سبقته إلى البحرينمظاهرات واحتجاجات
بوش يزور الكويت محطته الخليجية الأولى

صباح الأحمد يستقبل بوش بحرارةلدى
وصوله الى مدينة الكويت الجمعة

الكويت- المنامة- القدس: وصل الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة الى الكويت المحطة الخليجية الاولى ضمن جولته في المنطقة التي وضعها تحت عنوان الدفع قدما باتجاه السلام في الشرق الاوسط وعزل ايران الجارة الكبرى لحلفائه الخليجيين.وبث التلفزيون الكويتي مشاهد تظهر الرئيس الاميركي اثر وصوله في طائرته الرئاسية التي اقلته الى الكويت بعد ثلاثة ايام امضاها في اسرائيل وزار خلالها الضفة الغربية.وكان في استقباله امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي عانقه بحرارة.وعقدا بعد ذلك مباحثات مطولة بينهما.

وتشمل جولة بوش في الخليج اضافة الى الكويت، كلا من البحرين والامارات والسعودية.وكان في استقبال بوش في المطار كذلك ولي العهد ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الامة وغالبية كبار المسؤولين، وقد استعرض الرئيس الاميركي حرس الشرف.

بوش يزور النصب التذكاري لضحايا المحرقة ويبدي تأثرا

سخرية تزامن جولة بوش مع الإنتخابات الرئاسية

بوش يشيد بأولمرت أمام وزرائه

بوش يزور رام الله للمرة الأولى ليدافع لدى عباس عن أمن إسرائيل

بوش: دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا خلال عام

النص الكامل لتصريح بوش في اسرائيل والاراضي الفلسطينية

اولمرت : لا سلام بدون وقف الهجمات من غزة

الملك حمد: ندعم جهود بوش لتعزيز الاستقرار

ومن المفترض ان يلتقي بوش كذلك عشر ناشطات كويتيات لمناقشة تطور الديموقراطية في الكويت.وكان التلفزيون الكويتي بث في وقت سابق وثائقي يشيد بالعلاقات الكويتية الاميركية ويصفها بانها quot;استراتيجيةquot; مستذكرا الدور الاميركي في تحرير الكويت عام 1991.وقادت الولايات المتحدة تحالفا دوليا لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي قبل 17 عاما. ولا شك ان صورة بوش في الكويت هي الافضل بين الدول التي سيزورها بسبب العرفان للدور الاميركي في تحرير هذا البلد، والذي ارتبط باسم الرئيس جورج بوش الاب.

والبلدان وقعا معاهدة دفاعية اكدت فيها الولايات المتحدة التزامها الدفاع عن امن الكويت، وتبقى المعاهدة سارية المفعول حتى 2012.واجرت الكويت صفقات بعشرات مليارات الدولارات لشراء اسلحة من الولايات المتحدة بهدف اعادة تسليح قواتها التي تضررت قدراتها بشكل كبير اثناء الغزو العراقي.

والشهر الماضي، ابلغت وزارة الدفاع الاميركية الكونغرس بعرض لبيع الكويت صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ بقيمة 36،1 مليار دولار.واستخدمت القوات الاميركية الاراضي الكويتية منطلقا لغزو العراق في 2003 الذي اسفر عن سقوط نظام صدام حسين، الرئيس العراقي الراحل الذي امر باحتلال الكويت في 1990.

وتؤوي الكويت على اراضيها احدى اكبر القواعد الاميركية في المنطقة، وهي معسكر عريفجان الذي يشكل مقرا لحوالى 15 الف عسكري اميركي. وتستخدم القوات الاميركية الكويت نقطة عبور لجنودها من والى العراق.الا ان الكويت، شانها شان باقي دول الخليج، قلقة حيال امكانية سعي بوش الى تجنيد الدعم للقيام بعمل عسكري ضد ايران بالرغم من قلق الخليجيين ازاء البرنامج النووي الايراني وازاء تنامي نفوذ الجار الشيعي الكبير.

وكان مسؤولون كويتيون كبار، بمن فيهم وزيرا الخارجية والدفاع، اكدوا ان الكويت لن تسمح لواشنطن باستخدام اراضيها لشن ضربة ضد طهران. وطالب القادة الكويتيون الذين يحرصون على ابقاء علاقات جيدة مع ايران، مرارا بالتوصل الى حل سلمي للازمة مع ايران بسبب برنامجها النووي وانهاء المواجهة المحتدمة بين الغرب والجمهورية الاسلامية بسبب اتهام طهران برغبتها بالحصول على السلاح النووي، الامر الذي تنفيه ايران.

وتزامن وصول بوش الى الخليج مع زيارة الى طهران بداها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في طهران بهدف الحصول على توضيحات حول نقاط غامضة في البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.وتاتي الزيارتان في حين اشتد التوتر بين ايران والولايات المتحدة بعد حادث وقع في السادس من كانون الثاني/يناير في الخليج بين بوارج حربية اميركية وزوارق ايرانية وكان يمكن ان تكون له عواقب وخيمة.

وبوش اصبح ثاني رئيس اميركي يزور الكويت بعد بيل كلينتون في 1994.وكان بوش الاب استقبل استقبال الابطال في الكويت عندما زارها بعد انتهاء ولايته في 1993، وامطر بالورود والهدايا.

وقبيل وصول بوش الجمعة، وجهت بعض الصحف في الخليج انتقادات لاذعة للرئيس الاميركي.وكتبت صحيفة quot;الرايquot; الكويتية في افتتاحية على صفحتها الاولى quot;يا فخامة الرئيس، المنطقة تريد مبادرات ذكية لا قنابل ذكيةquot;.واضافت الصحيفة ان المنطقة quot;تريد تكنولوجيا عابرة للقارات لا صواريخ عابرة للقارات. تريد اتفاقات علمية واقتصادية وتجارية ومالية لا صفقات تسليحية. تريد للسياسة الاميركية ان تستعيد المبادئ التي جرفتها المصالحquot;.

الشيخ محمد..بوش وعد بالتعامل بجدية ازاء طلب الكويت اعادة معتقليها في غوانتنامو

إلى ذلك قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح اليوم ان بوش وعد بالتعامل quot;بجديةquot; ازاء طلب دولة الكويت اعادة اربعة من مواطنيها المحتجزين في معتقل غوانتنامو. جاء ذلك في تصريح خاص لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عقب اجتماع اميرالكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح اليوم مع الرئيس الاميركي جورج بوش في (دار سلوى). وقال الشيخ محمد ان الصباح اكد خلال الاجتماع ان استمرار احتجاز المعتقلين الكويتيين يمثل quot;سبة في مفهوم العدالة الاميركيةquot; معربا عن امله بتسليم هؤلاء المحتجزين الى السلطات الكويتية.واوضح ان quot;الرئيس بوش وعد بأنه سيتعامل بجدية مع هذا الطلب وسيبلغنا في اسرع وقت بما سيتم من اجراءات حول المعتقلين الاربعةquot;.

وذكر الشيخ محمد ان الصباح اكد للرئيس بوش ان الكويتيين الثمانية الذين سلمتهم الولايات المتحدة في وقت سابق quot;هم الان يعتبرون مواطنين صالحين ويعملون بجد على منع الشباب من الانحراف وان يكونون ضحايا للافكار المتطرفة وهذه دلالة على نجاح الكويت في استيعاب ابناءها واعادة تأهيلهم لصالح الوطنquot;.

من ناحية اخرى وصف وزير الخارجية الكويتي مباحثات الزعيمين بانها quot;في غاية الاهميةquot; مشيرا الى انها تطرقت الى قضايا عدة منها الاوضاع في فلسطين والعراق والبرنامج النووي الايراني. وذكر ان الرئيس الاميركي اكد عزمه على اقامة دولة فلسطينية قبل نهاية ولايته quot;وايد صاحب السمو هذا التوجه وشد على يده بان كل العالم سيدعم توجه الادارة الاميركية في فرض العدالة في الاراضي الفلسطينية وخصوصا في حق الشعب الفلسطيني وانشاء دولتهم المستقلةquot;.

وحول العراق قال الشيخ محمد ان الصباح والرئيس بوش بحثا كذلك الوضع في العراق وجهود الادارة الاميركية في احلال الاستقرار ودعم الحكومة العراقية. واضاف ان الرئيس بوش تقدم بالشكر لسمو امير البلاد والكويت على الدعم الذي تقدمه للعراق وعلى استضافتها اجتماع دول الجوار الذي سيعقد في ابريل المقبل.

على صعيد اخر اوضح الشيخ محمد ان مباحثات الزعيمين تناولت البرنامج النووي الايراني quot;وضرورة ان تعمل الحكومة الايرانية على ازالة اي غموض في برنامجها النووي خصوصا تجاه الوكالة الدولية للطاقة النووية التي ما زالت تقاريرها تشير الى الحاجة الى شفافية اكثر في برنامج ايران النوويquot;. ومن المقرر ان يتفقد الرئيس بوش غدا القوات الاميركية المتمركزة في معسكر (عريفجان) جنوبي الكويت ويلتقي فعاليات نسائية كويتية.

السبت إلى البحرين

من جانب آخر، رحب العاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة بالزيارة quot; التاريخية quot; لبوش للمملكة السبت ضمن جولته الاقليمية، لكن الغالبية الشيعية لا تبدي حماسة لهذه الزيارة. وقال الملك حمد في حديث مع رؤساء تحرير الصحف البحرينية نشر الاربعاء ان quot; العلاقات العسكرية التاريخية بين quot; البحرين والولايات المتحدة quot; قد ساهمت على مدى عقود في الاستقرار والامن في الخليج وتأمين طرق الملاحة quot;. واضاف العاهل البحريني، وهو من اسرة آل خليفة السنية الحاكمة، quot; اننا نشاطر الرئيس الاميركي الرأي ان الديموقراطية هي ضمانة الانتصار في معركتنا المشتركة ضد الارهاب والتطرف والتشدد quot;.

ويضم البلد الخليجي الصغير مقر الاسطول الاميركي الخامس الذي جرى حادث بين سفن تابعة له وزوارق ايرانية الاحد الماضي. لكن شيعة البحرين الذين يشكلون غالبية السكان لا يبدون حماسة لاستقبال الرئيس الاميركي الذي يزور المملكة السبت ضمن جولة اقليمية سبق ان اعلن انها تهدف الى تطويق quot; الطموحات العدائية quot; لايران.

وقال المجلس الاسلامي العلمائي، اعلى هيئة دينية شيعية في البحرين، في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه quot;الامة لا تعيش الترحيب ولا القبول بهذه الزيارة التي لن تكون الا لتكريس واقع الغطرسة والهيمنة الاستكباريةquot; في اشارة الى الولايات المتحدة.واضاف البيان quot;لا يحمل الاهتمام الرسمي بهذه الزيارة احتراما ولا تقديرا لمشاعر واحاسيس ابناء البلد الذي لا يرى في الولايات المتحدة الاميركية الا رأس كل بلاء وشر وطغيانquot;.

واذ تجنب البيان الاشارة في شكل مباشر الى ايران، اكد ان محاولات الادارة الاميركية لدفع عملية السلام قدما لا تخدم سوى اسرائيل.واعتبر المجلس انه ليس في زيارة بوش quot;ما يخدم الامة الاسلامية والعربية، بل ان كل الدلائل تشير الى ان هذه الزيارة ستكون عامل زيادة في التوتير وباعثا على تردي الاوضاع بشكل اكبر وتضييع للحق الاسلامي والعربي في فلسطين العزيزة والقدس الشريفquot;.

من جهته، قال مواطن بحريني شيعيان بوش quot;لن يعمل شيئا مفيدا خلال هذه الزيارةquot;، متسائلا quot;كيف يكون هناك سلام مع اسرائيل وهي تقتل الفلسطينيين بشكل يوميquot;.واضاف quot;ليس الشيعة وحدهم من لا يعتقدون بفائدة هذه الزيارة، بل السنة ايضاquot;، علما ان السلطات سمحت لمجموعة يسارية بتظيم تظاهرة مناوئة لزيارة بوش الجمعة.

الى ذلك، قال سائق سيارة اجرة شيعي يجوب شوارع المنامة مستمعا الى بث القسم العربي في الاذاعة الايرانية ان الولايات المتحدة تريد تخويف العرب من ايران.واضاف quot;العرب غير قادرين على فعل شيء. اميركا تديرهم. تقول لهم ان ايران خطر عليهمquot;.

وكان بوش استهل جولته الشرق الاوسطية الاربعاء في اسرائيل بالتحذير من ان ايران quot;تشكل تهديدا للسلام العالميquot;، داعيا الى عدم افساح المجال امام ايران لتطوير قدرتها على صناعة الاسلحة النووية. كما حذر طهران من quot;عواقب وخيمةquot; ان هاجمت السفن الاميركية في الخليج.

وعلى غرار باقي دول الخليج، تحظر البحرين قيام الاحزاب السياسية، الا انها سمحت لبعض الجمعيات السياسية بالعم.وكانت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية التي تمثل التيار الاوسع وسط الشيعة البحرينيين، فازت ب42% من مقاعد مجلس النواب في انتخابات العام 2006 بعدما قاطعت العملية الانتخابية في 2002.

من جهتها، تحاول حركة quot;حق المعارضةquot; وغالبية منتسبيها من الشيعة والتي قاطعت الانتخابات العام 2006، ان تتخذ موقفا اكثر براغماتية من الزيارة.وقال المتحدث باسم الحركة عبد الجليل السنكيسquot;يقال ان الرئيس الاميركي آت الى المنطقة لمباركة المشروع الاميركي للديموقراطية. نريد ان نقول له ان لا ديموقراطية في البحرينquot;.وسلمت الحركة الخميس السفارة الاميركية رسالة طالبت فيها الرئيس الاميركي بدعم quot;نضال البحرينيين للعيش بعزة وكرامة بعيدا من التهميش والقمعquot;.وطالبت ايضا الولايات المتحدة بالمساعدة على quot;احباط المؤامرة لتغيير التركيبة الديموغرافيةquot; للبلد عبر عمليات تجنيس مفترضة لعرب سنة.

تظاهرات تسبق الزيارة
وشهدت البحرين الجمعة تظاهرتين صغيرتين نظمهما ناشطون في منظمات شبابية امام مكتب الامم المتحدة في المنامة وفي قرية الدراز (غرب) احتجاجا على الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركيللبحرين.وتجمع عشرات من ناشطي ست جمعيات شبابية بحرينية وهم يحملون لافتات مناوئة للولايات المتحدة في اعتصام قصير امام مكتب منظمات الامم المتحدة، وبعضها حمل شعارات مثل quot;جورج بوش قاتل الابرياءquot; وquot;التحية للمقاومة في العراق وفلسطينquot;.

وجاء في بيان للمنظمات الشبابية تلي اثناء الاعتصام quot;ان المنظمات الشبابية ترى ان اللاعب الرئيسي في اشعال فتيل الازمات في الشرق الاوسط هي الادارة الاميركية التي تدعم خلال نصف قرن ونيف الكيان الصهيوني دعما غير محدود مستخدمة حق النقض عشرات المرات للتغطية على المجازر والجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطينيquot;.واضاف البيان quot;اما على المستوى الاقتصادي فيأتي تأجيج نيران الحرب لابتزاز آخر للمنطقة عبر صفقات الاسلحة التي تستهلك فائض الموازنات المكتسب جراء ارتفاع اسعار النفطquot;.

وفي الدراز غرب العاصمة المنامة، قال صحافيون ان تظاهرة ضمت نحو 200 شخص انطلقت بعد صلاة الجمعة ورددت هتافات معادية للولايات المتحدة واسرائيل مثل quot;الموت لامريكاquot; وquot;الموت لاسرائيلquot;.

ومن جهتها، طالبت جمعيات سياسية بحرينية quot;برفض اي طلب للتطبيع مع اسرائيلquot; او quot;شن حرب على ايرانquot; ودعت حكومات المنطقة الى عدم الانصياع لما اسمته quot;املاءات الرئيس الاميركي بوش المتعلقة بالترويج لشن ضربة عسكرية على ايرانquot; وفق ما نشرته الصحف البحرينية الجمعة.

أولمرت في ورطة
ومع تواصل الجولة، وضعبوش سقفا قد لا يستطيع ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي تحقيقه حين قال يوم الخميس ان اسرائيل ستوقع معاهدة سلام مع الفلسطينيين خلال عام. وتحدث بوش عن هدف توقيع معاهدة سلام رسمية خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة وهو يقف الى جوار الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان بوش قد لمح في وقت سابق الى انه قد يرضى باتفاق أقل طموحا يقتصر فقط على وضع quot;رؤيةquot; لدولة فلسطين.

قريع يتحدث الى رايس خلال مؤتمر صحافي
مشترك بين بوش وعباس. نيويورك تايمز

وعلى الرغم من ان أولمرت وعباس طلبا من مفاوضيهما هذا الاسبوع بدء المحادثات بشأن القضايا الرئيسية الا ان المسؤولين الفلسطينيين وعددا كبيرا من الدبلوماسيين يعتقدون ان اولمرت يريد quot;اتفاق اطارquot; أقل تحديدا لا معاهدة رسمية ترسم الحدود وربما تقسم القدس في اتفاق قد يغضب بعض المشاركين معه في حكومته الائتلافية.

وواجه بوش في أول زيارة يقوم بها كرئيس لاسرائيل والضفة الغربية المحتلة مهمة لاتخاذ موقف متوازن في محادثاته مع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي في مسعاه لدعم السلام في الشرق الاوسط الذي يحيط به الشكوك. واتهم بوش طوال سنوات باهماله الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أكثر صراعات الشرق الاوسط تعقيدا.

بوش وعباس خلال مؤتمر صحافي مشترك في رام الله
في الضفة الغربية يوم الخميس 10 يناير 2008. نيويورك تايمز

ويقول منتقدون ان بوش فشل في سبع سنوات من رئاسته في ممارسة ضغط واشنطن الكامل لانهاء الصراع المستمر منذ 60 عاما ويتشكك كثيرون في امكانية تخطي الخلافات الآن خلال عام واحد. وعلى بوش الآن ان يتصدى لهذه الشكوك السائدة في المنطقة في مدى جدية المفاوضات التي دشنها في مؤتمر انابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر تشرين الثاني الماضي خاصة بين الدول العربية المتحالفة مع واشنطن التي يزورها بعد ذلك وهي الكويت والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة السعودية ومصر.

لكن بوش في الوقت نفسه لا يريد اضعاف موقف أولمرت في مواجهة المتشددين في حكومته الائتلافية المنقسمة على نفسها الذين يعارضون تقديم تنازلات للفلسطينيين. وكانت تصريحاته في رام الله هي أقوى مؤشر حتى الآن على انه سيقوم شخصيا بالضغط من أجل التوصل الى اتفاق شامل لا مجرد اتفاق مؤقت اخر لكن من غير المرجح ان يضع هذا نهاية للجدل الدائر حول حقيقة ما يريد ان ينجزه في العام الذي بقي له في البيت الابيض.

ولم يحدد بوش ماهية معاهدة السلام المنتظرة وان قال ان حل الدولتين لن يكون له معنى حقيقي دون ترسيم الحدود وحل قضايا رئيسية منها مصير اللاجئين الفلسطينيين والقدس والامن. واستخدم بوش أمس الخميس أيضا تعبيرا صادما حين شدد الرئيس الأميركي من لهجته في دعوته اسرائيل الى انهاء quot;احتلالquot; الضفة الغربية المستمر منذ 40 عاما بعد ان كان لا يستخدم كلمة quot;احتلالquot; في وصف سيطرة اسرائيل على الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967. وقال بوش quot;ينبغي أن تكون هناك نهاية للاحتلال الذي بدأ في عام 1967.quot;

وقال بوش في بيان تلاه على الصحفيين في فندق بالقدس quot;اقامة دولة فلسطين تأخر كثيرا. الشعب الفلسطيني يستحق قيامهاquot; وان كان قد أقر بأنه لا يعرف ماذا سيحدث في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقد تسبب اللهجة التي تحدث بها بوش بعد زيارته لمدينة رام الله بالضفة الغربية حيث مر في طريقه على حواجز تفتيش اسرائيلية ومستوطنات يهودية متاعب سياسية لرئيس الوزراء الاسرائيلي الذي عادة ما تغضب تلك التصريحات الجناح اليميني في ائتلافه.

وأوضحت اسرائيل من جانبها ان الدولة الفلسطينية لن تقوم الى ان يكبح الفلسطينيون النشطين في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولم يعلق مكتب أولمرت على الفور على امكانية تحقيق هدف الرئيس الأميركي لتوقيع معاهدة سلام خلال عام وما اذا كان رئيس الوزراء الاسرائيلي يشارك بوش نفس الهدف. وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة هي صاحبة أكبر نفوذ على اسرائيل الا ان بوش أوضح انه لن يفرض حلا شاملا على أولمرت.

وعلى الارجح سيتدخل الواقع السياسي قبل وقت كثير من انتهاء مهلة بوش لتوقيع المعاهدة خلال عام.. فحكومة اولمرت الائتلافية قد تسقط والعنف قد يشتعل من جديد او ان يضطر أي من اولمرت أو عباس أو كلاهما الى تجميد المحادثات حفاظا على موقفه في الداخل.