الخرطوم: أعلن الاتحاد الأفريقي الأحد مقتل 12 جندياً على الأقل من قوات حفظ السلام بإقليم دارفور غربي السودان، في هجوم على قاعدة للقوات الأفريقية، أسفر عن إصابة عشرات وفقدان نحو 50 آخرين.

وقال المتحدث باسم بعثة الاتحاد الأفريقي في الخرطوم، نور الدين مازني، إن عدداً كبيراً من المسلحين شنوا هجوماً، وصف بأنه الأكبر من نوعه، على قاعدة للقوات الأفريقية بشمال دارفور، بعد قليل من غروب شمس السبت.

وأضاف مازني قوله: quot;هذه أكبر خسارة في الأرواح وأعنف هجوم على بعثة الاتحاد الأفريقيquot;، إلى أنه لم يستطع أن يؤكد عدد الضحايا، مشيراً إلى أن معارك مازالت جارية في موقع الهجوم، وفقاً للأسوشيتد برس.
من جانب آخر قال ضباط بالقوات التابعة للاتحاد الأفريقي إن ما يزيد على ألف من مسلحي quot;جيش تحرير السودانquot;، هاجموا القاعدة العسكرية في بلدة quot;حسكنيتةquot; بشمال دارفور، أثناء تناول الإفطار مساء السبت.

وأضاف ضابط رفيع، طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية موقعه: quot;هناك حرب دائرة بين المسلحين المتمردين وقوات الحكومة السودانية، وقد سقطت قوات الاتحاد الأفريقي في الوسط.quot;

يأتي الهجوم بعد نحو أسبوعين من إعلان الرئيس السوداني عمر البشير، أن حكومة الخرطوم على استعداد لوقف إطلاق النار فوراً مع المتمردين في دارفور، لإتاحة الفرصة أمام الجولة المقبلة من المحادثات بين الجانبين، والتي ستجري الشهر المقبل في ليبيا، برعاية الأمم المتحدة.

وأعلنت حكومة الخرطوم مراراً قبولها اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية وإقليمية، في أبريل/ نيسان 2004، فيما تتبادل جماعات التمرد المسلح في الإقليم، وميليشيا quot;الجنجويدquot; الموالية للحكومة السودانية، الاتهامات بخرق هذا الاتفاق.

ويشهد إقليم دارفور حرباً أهلية، أسفرت حتى الآن عن سقوط ما يزيد على 200 ألف قتيل، كما أدت إلى نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص، بحسب تقديرات للأمم المتحدة، منذ بدأت جماعات التمرد الأفريقية حمل السلاح في وجه مسلحي القبائل العربية، الموالية لنظام الخرطوم.

ومن المقرر أن تستضيف العاصمة الليبية طرابلس، في 27 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، جولة جديدة من محادثات السلام بين ممثلين من الحكومة وجماعات المتمردين، بهدف مناقشة التوصل إلى تسوية للأزمة المتفاقمة منذ أكثر من أربع سنوات، بالإقليم الواقع في غرب السودان.