجلاه رياض وحسن الأسعد ( ابنا شقيقة الراحلة)، إلى الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميّل وسفير المملكة العربية السعودية لدى لبنـان عبدالعزيز خوجة، وسفير المغرب في لبنان علي أومليل، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبدالرحمن الصلح، وعدد كبير من الوزراء والنواب والشخصيات والأقارب والأصدقاء.

ووقفت مجموعة من الراهبات حول النعش، لوداع الفقيدة على طريقتهن فأدين تراتيل دينية، إمتزجت في ما بعد بتلاوة الفاتحة، وتهادى النعش مرة أخرى على الدرج للمرة الأخيرة حيث وقفت سيدات كثيرات يرتدين الأسود ويغطين عيونهن بالنظارات السود. وكانت بين الواقفات سيدات يحملن لقب أميرات، ويخفين دموعهن. وحمل النعش الأمراء الوليد بن طلال وخالد بن طلال وهشام ابن عبدالله واسماعيل ابن عبدالله وأبناء خالاتهن وعدد من الأقرباء ولوحت الشقيقات بأياديهن مودعات كبيرة العائلة، وردد الجميع laquo;لا اله الا اللهraquo;، وlaquo;الله معكraquo;. وكان الكبار يبكون حزنًا كالأطفال في لحظات مؤثرة للجميع.