دخوله لم يعد حكرا على رجال السياسية والمال
عاطلون عن العمل يحلمون بدخول البرلمان المغربي

لمتابعة أبرز التطوّرات

ملف: إيلاف
في الانتخابات المغربيّة

أحمد نجيم من الدار البيضاء:عامر محمد وسعيد الراشدي شابان مغربيان في الثلاثينات من عمرهما. لا يجمع بين هذين المرشحين سوى انتمائهما إلى فئة quot;العاطلين أو المعطلين عن العملquot;، فسعيد ينشط منذ سنوات في حزب quot;الاشتراكي الموحدquot; اليساري ويقود اللائحة المحلية لتحالف أحزاب اليسار quot;الطليعةquot; وquot;المؤتمرquot; وquot;الاشتراكي الموحدquot; بـ سلا الجديدة الضاحية الشمالية للعاصمة الرباط، أما محمد فالتحق بحزب يميني صغير يدعى الوسط الاجتماعي منذ سنوات قليلة، هو الآخر مرشح للبرلمان ويرأس لائحة محلية في تمارة ،الضاحية الجنوبية للرباط. يحدو الشابان أمل ولوج البرلمان وإعادة تجربة شخصين آخرين كانا عاطلين عن العمل ووصلا وأضحيا عضوين في البرلمان المغربي، ويتعلق الأمر بزيدان والراشدي.

هذا الأمل يعول عليه المرشح سعيد الراشدي، إذ يقول quot;قد نعيد التجارب السابقة ونصل إلى البرلمانquot;. سعيد الذي اتخذ مقرا لحملته مرآبا متواضعا بإحدى المنازل في حي القرية الشعبي بمدينة سلا، يحظى بمساندة وتعاطف من قبل أبناء حيه خاصة فئة البائعين المتجولين quot;إنه منا، فهو مثلنا يبيع الملابس في الشارع، سنصوت لصالحه ونأمل أن يصل إلى البرلمان كي يدافع عن حقوقناquot; يقول خالد، 40 سنة.

التعاطف الكبير دفع حتى تجار المحلات إلى مساندة هذا الشاب quot;مازال نظيفا ونرغب في التصويت لهquot; يقول بائع العطور خالد.في الحي المعروف باكتظاظه يلجأ سعيد إلى أصحاب المهن الأكثر تهميشا، يتحدث مع أصحاب العربات التي تجرها الحمير ويركز على الباعة المتجولين الذين قضى بينهم سنين وأعلن استعداده العودة إلى الشارع لبيع الملابس إن فشل في الحصول على مقعد في البرلمان.

هذه الفئة أضحت تطلق على حزب سعيد بـ quot;حزب الفقراءquot; quot;لقد لمسوا صدق خطابنا وتأكدوا أنه قريب منهم، لذا أطلقوا علينا حزب quot;الفقراءquot; يوضح سعيد بافتخار. بعض الناخبين سيصوتون لصالح سعيد لسبب وحيد quot;إنه مثلنا معطل ونريد أن نساعده في إيجاد عملquot; يقول ابن الحي منير.لائحة سعيد تضم حاملين لشهادات عليا وعاطلين عن العمل، وهما الحكيكي محمد وأضراوي موحى. سبق لهؤلاء أن نشطوا في جمعيات للدفاع عن quot;المعطلينquot; كquot;الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلينquot;.

يؤكد سعيد أن هدفه ليس الحصول على وظيفة مريحة براتب يتجاوز 3500 أورو شهريا وامتيازات أخرى quot;ناضلت لسنوات من أجل محاربة الفساد وكنت ضحية عمليات نصب ولن أغير من عقيدتي إن فزت في الانتخابات الحاليةquot;. الحماس نفسه يبديه عامر محمد quot;أنا أبيع الأشرطة، وعضوا اللائحة يمتهنان مهن موسمية، لقد وعدت الناخبين بأشياء كثيرة أولاها إزالة الحي الصفيحي بعين عودة، ضاحية الرباط، وقد قال لي والدي سأسخط عليك إن نجحت ولم تف بالتزاماتك أمام سكان دائرتك الانتخابيةquot;.

دخول البرلمان لم يعد حكرا على رجال السياسيين ورجال المال والأعمال وكبار الملاكين في المغرب، بل أضحى هدفا لفئات كثيرة خاصة العاطلين عن العمل. بعضهم يأمل أن يغادر عالم البطالة ليلج عالما أكثر إغراء وراحة. على سعيد ومحمد أن ينتظرا ساعات قليلة ليكتشفا ما ستسفر عليه صناديق الاقتراع اليوم .