الياس توما من براغ: بدأت في فيينا اليوم اجتماعات مجموعة الإتصال الخاصة بكوسوفو على مستوى مدراء أقسام البلقان في وزارات خارجية دول المجموعة التي تضم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وألمانيا. ويشارك في اجتماع اليوم أيضًا وسطاء ترويكا الاتصالات في المحادثات الجديدة بين الصرب والألبان أي ممثل الولايات المتحدة فرانك فيزنير وممثل روسيا ألكسندر بوتسان ـ خارتشينكو وممثل الاتحاد الأوروبي ولغفانغ ايشينغير .

ويمهد اجتماع اليوم للمحادثات التي ينتظر أن تتم غدًا في فيينا بين ترويكا الاتصال والصرب من جهة، وبين الترويكا وألبان كوسوفو من جهة أخرى، والتي ستكون الأولى بعد زيارة ترويكا الاتصالات لبلغراد وبرشتينا في وقت سابق. ولا تسود حالة من التفاؤل في المنطقة البلقانية بشأن إمكانية نجاح محادثات الغد في إحداث اختراق ما يخرج مشكلة كوسوفو من الطريق المسدود الذي تتواجد فيه، أما مصدر عدم التفاؤل فيعود إلى أن ترويكا الاتصالات قد تركت الأمر على الطرفين الصربي والألباني للتقدم باقتراحات بشأن التسوية النهائية وعدم صدور أي أفكار جديدة حتى الآن عن بلغراد وبرشتينا.

وعلى خلاف الوفد الألباني الذي سيضم غدًا، وضح المسؤولين الألبان في الإقليم أي رئيس الإقليم فاتيمير سيديو ورئيس حكومة الإقليم اغيم تشيكو ورئيس البرلمان ورؤساء أحزاب المعارضة، فإن الوفد الصربي كما أعلن في بلغراد اليوم سيمثل على مستوى وزير الخارجية فوك ييريميتش والوزير المكلف بملف كوسوفو سلوبودان سامارجيتش.

وقد سبقت صربيا انطلاق المحادثات بالقول إنه لم يتم إبلاغها بأي معلومات عن مضمون المحادثات أو برنامجها وبالتالي، فإن هذه المحادثات حسب الوزير سامارجيتش سيكون لها طابع استشاري لأنه قبل المحادثات الجوهرية يتوجب أن يكون محددًا وبشكل واضح كيفية إجراء هذه المحادثات.

ويشدد سامارجيتش على أن خطة مارتي اهتساري غير مقبولة أبدًا بالنسبة إلى الصرب وان سقف العرض الصربي للحل يختصر بمنح الإقليم الحكم الذاتي الموسع في إطار الدولة الصربية أما الألبان فقد نبهوا إلى أنهم لن يقبلون بأي حل سوى الاستقلال وأنه في حال طرح فكرة تقسيم الإقليم أو التحدث عن إجراء عملية تبادل للأراضي بين الصرب والألبان، فإن الوفد الألباني سينسحب من المفاوضات.

وكان ملف إقليم كوسوفو قد أعيد إلى مجموعة الاتصال بعد أن نجحت موسكو عبر تلويحها بالفيتو في مجلس الأمن في إدخال الجهود الغربية في طريق مسدود ولذلك تعتبر المحادثات الحالية على الأقل من قبل الدول الغربية وألبان كوسوفو محادثات الفرصة الأخيرة.

وينتظر أن تستمر هذه المحادثات حتى العاشر من كانون الأول/ديسمبر القادم فقط بعدها ستقوم مجموعة الاتصال تقريرها إلى الأمم المتحدة وفي حال إخفاق هذه المحادثات، فإن القوى الغربية على الأرجح ستعيد إحياء خطة مارتي اهتساري التي تتحدث عن استقلال الإقليم لكن مع وضعه لفترة غير محددة تحت إشراف أوروبي، أما في حال اعتراض موسكو من جديد على هذا الحل في مجلس الأمن فإن الإعلانات المبطنة والصريحة لمسؤولين غربيين تتحدث منذ الآن عن إمكانية إعلان برلمان إقليم كوسوفو الاستقلال من جانب واحد ولكن بدعم غربي .

حدوث ذلك سيشكل حسب موسكو وبلغراد سابقة دولية خطرة الأمر الذي ستكون له تداعيات سلبية على تطورات الأوضاع في مناطق مختلفة من العالم ومنها البلقان في إشارة إلى إمكانية تحرك ألبان كوسوفو خارج إطار الدولة البوسنية وتعزيز النزوع الانفصالية لألبان مقدونيا المجاورة.

وبانتظار معرفة نتائج الجهود الدبلوماسية الجديدة يبقى من المؤكد منذ الآن بأن حل مشكلة كوسوفو يعتبر التحدي الأبرز أمام الدول الغربية وان طريقة حل المشكلة هي التي ستحدد فيما إذا كانت منطقة البلقان ستتجه نحو المزيد من الاستقرار والتكامل مع أوروبا أم ستعود إلى دائرة الاضطرابات.