سيدني، واشنطن:
صرح رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد الجمعة ان الانسحاب العسكري المحدود من العراق الذي اعلنت عنه الولايات المتحدة لن يؤدي الى خفض القوات الاسترالية.
وقال هاورد لاذاعة خاصة quot;حتى اذا جرى تخفيض للقوات سيكون من غير الواقعي ان نقول ان خفضا نسبيا في القوات الاسترالية سيليهquot;.
واضاف quot;سنبقي جنودنا هناك وسنتركهم يقومون بالمهام المترتبة عليهم طالما رأينا ان ذلك ضروري والشروط على الارض تتطلب ذلكquot;.
واكد هاورد انه اطلع على الخطة الاميركية بسحب 21500 جندي بحلول منتصف 2008 قبل ان يعلن الرئيس جورج بوش الخطة رسميا في خطاب الخميس.
ويتمركز حوالى 1500 جندي استرالي في الخليج بينهم 600 في العراق في قوات قتالية ووحدات تدريب.
واضاف هاورد ان quot;قواتنا تجلب الامن وتأهيل القوات والمساعدة الانسانيةquot;.
وقد أمر بوش بإجراء خفض تدريجي للقوات الأميركية في العراق، لكنه رفض تماما فكرة الانسحاب الكامل. وأعلن بوش في كلمة عبر التلفزيون موافقته على توصيات القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس بخفض عدد الجنود بمعدل يصل إلى خمسة ألوية مقاتلة بحلول يوليو/ تموز 2008.
وعلل ذلك بالتقدم الذي حققته استراتيجيته في العراق والتي تم خلالها إرسال تعزيزات خلال الأشهر الماضية وصلت إلى 30 ألف جندي. وأشار بوش إلى تقرير الجنرال بتريوس للكونغرس وأكد فيه أن خطة التعزيزات تسير بشكل جيد وأن الأوضاع تتحسن في العراق، وأضاف الرئيس الأميركي quot; كلما حققنا نجاحا يمكن إعادة المزيد من الجنود للوطنquot;.
وأوضح الرئيس الأميركي أنه يمكن في ضوء هذا التقدم سحب 2200 جندي من مشاة البحرية الأميركية( المارينز) المتمركزين في محافظة الأنبار غرب بغداد خلال الشهر الجاري.
وفي وقت لاحق يمكن سحب لواء مقاتل من الجيش ليصل عدد الجنود العائدين إلى 5700 بحلول عيد الميلاد نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل . وذكرت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية أن سحب خمسة ألوية يعني إعادة 21500 جندي من إجمالي عدد القوات الذي يبلغ حاليا 168 ألفا.
واعتبر بوش أن هذه الخطة تمثل حلا وسطا لسد هوة الخلاف بين المطالبين بالانسحاب والذين يرون أن النجاح في العراق ضروري لأمن الولايات المتحدة. وقال الرئيس الأميركي إن بلاده يجب أن تبقى على أرض المعركة وإنها ستحتفظ بنحو 130 ألف جندي في العراق بعد استكمال خطة التخفيض العام المقبل.
وأضاف quot;الإرهابيون والمتطرفون الذين يحاربوننا في أنحاء العالم يسعون للإطاحة بالحكومة العراقية والهيمنة على المنطقة ومهاجمتنا هنا في وطنناquot;. واعتبر أنه إذا استطاعت الديمقراطية العراقية الناشئة دحر هؤلاء فإن ذلك سيعني مزيدا من الأمل للشرق الأوسط ومزيدا من الأمن للولايات المتحدةquot;. وضرب بوش مثلا بمحافظة الأنبار غرب بغداد كدليل على التقدم الذي تحققه استراتيجيته في العراق، واعتبر أن تحسن الأوضاع في الأنبار أفضل رد على المطالبين بالانسحاب.
وأشاد في هذا السياق بتعاون العشائر السنية مع القوات الأميركية والعراقية في قتال عناصر القاعدة . لكنه أقر بأن quot;العدو مازال نشيطا في الأنبارquot; مشيرا في هذا الصدد إلى مقتل الشيخ عبد الستار أبو ريشة رئيس مجلس إنقاذ الأنبار والذي اعتبره الرئيس الأميركي أحد زعماء العشائر الشجعان الذين ساعدوا في قتال القاعدة.
وأضاف الرئيس الأميركي أن بقية زعماء العشائر أعلنوا إصرارهم على مواصلة القتال ولذلك يمكنهم مواصلة الاعتماد على الدعم الأميركي. من جهة أخرى قال الرئيس الأميركي إنه على إيران وسوريا التوقف عن محاولات تقويض عمل الحكومة العراقية. واعتبر أن إيران ستستغل حالة الفوضى الناجمة عن أي انسحاب أميركي من العراق لفرض هيمنتها على المنطقة، وقال إن القاعدة قد تستغل الانسحاب أيضا لتجنيد المزيد من العناصر.
يأتي ذلك فيما تصاعدت الضغوط الداخلية على بوش بقيادة نواب الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس. وقال الديمقراطيون إنهم سيحاولون مجددا في مجلس الشيوخ الأسبوع تغيير طبيعة مهمة القوات الأميركية من خلال تشريع يرتبط بميزانية الدفاع. ويرى الديمقراطيون أن الأعداد المقترحة ليست كافية ولاتمثل تغييرا في السياسة.
واتهمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الرئيس بوش بانتهاج سياسة ستؤدي إلى بقاء القوات في العراق لعشر سنوات قادمة. وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفن إن بوش يبدو مستعدا للاستمرار في هذه السياسة للأبد. من جهة أخرى كشف مسؤول أميركي كبير أن تقريرا جديدا للبيت الأبيض أكد أن الحكومة العراقية حققت تقدما في هدف واحد فقط من 18 هدفا سياسيا وأمنيا،
وقال التقرير إن التقدم المطلوب تحقق فقط في مجال السماح لبعض عناصر حزب البعث المنحل بالعودة للعمل السياسي. وجاء هذا التقويم أكثر سلبية من التقرير الصادر في يوليو/تموز الماضي والذي اعتبر أن الحكومة برئاسة نوري المالكي كان أداؤها مرضيا في ثمانية مجالات وغير مرض في ثمانية أخرى فيما جاءت النتائج متباينة في هدفين.
خامنئي: بوش سيحاكم يوما لارتكاب quot;الفظائع في العراقquot;
من جهة ثانية قال المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية اية الله علي خامنئي في خطبة الجمعة اليوم انه يعتقد ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيحاكم يوما بتهمة quot;ارتكاب فظائعquot; في العراق.

وقال في الخطبة التي بثها التلفزيون الرسمي quot;اليوم، الرأي العام في الدولة الاسلامية يدين الاميركيين الذين اصبحوا مكروهينquot;.
واضاف بعد يوم من توجيه بوش التهم لايران مرة اخرى بتقويض جهود الحكومة العراقية في احلال الاستقرار في البلاد quot;لدي ايمان قوي بانه في يوم من الايام سيحاكم الرئيس الاميركي الحالي والمسؤولون الاميركيون امام محكمة دولية عادلة على الفظائع التي ارتكبوها في العراقquot;.