الياس توما من براغ: رفض الرئيس الصربي بوريس تاديتش مقايضة إقليم كوسوفو بالانضمام السريع لصربيا إلى الاتحاد الأوربي مؤكدا أن بلاده لا يمكن أن تقبل بهذا الأمر لان هذه القضية ليست شانا تجاريا.

وحذر في حديث للصحيفة الاقتصادية التشيكية من إمكانية اندلاع حرب في حال إعلان ألبان كوسوفو استقلال الإقليم من جانب واحد متهما بعض السياسيين الأوربيين والأمريكيين بتشجيع الألبان في سعيهم لتحقيق الاستقلال . وأضاف بان الألبان في ظل الدعم الذي يقدم لهم من الخارج فإنهم لن يميلوا إلى القبول بحل وسط بالنسبة للوضع القانوني النهائي للإقليم بل بإعلان الاستقلال الأمر الذي إذا ما حدث سيكون السيناريو الأكثر كارثية .

واعتبر أن مجمل العملية التفاوضية التي جرت بخصوص كوسوفو في السنوات القليلة الماضية كانت سيئة تماما واصفا الطريقة التي تصرف بها المبعوث الدولي السابق مارتي اهتساري بأنها كانت غير صحيحة لان نتيجة الخطة التي وضعها ستعني فقدان صربيا للإقليم الأمر الذي لا يمكن لها قبوله لأنه يخرق القانون الدولي أيضا .

وحذر من أن استقلال الإقليم سيشكل سابقة خطيرة ليس فقط في صربيا وإنما أيضا لبقية الدول والأقاليم ولهذا فانه يدعو إلى حل وسط يتم الأخذ فيه بعين الاعتبار كل التداعيات الممكنة .

ولفت الانتباه إلى أن نشوب الحروب كان النتيجة الأكثر حصولا عمليا بعد إعلان الاستقلال من جانب واحد وان صربيا تعرف ماذا يعني العوز الحربي وتعرف بان هذا السيناريو سيكون الأسوأ للصرب وللألبان ولبقية الشعوب البلقانية .

وانتقد قول احد أعضاء فريق مارتي اهتساري الذي برر حاجة ألبان كوسوفو للاستقلال بالقول إنهم في حال عدم حصولهم على ذلك فسيعمدون إلى العنف مشددا على أن مثل هذه الأقوال تشجع الانفصاليين في كل مكان لأنه وفق هذا الزعم فان العنف هو أفضل وسيلة للحصول على الأهداف السياسية .

وأكد استعداد بلاده لمنح الألبان حكما ذاتيا موسعا يتمكنون عبره من إدارة أمورهم بأنفسهم والحكم بأنفسهم غير أن صربيا كما قال كأي دولة أخرى تحمي وحدة وسيادة أراضيها ومواطنيها الذين يعيشون في صربيا وأنها لا تفعل ذلك من اجل نفسها فقط بل من اجل الاستقرار أيضا في البلقان وأوروبا.

واعتبر أن المشكلة الأكبر التي ستقف بوجه انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوربي تكمن في مسالة إمكانية استقلال كوسوفو مشددا على انه في حال دعم الدول الأوربية لاستقلال الإقليم ستكون هناك مصاعب كبيرة في تكامل صربيا مع الاتحاد الأوربي أما نتيجة ذلك فستكون بان صربيا ستتحول إلى دولة معزولة أو أنها ستعمد إلى بناء علاقات وثيقة مع دول أخرى في ا لعالم غير دول الاتحاد الأوربي الأمر الذي لن يكون مسرا ليس فقط لصربيا وإنما أيضا لأوروبا لأنه ستكون هناك ثغرة في جنوب شرق أوروبا الأمر الذي لن يكون عمليا من ناحية المواصلات وربط الاقتصاديات ببعضها والأمن أيضا ..