المالكي: تقارير وتصريحات أميركية تشجع الإرهاب في العراق

وزيران سويديان يبحثان في بغداد شؤون اللاجئين العراقيين في بلدهما
المالكي: تقارير وتصريحات أميركية تشجع الإرهاب في العراق

دمشق: تأشيرة الدخول للتجار والأساتذة العراقيين وليس للمواطنين وزير الخارجية السويدي يزور العراق بوش إلى استراليا الإثنين لكن العراق لن يغيب عن باله قائد عسكري بريطاني ثان ينتقد واشنطن بشأن العراق

أسامة مهدي من لندن: هاجم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقارير وتصريحات لمؤسسات وسياسيين أميركيين ضد الحكومة العراقية وعملها، وقال انها تشجع على الارهاب وتبعث برسائل سلبية عن هشاشة الوضع الامني في العراق... بينما بحث المالكي ووزير خارجيته هوشيار زيباري، على انفراد مع وزيري الخارجية والهجرة السويديين الزائرين كارل بيلت وبيل ستروم شؤون اللاجئين العراقيين في بلدهما، إضافة إلى تطورات العملية السياسية في العراق.

وخلال افتتاحه لمركز العمليات الأمنية الذي انشأته مستشارية الامن القومي، هاجم رئيس الوزراء العراقي تقارير اميركية وتصريحات لمسؤولين وسياسيين اميركيين عن عدم تحقيق حكومته لنجاحات منتظرة، وقال انها تشجع على الارهاب وتعطي زخمًا للارهابيين. واشار الى ان حكومته تختلف مع وجهات النظر هذه وان كانت تحترمها وقال quot;انهم يقيمون الاوضاع في العراق تقييمًا متسرعًا لانهم لايدركون حجم الدمار الذي حصل فيه وجهود الحكومة في نزع فتيل الحرب الاهلية وتفعيل المصالحة الوطنية وتطوير الامكانات الامنيةquot;.

واضاف المالكي انه يدرك ان بعض هذه التقارير الاميركية تدخل ضمن حسابات سياسية داخلية تتعلق بالانتخابات الرئاسية الاميركية العام المقبل لكنه شدد على ان بعضها تتجاوز الحدود المعقولة ويبعث برسائل خاطئة الى الارهابيين تقول بأن الاوضاع الامنية في العراق غير متماسكة... ورسائل اخرى تشجع على الارهاب في العراق .

وطالب المالكي اصحاب هذه التقارير والتصريحات بالتفكير جيدًا قبل اطلاقها وهل انها في صالح الارهاب ام في صالح العملية الديمقراطية في البلاد .. وقال quot;نريد منهم احترام خصوصية العراق واستقلاله وسيادتهquot; .

وحول الاحداث الدامية التي شهدتها مدينة كربلاء الاسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء العراقي ان اعتداءات حدثت ضد مرقدي الامام الحسين واخيه العباس في مناسبة مقدسة هي النصف من شعبان. واشار الى ان عصابات من المفسدين التكفيرين هي التي نفذتها موضحًا انه كانت هناك معلومات عن عزم quot;تكفيريينquot; بهدم مرقد الامام الحسين لكن الاجهزة الامنية احبطت هذا المخططquot;.

واوضح المالكي قائلاً: quot; لكن عصابات مسلحة قامت بعد ذلك بتعكير صفو الامن في مدينة كربلاء quot; . واشار الى انه شكل لجنة وزارية امنية فنية للتحقيق في الاحداث واجراء تدقيق محايد ونزيه وغير منحاز لاي طرف في كل ما حصل واعلان نتائج عملها في اسرع وقت . واضاف ان ملفات عسكريين تخاذلوا في تنفيذ واجباتهم في مواجهة تلك العصابات تدرس حاليًا لطردهم واحالتهم الى القضاء .. وكذلك عمليات تقييم اخرى تجري الان لجميع منتسبي الاجهزة الامنية لتطهيرها من الفاسدين والمتعاونين مع المليشيات المسلحة او مع عصابات الارهاب .

وعن مركز العمليات الامنية الذي افتتحه اليوم، اشار المالكي الى انه سيوفر لجميع الوزارات والاجهزة الامنية معلومات عن حركة الدولة وستعين على مواجهة الازمات والتعامل مع الاوضاع اليومية الطبيعية ايضا .

وقد جدد التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر االيوم دعوته إلى الاسراع في اجراء تحقيق quot;حياديquot; في احداث كربلاء، والا سيتخذ اجراءات quot;غير متوقعةquot;.
وقال الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم مكتب الصدر في بيان تلاه في النجف quot;نحاول جهد امكاننا حقن دماء المسلمين لتطويق الفتنةquot;. واضاف quot;لكن بعد التسويف الذي شهدناه في اليومين الماضيين .. نحذر الحكومة والجهات التنفيذية في كربلاء انها في حال عدم اتخاذ اجراءات التحقيق العادل والحيادي والسريع جدًا، فإن مكتب الصدر سيضطر الى اتخاذ قرارات خارجة عن توقعات الحكومةquot;.

واوضح ان الجهات المعنية بأمن كربلاء بعد الفتنة قامت بإلقاء القبض على عدد كبير من الصدريين تجاوز عددهم 200 شخص خلال الايام الثلاثة السابقة وكذلك قتل نحو 150 اخرين بصورة سريعة خلال المداهمات .

ومن جهته قال مدير شرطة كربلاء العميد رائد شاكر ان قوات الامن تمكنت من القبض على 269 شخصًا ممن شاركوا في احداث كربلاء. واوضح ان عمليات الاعتقال هذه جرت خلال عمليات دهم جرت خلال اليومين الماضيين . واوضح ان عمليات البحث والتفتيش لا تزال جارية في احياء واقضية كربلاء . وقال ان حظر التجول المفروض على المدينة منذ ستة ايام سيرفع خلال اليومين المقبلين .

وكانت مدينة كربلاء قد شهدت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين صدامات دموية مسلحة بين عناصر من جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وحرس حماية مرقدي الامام الحسين واخيه العباس الذين تشرف على نشاطهم مرجعية المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني اسفرت عن مقتل واصابة 483 شخصًا .

المالكي وزيباري بحثا شؤون اللاجئين العراقيين مع وزيرين سويديين
ومن جهة اخرى، أعرب المالكي لوزيري الخارجية والهجرة السويديين خلال اجتماعه بهما بمكتبه في بغداد اليوم عن اعتزازه بمواقف السويد الداعمة للعملية السياسية وعن ترحيبه بتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وعن بالغ شكره للحكومة السويدية لتعاملها الحسن مع المهاجرين العراقيين المقيمين لديها كما قال بيان صحافي عن مكتب المسؤول العراقي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; .

واضاف المالكي ان الوضع في العراق بدأ يتحسن وإن هذا البلد يريد ان ينهض ويطور علاقاته مع دول العالم ويبني جيشًا قادرًا على تحمل المسؤولية وقال quot;إننا نرفض سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى التي كان ينتهجها نظام صدام كما لن نسمح بإستخدام أراضينا لتسوية الحسابات بين المتخاصمين الاقليميين والدوليينquot; . واشار الى إن ثقافة عدم التدخل يجب ان تعمم لتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم .

واوضح رئيس الوزراء العراقي إن دول الجوار بدأت تدرك خطورة امتداد الارهاب الى داخل اراضيها وإن عليها التعاون ومنع تسلل الار هابيين ،وإنها باتت على قناعة بأن التدخل في الشأن العراقي ليس من مصلحتها. وأكد ان العراقي متمسك بوطنه ولم يعرف التاريخ الحديث موجات هجرة للعراقيين الا في زمن الدكتاتورية حيث إضطرتهم ظروف القهر والاستبداد الصدامي الى الهجرة نحو اوروبا ودول الجوار. وأضاف إن الحكومة تتقبل النقد والرأي المعارض ولا تلاحق احدًا على رأي أبداه، وإن الذين يغادرون العراق اليوم الى اوروبا أو أي دولة اخرى لا يفعلون ذلك خوفًا من الحكومة كما كان يحدث في السابق، وإنما هناك ظروف دفعتهم للهجرة في مقدمتها الاعمال الارهابية التي تستهدف المدنيين . وشدد على سعي الحكومة للإستفادة من خبرات العراقيين المقيمين في السويد في مجالات اعادة البناء والاعمار .

من جانبه، أعلن وزير الخارجية السويدي إستعداد بلاده لدعم العراق سياسيًا واقتصاديًا والمساهمة في اعادة البناء والاعمار، وحرصها على نجاح العملية السياسية وجهود تثبيت الأمن والإستقرار في العراق .

وكان الوزيران السويديان وصلا الى بغداد امس السبت في زيارة غير معلنة لأسباب امنية ليومين لبحث مسألة اللاجئين العراقيين في السويد.

وخلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري اليوم، قال وزير الخارجية السويدي quot;انا هنا للتباحث مع جميع القادة العراقيين للاستماع إليهم من اجل دفع مشروع المصالحة الوطنية في البلادquot;. واضاف ان quot;السويد شددت الاجراءات من اجل منح اللجوء للعراقيين الذين يفرون من اعمال العنف الذي يضرب بلادهمquot;.

وبدوره قال وزير الهجرة توبياس بلستروم إن quot;السويد تأوي حاليًا ما بين ثمانين الف الى 120 الف لاجئ عراقيquot; مؤكدًا انه quot;ليس جميع الذين يسعون للحصول على لجوء يستطيعون الحصول عليهquot;. واوضح ان quot;هناك قوانين وضوابط وشروط وتدرس حالة كل شخص يتقدم بطلب وتبحث حالته على حدةquot;.

يذكر ان السويد هي اول بلد اوروبي يستقبل طالبي اللجوء العراقيين ويشكل هؤلاء فيها ثاني جالية اجنبية بعد الفنلنديين.