فشل المفاوضات حول الصحراء في نيويورك
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: إنتهت الجولة الثالثة من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو، عصر أمس الأربعاء، كما بدأت باستمرار تصاعد وتيرة تبادل الطرفين الإتهامات حول من يقف وراء عرقلة مسار التسوية التي يبدو أنها لن تتحقق في القريب، على الرغم من إتفاق الجبهة والمغرب على عقد جولة رابعة، من 11 إلى 13 آذار (مارس) المقبل بمانهاست بضواحي نيويورك، حيث دارت مراحل جميع الجولات السابقة.

غير أن الخروج بالتوافق على عقد لقاء آخر، عكس الجولة السابقة، قد يحمل في طياته بعض التأويلات، أكثرها أهمية يتعلق بتأجيل الحديث عن العودة إلى العمل المسلح، كما سبق وأشارات إلى ذلك البوليساريو التي قالت إنها ستتبنى هذا الخيار، في حال عدم إحراز تقدم في مباحثات كانون الثاني.

إلا أن احتمال إخماد نار الحرب، لم يحل دون ارتفاع حرارة المعركة الكلامية بين الطرفين، إذ قبل أن يعلن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء بيتر فان فالسوم، عن انتهاء الجولة الثالثة، إتهم وفد الجبهة المشارك في المفاوضات المغرب بـ quot;التعنتquot;، كما قال إنه quot;ليست لديه إرادة في التوصل إلى حل سياسيquot;.

وأوضح الوفد، في جلسة علنية، أن quot;المغاربة ما زالوا متمسكين بموقف متصلب يسوده غياب هامش المبادرةquot;، داعيًا إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير كفيل بضمان حق الشعب الصحراوي في تحديد الوضع النهائي للصحراء.

بدورها حملت حكومة الرباط مسؤولية تعثر المحادثات إلى البوليساريو، قبل أن تؤكد على لسان الناطق الرسمي باسمها خالد الناصري أن quot;المفاوضات حول الصحراء تجري وفق مقاربتين مختلفتين، الأولى مغربية بناءة وبحسن نية ومنفتحة على المستقبل وتسعى جادة إلى البحث عن حل، والثانية التي يتبناها الطرف المزدوج الآخر عقيمة وتكرر خطابات الحرب الباردة نفسهاquot;.

وأضاف الناصري، في معرض رده على سؤال خلال لقاء مع الصحافة عقب انعقاد مجلس الحكومة أمس، أنه من غير الطبيعي أن تشارك البوليساريو في المفاوضات وتواصل في الآن نفسه، بدعم من الجزائر، التهديد بالعودة إلى حمل السلاح، في وقت تدعو فيه الأمم المتحدة الأطراف إلى العمل بحسن نية لخلق الظروف الملائمة لتسوية هذا النزاع.

وأعرب عن أسفه لتبني الطرف المزدوج الآخر لهذه المقاربة العقيمة، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يشهد على هذا الأمر. وأكد الناصري، الذي يتقلد حقيبة وزير الاتصال، أن quot;البوليساريو ليست له حرية الاختيار بين السلم أو الحرب ويواصل وضع العراقيل أمام مسلسل المفاوضات الذي تشرف عليه الأمم المتحدةquot;.

وعن رد فعل المغرب على تهديدات الجبهة، قال إن المغرب الذي هو دولة عريقة يدرك معنى السلام والاستقرار. هذه الهوة التي تفصل بين مواقف الطرفين، لم تترك أمام مبعوث الأمم المتحدة من خيار سوى الاعتراف بوجود اختلاف كبير، ما اضطره إلى كشف نيته التوجه قريبًا في جولة بالمنطقة لإجراء مشاورات معمقة لتهدئة الأوضاع، وهو الأمر الذي رحبت به الأطراف.

وأبرز مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أن quot;الأطراف تباحثت، غير أنها لم تتفق حول إجراءات الثقةquot;، مشيرا إلى أن المحادثات، خلال هذه الجولة، تركزت حول تطبيق قراري مجلس الأمن 1754 (2007 ) و1783 (2007 ).

وقال إن quot;الأطراف أكدت مجددا التزامها بالبرهنة على الإرادة السياسية والتفاوض بحسن نية، كما يدعو لذلك مجلس الأمن، كما اتفقت على ضرورة إدخال مسلسل التفاوض في مرحلة مكثفة بشكل أكبر وأكثر تركيزًا على القضايا الجوهريةquot;.