زيباري: لا بنود سرية في الاتفاقية الاستراتيجية مع واشنطن
رايس: الأوضاع في العراق تتحرك بصورة واعدة لكنها هشة
أسامة مهدي من لندن: اكدت وزيرة الخارجية الاميركية غونداليزا رايس ان الاوضاع الامنية والسياسية في العراق تتحرك بصورة واعدة لكنها هشة مسيرة الى احتمال انسحاب 30 الف جندي اميركي من العراق .. بينما اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عدم وجود اي بنود سرية في الاتفاقية الاستراتيجة العراقية الاميركية موضحا ان بغداد طمأنت دول الجوار من اهدافها ومضامينها .. فيما بحث رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني مع زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم التطورات الامنية والسياسية والعلاقة مع حكومة الاقليم .

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع زيباري عقب مباحثاتهما في بغداد اليوم قالت رايس ان القوات العراقية موجودة في العراق مثلما هي موجودة منذ عقود في عدد من دول المنطقة وخاصة الخليجية منها .. موضحة ان قوات بلادها تساعد العراقيين على مواجهة الارهاب والارهابيين الاجانب وخاصة من مسلحي تنظيم القاعدة وتحقيق الامن والاستقرار فيه لما لذلك من تأثير على امن الجوار . واشارت الى ان الاتفاقية الاستراتيجية المنتظر توقيعها مع العراق في تموز (يوليو) المقبل تهدف الى اقامة علاقات طويلة الامد بين البلدين في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية .
واضافت رايس ان مصادقة مجلس النواب العراقي السبت الماضي على قانون المساءلة والعدالة البديل لقانون اجتثاث البعث تشكل خطوة الى الامام لتحقيق المصالحة الوطنية والتئام جراج الماضي لكنها اشارت الى ان البلاد ما زالت بحاجة الى اعادة العسكريين السابقين الذين لم يشاركوا في جرائم النظام السابق والمصادقة على قانون النفط والغاز الجديد واجراء انتخابات المحافظات المحلية وتمرير موازنة عام 2008 . وحول انسحاب القوات الاميركية من العراق المحت رايس الى امكانية انسحاب 30 الف عسكري خلال العام الحالي لكنها اشارت الى ان هذا القرار سيتخذه الرئيس بوش بناء على معطيات الواقع على الارض مشددة على ضرورة الاسراع ببناء القوات المسلحة وتجهيزها وتسليحها .

وعن علاقات العراق مع دول الجوار قالت رايس ان هذه الدول كانت متخوفة من الانهيار الامني الذي يشهده لكن التحسن الذي تشهدها الاوضاع الامنية حاليا بدأ يدفعها الى الاطمئنان موضحة ان العديد من هذه الدول ستعيد فتح سفاراتها في العراق . وشددت الى ان وجود عراق ديمقراطي موحد متحقق الان حيث ان الامور تتحرك في البلاد بشكل واعد لكنها هشة .

واوضحت رايس ان زيارتها المفاجئة لبغداد كانت بسبب قربها من العراق حيث ترافق الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يقوم بجولة في منطقة الشرق الاوسط حاليا .. وقالت quot;كنت قريبة من العراق كان علي التوقف حيث الرئيس يقوم بزيارة لعدد من دول المنطقة لعمل عدة اشياء منها دفع عجلة الديمقراطية والسعي لحشد التاييد لجهود السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين .. وفي كل محطة تحدث عما يجري في العراق واهمية دعم جيران العراق لعراق ديمقراطي موحد والجهود التي تبذل باتجاه الديمقراطية والمصالحة هي جهود هامة ليست لمستقبل العراق فقط بل مستقبل المنطقة والعالم بأسره.quot;
ومن جانبه شدد زيباري على ان اتفاقية التعاون الاستراتيجي المنتظرة بين العراق والولايات المتحدة تهدف الى وضع اسس لصداقة طويلة الامد سياسيا وعسكريا وثقافيا واقتصاديا مؤكدا عدم وجود اي بنود سرية فيها . وقال quot; ان الولايات المتحدة حليف وصديق استراتيجي للعراق وسيبقى كذلك لفترة بعيدة ونحن لانخترع اي بدع فالعديد من دول المنطقة لديها هكذا اتفاقيات مع الولايات المتحدة.quot;
واشار الى ان العراق قد ابلغ دول الجوار بهذا الامر مطمئنا ان الاتفاقية لاتستهدف اي جهات خارجية . وحول عودة الوزراء المنسحبين الى الحكومة وتنفيذ المادة الدستورية 140 لتطبيع الاوضاع في كركوك اشار الزيباري الى انه مع تغير المزاج الداخلي والرغبة في العيش سوية فان عراقا جديدا قد بدأ يظهر بشكل جلي . وقال ان علاقات العراق العربية ستشهد تطورا كبيرا خلال العام الحالي وان هناك العديد من الدول العربية ستعيد فتح سفاراتها في بغداد .

واضاف ان الجامعة العربية تواصل جهودها لمساعدة العراقيين على تحقيق المصالحة الوطنية موضحا في هذا الصدد الى انها تعد لعقد مؤتمر لهذا الغرض في القاهرة لكنه لم يحدد موعده . واوضح ان المادة 140 دستورية وقانونية والقوى السياسية عازمة على تنفيذ استحقاقاتها
وفي وقت سابق اليوم اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اجتماعه مع رايس عزم حكومته على تحقيق المصالحة الوطنية واقامة افضل العلاقات مع الولايات المتحدة ودعم الدول العربية والاقليمية لاتفاقية الصداقة الاستراتيجية بين البلدين

وفي ختام الاجتماع قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن رايس بحثت مع المالكي خفض عدد القوات الاميركية في العراق والبالغ عددها 160 الف عسكري خلال العام الحالي ملمحا الى امكانية سحب 30 الفا منهم . وأشار إلى أن رايس اكدت ان الرئيس الاميركي جورج بوش فاتح الدول العربية والاقليمية حول امكانية دعم اتفاقية الصداقة بين العراق والولايات المتحدة المنتظر توقيعها بين البلدين منتصف العام الحالي.

وتأتي مباحثات رايس في بغداد في وقت اعلن الجيش الاميركي انه قرر تسليم السلطات العراقية الملف الامني في الانبار كبرى محافظات البلاد مساحة في نيسان (ابريل) المقبل الامر الذي يعكس التطور الامني الحاصل في المنطقة التي كانت ابرز معاقل المتمردين.
وقال الكولونيل جون شارلتون ارفع ضابط في الرمادي ان الانبار ستسلم رسميا للسلطات العراقية في اذار(مارس) او نيسان (ابريل) المقبلين. واضاف في تصريح باحدى القواعد الاميركية الرئيسية في الرمادي (110 كلم غرب بغداد) ان عملية نقل السلطات الى الحكومة المركزية في بغداد العاشرة من نوعها لقوات التحالف بقيادة الجيش الاميركي.
وكانت البصرة (جنوب) اخر محافظة تتسلم فيها السلطات العراقية الملف الامني من الجيش البريطاني الشهر الماضي. واشار شارلتون ان quot;كون الانبار اكبر محافظة من حيث المساحة فان ذلك يؤكد اهمية نقل السلطات فضلا عن انها كانت احدى اكثر مناطق العراق خطرا من حيث استخدامها مقرا لشبكة القاعدة لعدة سنواتquot;.
مباحثات لرايس مع طالباني وبارزاني
اجتمعت رايس صباح اليوم مع الرئيس جلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ونائب رئيس الوزراء برهم صالح في بغداد صباح اليوم مع رايس.

وأوضح رئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع أن quot;اللقاء تناول محاور مهمة منها مباركة التصويت على قانون المساءلة و العدالة الذي كان يسمى سابقاً قانون اجتثاث البعثquot;. وقال إن حوارا جرى quot;بشأن قانون النفط، حيث تم التركيز عليه، إلى جانب السعي لعرض قانون المحافظات و انتخابات مجالس المحافظات الذي هو بحكم الجاهز في الوقت الحاضرquot;. وأضاف ان الاجتماع تناول كذلك مضمون اجتماع المجلس التنفيذي الذي عقد أمس، و الذي كان محط أنظار الشعب العراقي بصورة عامة و المعنيين الأساسيين بصورة خاصةquot;، واصفا إياه بـquot;المتميز و فتح آفاقاً جديدة غير التي كنا نستند عليها في الفترة الماضية، و بروحية جديدة حيث أن الوضع خلال هذه السنة قد تغير وأعطى فرصة لدولة رئيس الوزراء و أصحاب الفخامة للحوار الأوسع و التوصل إلى النتائج الأنجح و خطى خطوات مباركة في تحديد دور الحكومة و السعي وراء إيجاد العناصر الكفوءة و بناء المؤسساتquot;.

وأشار رئيس ديوان الرئاسة إلى أن quot;اجتماع يوم أمس تضمن نقطة مهمة و هي أبعد من نقطة تطبيق فقرات الدستور ألا و هي الروحية التي يجب أن يتعامل بها كل المسؤولين وعلى رأسهم القيادة التي اجتمعت بروحية جديدة مبنية على ركنين أساسيين هما الثقة و التعاون حيث أجمع المجتمعون أمس على أنهما الأساس في بناء الدولة، و جرى التأكيد على أهمية نتائج هذا اللقاء و استمراريته و ضرورة مباركته والعمل على تقويته وتطبيق فقراته ومتابعة تطبيقها من قبل اللجان التحضيرية التي شكلت.

و بشأن موقف الدول العربية من الوضع في العراق، أكد العاني أن هناك quot;مباركة عربية من دول الخليج للوضع العراقي مقابل أن يرون العراق متحداً ويعمل بصورة متمساكة حتى يروا نموذجاً يستطيعون التعامل معه، فكان هنالك تحفيزاً واضحاً لتبيان قوة هذا التلاحم ووحدة هذا البلدquot;، موضحا أن وزيرة الخارجية الأمريكية أشارت إلى وجود محاولات قوية لتقوية صورة العراق و إن هنالك تجاوباً في هذا المجال. وشدد على أن دور جبهة التوافق كان حاضراً من خلال فخامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، حيث أن وجوده مع فخامة النائب عادل عبد المهدي يعد quot;محوراً مهماً لإكمال الحلقة في المجلس التنفيذي الذي أطلق عليه هذا الاسم يوم أمس بدلاً من (3+1)quot;.

ووصف العاني قانون المساءلة و العدالة بـ quot;المهم لأنه يتناول شريحة مهمة في المجتمع العراقي لها حضور حقيقي، و لا يمكن تجاوزها و هنالك تفصيل لهذه الشريحة كما لكل الشرائح الموجودة و ضمن هذا التفصيل هنالك المتميز منهم و هنالك من رجالات الدولة الذين يستطيعوا أن يقوموا بدور مهم في الوقت الراهن حيث لا يمكن تجاوزهمquot;، مشترطا أن يكون لهؤلاء سيرة جيدة.
وكانت رايس وصلت إلى بغداد صباح اليوم بشكل مفاجيء قاطعة جولتها إلى العاصمة السعودية الرياض التي وصلتها الاثنين برفقة الرئيس الأميركي جورج بوش. وتهدف الزيارة الى حث القادة السياسيين على إحراز تقدم في مسار المصالحة السياسية الوطنية.

ومن جهته أكد المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي غوردون جوندرو أن بوش ورايس قررا القيام بهذه الزيارة للقاء المسؤولين العراقيين وحثهم على إحراز تقدم وتشجيع مزيد من المصالحة السياسية وإقرار تشريعات إضافية موضحا انها ستعود إلى العاصمة السعودية في وقت لاحق من مساء اليوم. وتعد هذه الزيارة الأولى لرايس في عام 2008التي سبق لها ان زارت العراق في شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي والتقت عددا من المسؤولين العرب والاكراد والتركمان وناقشت معهم جملة من القضايا المهمة التي تخص البلاد.
بارزاني والحكيم بحثا اوضاع البلاد
ومن جهة اخرى اجتمع زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى السيد عبد العزيز الحكيم في بغداد اليوم مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الذي وصل الى بغداد للقاء رايس .
وتم خلال الاجتماع بحث مستجدات الأوضاع السياسية والامنية في البلاد لاسيما القضايا المتعلقة بأقليم كردستان والتقدم الحاصل في الملف الأمني في الأقليم . وقال بيان للمجلس الاعلى ان الحكيم قد شدد على ضرورة عقد مثل هذه اللقاءات لدفع العملية السياسية الى الأمام من خلال الأجتماعات الرباعية والخماسية .