واشنطن: يستعد الاميركيون المستاؤون من الحرب في العراق لاسبوع حاسم بالنسبة إلى مستقبل النزاع في هذا البلد المضطرب مع توقع ان يعلن الرئيس الاميركي جورج بوش ما اذا كان سيتم سحب عدد من القوات الاميركية ام لا.وبصفته قائدا للقوات المسلحة، فبوش هو في النهاية الشخص الوحيد المخول اتخاذ قرار سحب القوات رغم دعوات الديمقراطيين في الكونغرس والشعب الاميركي للانسحاب من البلد المضطرب.

وقال تيد كاربنتر نائب رئيس معهد كاتو quot;استنادا الى الدستور، فان بوش في موقع قوي. فلا يمكن للكونغرس اجباره على تغيير سياسته او اجباره على سحب القوات او تحديد جدول زمني للانسحاب، الا في حال الحصول على غالبية ساحقة في مجلسي النواب والشيوخquot;.

وينشر البيت الابيض في 15 ايلول/سبتمبر تقريرا حول التقدم العسكري والسياسي في العراق خلال الحرب المستمرة منذ اكثر من اربعة اعوام. ومن المقرر ان يحدد بوش ما اذا كان يعتبر ان استراتيجيته بتعزيز القوات الاميركية في العراق قد وفرت الظروف الملائمة للبدء في عملية سحب القوات، او ما اذا كان يعتقد بضرورة بقاء تلك القوات في البلد المضطرب، وفي هذه الحالة سيدعو الشعب الاميركي الى المزيد من الصبر.

واظهرت نتائج استطلاعات الرأي التي نشرت اخيرا ان 60% من الاميركيين يرغبون في رؤية انسحاب من نوع ما في العراق، ويعارض اثنان من اصل ثلاثة اميركيين اداء بوش في العراق. وبعد اربع سنوات من الغزو الذي قادته اميركا للعراق في اذار/مارس 2003، يبدو العراق بعيدا كل البعد عن تحقيق فكرة بوش بان يكون نموذجا للديمقراطية في الشرق الاوسط والتي اطلقها في الايام الاولى من الاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وثبت عدم صحة وجود اسلحة دمار شامل في العراق، وهي الحجة التي ساقها بوش للاطاحة بالنظام العراقي، وفي الوقت ذاته ادى العنف الطائفي الى مقتل عدد كبير من الجنود الاميركيين والمدنيين العراقيين. كما استنفدت الحرب مليارات الدولارات وقتل اكثر من 3700 جندي اميركي في النزاع.


وقبل عام من الانتخابات الرئاسية 2008، لا يزال العراق المسألة الرئيسة التي تهيمن على الاجندة السياسية بعدما ساعدت الديمقراطيين على تحقيق فوز كاسح في الكونغرس العام الماضي.الا انه حتى الان لا يزال الكونغرس غير قادر على وقف الحرب في العراق. وبسبب افتقادهم لغالبية الثلثين في الكونغرس، اجبر الديمقراطيون على التراجع بعدما اعترض بوش في ايار/مايو على قانون يربط بين تمويل الحرب بجدول زمني للانسحاب.

وقال ستيفين هيس من معهد بروكنغز ان quot;الديمقراطيين كانوا يأملون خلال الصيف فيان يتمكنوا من استقطاب بعض اعضاء الكونغرس الجمهوريين المعتدلين الى جانبهم. ولا اعتقد ان ذلك قد حدثquot;. الا انهم تمكنوا من ان يحصلوا على وعد من الادارة الجمهورية بتقديم تقرير للكونغرس عن الحرب.ومن المقرر ان تشتد المعركة عندما يقدم الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الاميركية في العراق، والسفير الاميركي في بغداد ريان كروكر افادتهما امام الكونغرس يومي الاثنين والثلاثاء.

ويوضح لاري ساباتو مدير مركز السياسة في جامعة فيرجينيا quot;نحن في وسط انتخابات رئاسية حيث سيكون المرشحون مسؤولين امام ناخبيهم. ولن يولوا اهتماما كبيرا بما سيقوله الجنرال بترايوسquot;. واضاف quot;سيكون عليهم ارضاء من سينتخبون او يرشحون مرشحاquot;.

وحث بعض الجمهوريين الراغبين في الترشح للرئاسة ومن بينهم السناتور النافذ جون وارنر، الرئيس على ابداء بادرة رمزية مثل سحب عدد من القوات بحلول عيد الميلاد. ولكن ومع احتدام المعركة، يتكتم بوش على خططه.

وفي حال بدأت خطة بوش زيادة عديد القوات الاميركية في العراق تؤتي ثمارها، فقد يواجه الديمقراطيون مشكلة في معارضتها، بينما يواجه الجمهوريون خطر ان تشوه صورتهم بسبب ارتباطهم برئيس لا يحظى بشعبية حيث بدأ بعضهم بالابتعاد عنه.

الا ان ساباتو يقول ان فترة عام هي مدة طويلة يمكن ان تحدث فيها تطورات سياسية عديدة، ويتوقع ان يصبح الوضع في مصلحة الجمهوريين. اما بالنسبة إلى الرئيس فيتوقع ساباتو انه سيواصل تحدي الكونغرس quot;حيث سيفعل ما بوسعه لمواصلة سياساته الحالية لان ارثه باكمله يكمن في العراق. فاما ان ينجح، واما ان تشوه صورته في كتب التاريخquot;.

الاحتلال الاميركي للعراق في ارقام

واشنطن 7-9-2007 (ا ف ب) - فيما يأتي بعض الارقام المهمة بشأان الاحتلال الاميركي للعراق بعد حوالى اربع سنوات ونصف السنة من غزوه:

- عدد قتلى الجيش الاميركي: 3742
- عدد جرحى الجيش الاميركي في القتال: 27776
- عدد العراقيين الذين قتلوا: تدل الاحصائيات ان العدد يتراوح بين 70 و150 الفا. الا ان دراسة اميركية مثيرة للجدل نشرت العام الماضي ذكرت ان نحو 655 الف عراقي قتلوا لاسباب تتعلق بالحرب.
- اجمالي عدد القوات الاميركية المتواجدة في العراق: 168 الفا.
- اجمالي عدد قوات الامن العراقية: 360 الف.
- كلفة الحرب: 450 مليار دولار طبقا لجهاز ابحاث الكونغرس. وكلفت الحرب في العراق حوالى 8،165 مليار دولار في العام المالي 2007، اي بارتفاع بنسبة 40% عن العام الذي سبق، اي حوالى 12 مليار دولار شهريا.