أسامة العيسة من القدس : لم يتمكن غالبية الفلسطينيين من الوصول إلى الحرم القدسي الشريف في القدس اليوم، في الجمعة الأولى في رمضان، في حين يحرمون من الصلاة في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، الذي يعتبر ثاني أهم معلم إسلامي في فلسطين.

وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حصارا مشددا على مدينة القدس، بسبب حلول راس السنة العبرية، وتنصلت من وعود كان قدمها ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي لمحمود عباس (أبو مازن) في لقائهما الأخير قبل أيام، بتقديم تسهيلات للفلسطينيين بالوصول إلى القدس.

وفي حين لم تعلن المصادر الإسرائيلية عن فحوى تلك التسهيلات، فان الجانب الفلسطيني أشار إلى انه سيسمح للفلسطينيين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما بالدخول إلى القدس من دون تصاريح، وسيتم منح تصاريح لمن تتراوح أعمارهم ما بين الـ 45-50 عاما، إذا هم تقدموا لذلك، وسيتم تسهيل دخول النساء إلى القدس اللواتي يتراوح أعمارهن ما بين الـ 40-50 عاما.

واعتبرت موافقة اولمرت على تقديم تسهيلات للفلسطينيين للوصول إلى القدس المحاطة بالجدران، والحواجز العسكرية، إحدى أهم القرارات التي اتفق عليها في الاجتماع مع أبو مازن، ولكنها مثل باقي القرارات التي كان يعلن عنها في ختام اجتماعات الزعيمين، بقيت عمليا حبرا على ورق، هذا إذا كان الطرف الفلسطيني حرص على توثيقها على الورق، ولم يكتف بوعود شفهية.

ودفعت شرطة القدس، بأعداد هائلة من الشرطة وحرس الحدود إلى البلدة القديمة في القدس، في الجمعة الأولى لرمضان، التي وجه علماء دين مسلمون للفلسطينيين، الدعوة إلى إحيائها في الحرم القدسي الشريف.

وقال الشيخ محمد حسين، مفتي الأراضي الفلسطينية لايلاف quot;نحن نعرف انه يوجد إغلاق للقدس، ولكن هذا لا يعني أن نستكين له، وأنا أدعو جميع الفلسطينيين إلى محاولة القدوم إلى القدس، رغم كل شيء، وحتى لو تم منعهمquot;.

واضاف حسين أنه على العالم أن يعرف، بان الحديث عن تسهيلات إسرائيلية هو محض كذب ودعاية تجميلية.

واستنكر رجل الدين الأرثوذكسي المطران عطا الله حنا الإجراءات الإسرائيلية بحق المدينة المقدسة، وقال ان إسرائيل تنتهك حق الإنسان الفلسطيني في الوصول إلى الأماكن المقدسة.

وفي مدينة الخليل، أعلنت سلطات الاحتلال عن إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف في وجه المسلمين وتخصيصه لليهود، بمناسبة راس السنة العبرية.

وكانت إسرائيل قسمت الحرم بين المسلمين واليهود، بعد الاحتلال عام 1967، وتفرض إجراءات أمنية مشددة على دخول المصلين المسلمين إليه في الأيام التي يسمح لهم بدخوله.

واثار القرار سخطا لدى الفلسطينيين، خصوصا وان قرار الإغلاق يتزامن، مع بدء شهر رمضان، وأقدمت سلطات الاحتلال على اعتقال فتى فلسطيني يوم أمس، اقترب من البوابات الأمنية المحيطة بالحرم، بدعوى انه يحمل سكينا.

وأدانت اللجان الشعبية الفلسطينية، التي يوجد مقرها المركزي في الخليل، بشدة قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق الحرم الإبراهيمي، وحصار المسجد الأقصى، داعية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والى اقتصار صلاة الجمعة في الخليل على الحرم الإبراهيمي الشريف ومساجد البلدة القديمة quot;لاحياء البلدة القديمة ولمقاومة برامج ومحاولات تهويدهاquot;.

واوضح الأمين العام للجان الشعبية عزمي الشيوخي، في حديث لايلاف أن quot;هذه الإجراءات القاضية بإغلاق الحرم الإبراهيمي تأتي بالتزامن مع بداية شهر رمضان المبارك مما يعني حرمان المسلمين من أداء الشعائر الدينية فيه ليترك مباحاً أمام المستوطنين لاداء طقوسهم الدينيةquot;، مضيفاً أن quot;الأديان السماوية تحرم المس بالأماكن المقدسة المخصصة للعبادة وتؤكد حرمتهاquot;، مشدداً على quot;ضرورة التوقف عن هذه الممارسات التي تحرم المسلمين من الوصول لاماكن عباداتهمquot;.

ودعا الشيوخي إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك quot;أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفينquot; مضيفاً أن quot;المسجد الأقصى ركن أساسي في العقيدة الإسلامية وعلى من يستطيع من المواطنين الفلسطينيين أن يتواجدوا في المسجد لاداء الصلوات ان يفعلوا ذلكquot;، مؤكداً quot;إسلامية وعروبة المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف كعاصمة أبدية للدولة الفلسطينيةquot;.

وأكد الشيوخي أن اتخاذ مثل هذه quot;الإجراءات التعسفية التي تمس مقدساتنا وحرية العبادة التي تسوقها سلطات الاحتلال كل مرة بحجة حماية المستوطنين تخالف الشرائع والقوانين الدولية وتخالف المواثيق التي تحمي حرية الوصول إلى أماكن العبادةquot;.

وقال الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة في السلطة الفلسطينية، ان ما تقوم به إسرائيل من حرمان الفلسطينيين من الوصول إلى أماكنهم المقدسة، هو انتهاك لابسط حقوق الإنسان، في أي مكان في العالم.

ويواجه التميمي ملاحقة إسرائيلية، بدعوى دخوله إلى القدس بدون تصريح، بعد أن تم اعتقاله قبل اشهر وهو خارجا من الحرم القدسي الشريف.

ودعا التميمي، في تصريحات لايلاف، الفلسطينيين إلى التكاتف، قائلا، ان الإجراءات الإسرائيلية حول القدس، تعطي مثالا ساطعا على أن عدو الفلسطينيين معروف، وان أي اقتتال فلسطيني لا معنى له.

واضاف quot;لا اعرف لماذا يتقاتل الاخوة وعلى ماذا، في حين أن الاحتلال ينتهك مقدساتنا وحقوقنا، ويصادر أرضنا، ويستمر في احتلالناquot;.

ووجه المطران عطا الله حنا، ايضا دعوة بمناسبة شهر رمضان، الى الوحدة الفلسطينية، ونبذ الفرقة، وحل الخلافات الداخلية بالحوار