لندن: خصصت الصحف البريطانية الصادرة الإثنين مساحات واسعة لتغطية زيارة الرئيس الأميركي بوش إلى منطقة الشرق الأوسط والانتخابات التمهيدية الأميركية، إضافة إلى تناولها الوضع العراقي والشأن اللبناني. نطالع تقريرا لمراسل صحيفة الفاينانشال تايمز في واشنطن، دانييل دومبي، ومراسلها في القدس، توبياس باك، تحت عنوان quot; بوش يتوقع التوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط خلال هذه السنةquot;.

يقول التقرير نقلا عن مسؤولين أميكيين إن الرئيس الأميركي سيخصص زيارته إلى الشرق الأوسط والتي ستشمل ست دول، إضافة إلى الأراضي الفلسطينية لإعطاء دفع لعملية السلام وحشد حلفائه الإقليميين في جبهة ضد إيران وإحياء مشروعه المتمثل في جلب الديمقراطية إلى منطقة الشرق الأوسط. ويرى التقرير أن ثمة عراقيل كبيرة أمام تحقيق الأهداف الثلاثة التي تهدف زيارة الرئيس بوش إلى تحقيقها. ففي ما يخص عملية السلام، يرى التقرير أن المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين لم يحققوا تقدما كبيرا رغم التوقعات بأنهم سيتفقون على قضايا متصلة بالإجراءات الأساسية مثل تشكيلة ومسؤوليات فرق العمل.

ومن جهة أخرى، فإن مستوى علاقات العديد من البلدان العربية مع إيران أقوى مما تريده واشنطن. وعلى مستوى جلب الديمقراطية إلى المنطقة، لا تخفي واشنطن إحباطها من قلة التقدم الحاصل في هذا الاتجاه. ويرى التقرير أن هذه التحديات لم تمنع بوش من الاعتقاد أن الوقت مناسب لتوصل الفلسطينيين والإسرائيليين لاتفاق سلام شامل مع نهاية السنة الحالية.

صحيفة الجارديان تنشر تقريرا لمراسلها في القدس، روري مكارثي، يقول فيه إن السلطات الأمنية في القدس ستنشر أكثر من 10 آلاف شرطي لتأمين الحماية خلال زيارة الرئيس بوش إلى القدس، وهي أول زيارة له إلى إسرائيل. ويضيف مراسل الصحيفة أن السلطات الإسرائيلية ستتخذ إجراءات أمنية مشددة إذ من المقرر إغلاق الطرق المحيطة بفندق quot; الملك داوودquot; الذي سيقيم فيه بوش.

صحيفة الإندبندنت، خصصت نصف صفحتها الأولى لصورة الرئيس الأميركي بوش وتعليق يقول quot; هل تتذكرونه؟quot; تقول الصحيفة إن بوش قائد نسيه شعبه وأخذ يسخر منه، وتبرأ منه حزبه. لكن الإندبندنت تضيف أن هذا الأسبوع يمثل آخر فرصة أمام بوش للتخلص من الآثار السلبية التي خلفتها سياساته على ضوء استعداده لبدء زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط.

البعث السورية


من جهتها انتقدت صحيفة البعث السورية، زيارة بوش إلى المنطقة بمقال حمل عنوان quot;بوش في المضافات العربيةquot; بقلم quot;صابر فلحوطquot; جاء فيه: quot;أيام ويتصدر الرئيس الأمريكي جورج بوش المضافات العربية، وقد حمل معه للمنطقة هدايا العام الجديد من مشاريع ورؤى ومقترحات مما خف حمله وثقل ثمنه!!quot;

وأضاف الكاتب: quot;لاشك أن زرد الفشل يطوّق عنق سياسة الضيف -الكبير -في أربع جهات هذا الكوكب.. ففي أفغانستان يزداد شلال الدم هديراً، وفي العراق لايزال -هولاكو -منشغلاً بحفر القبور، وتخضيب الفراتين بالدم الطهور، وفي فلسطين تتحول الأحلام إلى كوابيس.quot;

وتابع: quot;لاشك أن سيد البيت الأبيض في زيارته لابد أن يحمل رزمة من النصائح لمضيفيه، وأن يبذل جهداً هائلاً من أجل إقناع من سماهم -عرب الاعتدال -بالحذر، من الخطر الداهم والرهيب من السلاح النووي الإيراني المزعوم والموهوم مقابل السلاح الذري الصهيوني الذي ينزّل برداً، وسلاماً.quot;

وأردف: quot;ومع تقديرنا أنّ المضيفين لن يتجاوزوا التقاليد العربية في اللياقة والمجاملات، والتسامح لإرضاء الضيف -الغالي -غير أن الشارع العربي من الماء إلى الماء مازال يراهن على النبض القومي في العروق التي أنهكها الاحتلال والترهيب الأمريكي فيأمل أن يستيقظ التاريخ العربي في الضمائر خلال لقاءات الترحيب.quot;