رداً على التوغل الاسرائيلي في غزة
حماس تشعل النار من جديد في اسديروت

سامة العيسة من القدس: منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في شهر حزيران / يونيو الماضي، وإسرائيل تحمل الحركة مسؤولية الصواريخ محلية الصنع، التي تطلق من القطاع على المستوطنات والبلدات الإسرائيلية، ولكن الحركة هي التي اعترفت اليوم بإطلاقها 13 صاروخا من نوع قسام على مستوطنة اسديروت، رداً على التوغل الاسرائيلي شرق غزة اليوم وأوقعت 19 فلسطينيا. وحسب مصادر إسرائيلية، فان أربعة إسرائيليين على الأقل أصيبوا نتيجة سقوط هذه الصواريخ على اسديروت، وقالت أن من بين الجرحى طفلة عمرها خمسة أعوام.

وأشارت هذه المصادر بان الصواريخ بدأت تتساقط على اسديروت منذ السابعة الرابعة والربع عصرا بالتوقيت المحلي، واعتبرت أن ما حدث اليوم هو الأصعب على البلدة الإسرائيلية منذ مقتل ياكوف بعقوبي في تشرين الثاني / نوفمبر 2006، نتيجة إصابته بقذيفة قسام. وكان رئيس بلدية اسديروت، أعلن استقالته في وقت سابق من الشهر الماضي، احتجاجا على ما وصفه عجز الحكومة الإسرائيلية على وضع حد لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، في حين أن رئيس جهاز الشاباك أعلن عن مقتل ألف مقاتل فلسطيني في القطاع خلال عامين، على يد القوات الإسرائيلية.

وسجلت المصادر الإسرائيلية سقوط 21 صاروخ قسام وقذيفة هاون على النقب الغربي منذ ساعات الصباح. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى سقوط صواريخ من نوع غراد على عسقلان أطلقت من شمال غزة، دون الإعلان عن وقوع إصابات.وقالت هذه المصادر، انه اثنين من الصواريخ سقطا في ميدان مفتوح في عسقلان، دون وقوع إصابات أو تسجل أضرار في الممتلكات.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مسئوليتها quot;عن قصف مغتصبة سديروت، بثلاثة عشر صاروخاً من طراز قسام. وقالت كتائب القسام في بيانات متلاحقة اليوم الثلاثاء أن quot;مجاهديها أطلقوا ثلاثة عشر صاروخاً مساء الثلاثاء على سديروتquot;، وذلك quot;في إطار الرد الأولي على المجزرة الصهيونية البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني صباح اليوم الثلاثاء بحق أبناء شعبنا من المقاومين الأبطال والمواطنين الأبرياء شرق حي الزيتونquot;.

وأكدت الكتائب أنها ستواجه quot;الاحتلال الغاصب بكل ما بحوزتها من وسائل، وستكسر شوكة جيشه الجبان على أعتاب قطاع غزة الصامد المرابطquot;. وكان الدكتور محمود الزهار، القيادي في حركة حماس الذي فقد ابنه حسام خلال التوغل الإسرائيلي شرق غزة اليوم، قال بان الحركة سترد بشكل قاس على المجزرة. ويعتبر إعلان حماس عن مسئوليتها عن إطلاق الصواريخ تخليا عن السياسة التي اتبعتها خلال الأشهر الماضية بشان مسالة الصواريخ التي تحتل حيزا مهما في الاهتمامات الإسرائيلية والأميركية.

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش استبق لقائه بمحمود عباس (أبو مازن) في رام الله، قبل أيام بالقول بان أول سؤال سيوجه لعباس هو ماذا عمل لوقف الصواريخ، أما عباس فأصابه العجب وقال quot;اولمرت حرض بوش علي، مع انني أخر من يعجب بهذه الصواريخ التي اعتبرها عبثيةquot;.

وتدهورت الأوضاع الأمنية اليوم، منذ أن تمكن قناص فلسطيني من مقتل كارلوس اندريس شافيز (20) عاما، وهو متطوع من الإكوادور، حضر إلى إسرائيل للعمل في أحد الكيبوتسات القريبة من القطاع.وبقرار حماس إشعال جبهة اسديروت، فان الأمور مفتوحة على احتمالات كثيرة، من الصعب تقدير حجمها او عواقبها.