استقبله الساسة بتحالفات معارضة والجماهير بالهتاف
المالكي يعود لبغداد بعد رحلة علاج قصيرة

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام:
عاد لبغداد صباح اليوم السبت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد رحلة علاج استمرت لاسبوع في العاصمة البريطانية لندن لاجراء فحوصات طبية بعد وعكة صحية المت به خلال الشهر الماضي واستغل عطلة الاعياد لاجرائها حسب بيان مكتب رئاسة الوزراء الاسبوع الماضي. وانتشرت شائعات في العراق بعيد سفره انه اصيب بذبحة قلبية لكن مقربين من حزب الدعوة الاسلامية الذي ينتمي اليه المالكي نفوا ذلك. وكان في استقبال المالكي في مطار بغداد عدد كبير من اعضاء مجلس النواب والوزراء اصطفو في صف طويل قرب الطائرة التي نزل منها المالكي يترأسهم النائب الاول لرئيس الوزراء الدكتور برهم صالح ووزير الخارجية هوشيار زيباري اللذان ينتميان للحزبين الكرديين اللذين اتفقا مع الحزب الاسلامي بقيادة طارق الهاشمي اثناء سفر المالكي مطالبين باجراء تعديلات حكومية وتحقيق مطالب مالية وسياسية اشترطوها منه اضافة لقضية كركوك التي مازالت عالقة.
وهدد اعضاء في التحالف الكردستاني ان المالكي سنتنظهره بعد عودته من لندن جولة حاسمة من النقاشات معهم والانسحاب من الحكومة امر وارد حسب تصريح القيادي في التحالف الكردي محمود عثمان الاسبوع الماضي.
وعرض تلفزيون قناة العراقية الرمسي تجمع عدد كبير من رجال العشائر وانصار للائتلاف العراقي الموحد في طريق مطار بغداد الدولي واقامو احتفالا شعبيا كبيرا رفعوا فيه صور المالكي وهاتفين بحياته. واعلن ديوان رئاسة الوزراء يوم غد الاحد عطلة رسمية بمناسبة عودة رئيس الوزراء من رحلة العلاج.
وقال المالكي اثناء لقائه لمستقبليه انه سيواصل مهام عمله مباشرة وشكر كل من سأل عن صحته التي قال انها جيدة.
غير ان عودة المالكي من رحلته الطبية لن تكون نقاهة له اذ تنتظره تحالفات عدة قادها حلفاء الامس الاكراد مع خصمه الدائم رئيس الحزب الاسلامي طارق الهاشمي الذي نجح الاكراد في استخدامه كورقة ضغط ضد حكومة المالكي لانتزاع تنازلات في قضية كركوك وميزانية اقليم كردستان بما فيها تكاليف قوات البيشمركة الكردية التي رفض المالكي خلال جولة مفاوضات ضمته مع رئيس حكومة الاقليم نيجرفان برزاني قبيل سفره انتهت بعدم الاتفاق وغضب الاكراد الذي اعلنوا مع الهاشمي مابات يعرف بالتحالف الثلاثي او التحالف السني- الكردي.
بقية الكتل السياسية وصلتها عدوى التحالفات مستبقة عودة المالكي وشكلت ظهر امس الجمعة تكتلا من المنتظر اعلانه يوم الاثنين المقبل ضم عشر كتل سياسية ابرزها الكتلة الصدرية وحزب الفضيلة والقائمة الوطنية العراقية وجبهة الحوار الوطني وشخصيات من حزب الائتلاف الشيعي مثل حزب الدعو المتمثل برئيس الوزراء الاسبق ابراهيم الجعفري وعبد الكريم العنزي من حزب الدعوة تنظيم العراق وشخصيات مستقلة اخرى اتفقت على تسمية التحالف الوطني ككتلة معارضة.
لكن اعضاء في حزب الفضيلة والكتلة الصدرية استبعدوا ان يكون اتفاق هذه الكتل يصل الى تشكيل تحالف برلماني بهذا الاسم لكنهم اكدوا اتفاقهم على نقاط عدة.
وبازاء ذلك اكد نواب من الائتلاف الشيعي على ان اي تكتل جديد او اتفاق لايمكن ان يؤثر على الحكومة الحالية حسب تصريح القيادي في حزب الدعوة علي الاديب والقيادي التركماني الشيعي عباس البياتي يوم امس ردا على التكتلات المعارضة لحكومة المالكي.
وكان المالكي التقى خلال وجوده في لندن برئيس الوزراء البريطاني جوردن براون الذي جدد دعمه للحكومة العراقية حسب مصدر مقرب من المالكي وبحثا مسألة المصالحة الوطنية في العراق. كما زار المالكي في مشفاه اللندني رئيس الوزراء السابق اياد علاوي الذي كان المالكي وجه له نقدا لاذعا في مناسبات سابقة بما فيها اتهامه بالتحضير لانقلاب ضده وتحريض الدول العربيه على حكومته حيث كان علاوي صرح مرارا العام الماضي بان حكومة المالكي حكومة طائفية. وكشف نواب من الائتلاف الشيعي لوسائل اعلام محلية ان زيارة علاوي هي زيارة اجتماعية وسياسية وقد تعقبها اتفاقات جديدة.
ويرى متابعون عراقيون ان تكون الاتفاقات التي اعلن عنها يوم بين عشر كتل برلمانية قد يكسبها المالكي لجانبه ضد التحالف الثلاثي بين جزب رئيس الجمهورية جلال الطالباني الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني الحزب الديموقراطي الكردستاني وحزب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الحزب الاسلاميز ولم يكن احد منهم بين مودعي او مستقلبي المالكي في رحلته العلاجية.