لندن: اشترك مسلمون ويهود في مائدة مشتركة في معبد بشمال لندن احتفالاً بحلول شهر رمضان لدى المسلمين وحلول أيام التوبة عند اليهود.
ولدى غروب الشمس كان المسلمون ينهون صيام أحد أيام رمضان، فيما كان اليهود يحتفلون بانتهاء يوم سبت جديد.
ونظمت اللقاء الذي دام نحو ساعتين ونصف مؤسسة يوسف الصديق للتقريب بين الأديان. وكان موضوع quot;التوبةquot; أو ما يطلق عليه في اليهودية (تشوفا) هو الموضوع الرئيس الذي تحدث فيه المدعوون قبل بدء تناولهم الطعام.
واكتشف الجميع أن التوبة في الاسلام واليهودية ذات معان واحدة تقريبًا. فهي تعني العودة إلى الخالق والندم على ارتكاب الذنوب والعزم على عدم العودة إلى ارتكابها مرة أخرى.
وقالت جوديث إلكان وهي اسرائيلية من القدس كانت بين الحضور أن هذه الفرصة أتاحت لكل طرف معرفة أقرب بالطرف الآخر.
كما أنها جعلت كل طرف يشعر أن الطقوس الخاصة بالتوبة في الديانتين متشابهة بدرجة كبيرة.
وعقب تناول الإفطار أدى نحو عشرين مسلمًا صلاة المغرب في إحدى غرف الصلاة المخصصة للصلوات اليهودية. اصطف المسلمون في غرفة تحيط بها من كل جانب مقاعد كبيرة رُسم على كل واحدة منها الشمعدانات اليهودية. وأحاطت بهم نوافذ تحمل نجمة داوود. ووقفت امرأة يهودية تراقب المسلمين وهم يصلون وبعد الصلاة استفسرت من الإمام عن بعض الأمور.
وبعد الصلاة شارك جميع المسلمين الحاضرين خمسين من رواد المعبد من اليهود احتفالهم بنهاية يوم السبت.
و لم ير الشيخ أحمد محرم أمام مسجد بيكام الجديد غرابة في حضور المسلمين صلاة اليهود مشيرًا إلى أن الإسلام واليهودية هما quot;فرعان لشجرة واحدةquot;.
وقال الشيخ أحمد إنه إذا عاش المسلمون حياة النبي محمد فسيعلمون أن كراهية الآخرين تبدأ بعدم معرفتهم كما ينبغي.
ودعا المسلمين إلى دعوة غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى لزيارتهم في منازلهم خلال شهر رمضان، وقال إنهم عند ذلك quot; سيتشعرون أن الأمور مختلفة عما كانوا يتصورون.quot;
الحوار أهم من الصلاة
وقاد صلاة اليهود في هذا اليوم الحاخام جوناثان جوتنبرج. واعتبر جوتنبرج أن أهم ما في اللقاء كان الحوار الذي دار بين المسلمين واليهود أثناء الإفطار.
وقال جوتنبرج quot;شعرت بأن ذلك كان أهم من البرنامج المعد سلفًا. ولعلي أقول إنه كان أهم من الصلاة نفسها. فالكثيرين غادروا المكان وقد كونوا علاقات وأتمنى أن تستمر هذه العلاقاتquot;.
وكان هذا الجو المفعم بالود يطرح تساؤلاً بصورة ملحة بشأن تأثير الخلافات الكبيرة بين المسلمين واليهود في الشرق الأوسط على مدى صدق نوايا الحاضرين في الاجتماع.
ولم يستبعد جوتنبرج وجود تأثير للوضع في الشرق الأوسط على أي لقاء بين مسلمين ويهود. وقال جوتنبرج quot;في بعض الأحيان يكون مفيدًا الحديث في هذا الموضوع وفي بعض الأحيان يكون مفيدًا عدم الحديث فيه وإيجاد صلات أخرى تربط بين الجانبينquot;.
وقال إنه من المهم أن يتلقى المسلمون ضمانات عما يحذرونه بشأن السياسة الإسرائيلية.
وحضر اللقاء النائب في البرلمان البريطاني اندرو ديزمور عن حزب العمال الذي أكد أن الحكومة البريطانية ترى أن أصحاب العقائد المختلفة يستطيعون دائما أن يجدوا لديهم أرضيات تجمعهم أكثر من النقاط التي تفرقهم.
وأشار إلى أن وظيفة الحكومة هي تمثيل البريطانيين بغض النظر عما يحدث في العالم. ولكنه قال إنه سيظل في النهاية هناك أشخاص يسعون إلى استيراد مشكلات من أماكن أخرى بالعالم إلى بريطانيا ويسعون إلى تقويض العلاقات الجيدة داخل المجتمع.
وقال quot;ما أراه هنا علاقات اجتماعية من الصعب تقويضها من قبل هؤلاءquot;.