بلغراد تقترح إستقلال كوسوفو داخل صربيا
الياس توما من براغ: بدأت القيادات الصربية تتحدث عن إمكانية تفجر أعمال العنف وعن عواقب كارثية إذا ما أعلن ألبان كوسوفو الاستقلال من جانب واحد بعد انتهاء المفاوضات الحالية المتعثرة أصلا في العاشر من كانون الأول ديسمبر القادم وقامت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية وغير الأوربية بالاعتراف باستقلال الإقليم.

فبعد تحذير الرئيس الصربي بوريس تاديتش من إمكانية اندلاع حرب في كوسوفو في حال إعلان الألبان الاستقلال من جانب واحد باعتبار أن اغلب الإعلانات عن الاستقلال من جانب واحد التي تمت في يوغسلافيا السابقة انتهت بحرب حذر رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتيسا الولايات المتحدة وألبان كوسوفو بأنهم سيكونون مسؤولين عما اسماها بالعواقب المدمرة في حال إعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد مشددا على أن الصرب لن يقبلوا أبدا بمثل هذا الاستقلال .

وعلى الرغم من تجنب الرئيس الصربي ورئيس الحكومة التحدث صراحة عن إمكانية تحريك الجيش الصربي إلى كوسوفو إلا انه يلاحظ بان حديث الصرب عن إمكانية تفجر العنف في الإقليم يمثل موقفا موازيا لحديث بعض قيادات ألبان كوسوفو وبعض المسؤولين الدوليين الغربيين من أن عدم حصول الإقليم على الاستقلال سيؤدي إلى قيام الألبان باعمال عنف يصعب السيطرة عليها .

وتأتي التحذيرات الصربية الجديدة بإمكانية وقوع أعمال عنف قبل أيام قليلة من بدء جولة جديدة من المفاوضات بين الصرب والألبان في نيويورك بوساطة تقوم بها ترويكا مجموعة الاتصال الخاصة بإقليم كوسوفو ولذلك يراد منها الضغط على الولايات المتحدة والدول الغربية التي تدعم استقلال كوسوفو للتراجع عن موقفها هذا لمصلحة الاستقرار في البلقان .

المحادثات الجديدة ستجري في نيويورك في 28 من هذا الشهر وعلى الأرجح ستكون مباشرة على خلاف الجولات السابقة غير أن الطرفين الصربي والألباني سيتجهان إليها بخطتين متعارضتين فالألبان يحملون في جعبتهم فقط حديثا عن نوعية العلاقة المستقبلية التي ستقوم بين صربيا و quot; دولة كوسوفو quot; فيما يطرح الصرب خطة من خمس نقاط محورها الرئيسي منح الإقليم الحكم الذاتي الموسع وإدارة شؤونه بنفسه لكن في إطار الدولة الصربية .

وأمام استمرار التنافر الكبير في المواقف بدأت ترويكا مجموعة الاتصال على الأقل حسب الصحافة الصربية البحث عن نماذج في العالم يمكن أن تصلح لإقليم كوسوفو وحسب صحيفة بليتس الصربية فان ترويكا الاتصالات تدرس الآن إمكانية العمل بنموذج هونغ كونغ في كوسوفو .

ويتبع هونغ كونغ رسميا للصين غير انه يتمتع بوضع الحكم الذاتي وباعتباره منطقة إدارية مستقلة وبالتالي له نظامه القانوني الخاص به وعملته وشرطته ويمكن له التوقيع على اتفاقات دولية والانضمام إلى المنظمات المالية والاقتصادية الدولية لكن من دون حق الانضمام إلى الأمم المتحدة فيما تبقى صلاحيات الدفاع والسياسية الخارجية بأيدي بكين . نموذج هونغ كونغ قد يكون الحل الوسط الذي يتم البحث عنه غير أن الأخذ به سيحتاج إلى ممارسة ضغوط قوية على الجانبين لتخفيض سقف مطالبها السياسية الحالية .