بيروت، وكالات: ربطت صحف لبنانية بين الإعتداء الذي إستهدف سيارة تابعة للسفارة الأميركية في لبنان وزيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية لبيروت الأربعاء، كما أشارت إلى صلة بين الهجوم وزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة. وكتبت صحيفة النهار في عنوانها الرئيسي ان انفجار الكرنتينا في منطقة الدورة ضاحية بيروت الشمالية، الذي تسبب بمقتل ثلاثة اشخاص من المارة quot;بريد لبناني لرسائل اقليمية ودوليةquot;. وتوقفت الصحيفة عند وقوع quot;جريمة التفجير الارهابيquot; عشية quot;عودة الامين العام لجامعة الدول العربية (عمرو موسى) الى بيروت حاملا المبادرة العربيةquot;. واضافت ان المراقبين توقفوا quot;عند الهدف الاميركيquot; وقصد به quot;الرد على جولة الرئيس الاميركي (...) وما رافقها من مواقف ضد ايران وسوريا وحزب اللهquot;. ونقلت عن مصادر دبلوماسية انها quot;المرة الاولى في سياق الاحداث الجارية في لبنان منذ خريف 2004 يستهدف فيها الوجود الاميركي، الامر الذي يثير مخاوف من ان يكون ذلك تمهيدا لمسلسل استهداف البعثات الاجنبية والعربيةquot;.

كما نقلت quot;النهارquot; عن اوساط في المعارضة تعليقا على زيارة موسى ان quot;لا رئيس للجمهورية (..) قبل القمة العربية المقررة في آذار/مارس المقبل في دمشق، وربما امتد هذا التاجيل الى الانتخابات النيابية المقبلةquot; في ربيع 2009.

وتساءلت صحيفة quot;السفيرquot; القريبة من المعارضة من جهتها ما اذا كان quot;التفجير يستهدف سيارة للسفارة الاميركية ام موكب الحل العربي؟quot;. وقالت ان الانفجار quot;ارخى ظلالا ثقيلة من القلق على اللبنانيين عموما واشعرهم ان مرحلة جديدة من المخاطر تطل براسها عليهمquot;.

وكانت الحكومة اللبنانية اعتبرت اثر اجتماع وزاري مساء الثلاثاء ان عملية التفجير تستهدف الجهود العربية المبذولة لحل الازمة، مؤكدة ان quot;الرد الانجع عليها يكون بالالتزام بالقرار العربي والذهاب فورا الى تنفيذ بنوده لملء الفراغ في الرئاسة وتشكيل حكومة جديدةquot;.

وتحدثت صحيفة quot;الحياةquot; العربية الصادرة في بيروت عن تقارير تلقتها quot;جهات امنية وسياسية لبنانية واخرى اجنبية تتوقع تفجيرات قد تتلاحق خلال الايام المقبلة، وقد تشمل عمليات اغتيال تتزامن مع التعقيدات التي تحيط بالازمة السياسية وصيغة الحل الذي قرره وزراء الخارجية العربquot;.

وكتبت صحيفة quot;المستقبلquot; التي تملكها عائلة النائب سعد الحريري، ابرز اقطاب الاكثرية، ان quot;طريق الحل العربي مزروع بنار الارهاب من جهة والالغام الداخلية من جهة اخرىquot;.

ورأت صحيفة quot;اللواءquot; ان quot;المبادرة العربية تمشي فوق حقل من التفجيرات المتنقلة تزيدها اشتعالا المواجهة الاميركية الايرانية في المنطقةquot; التي امتدت الى لبنان.

اما صحيفة quot;الديارquot; المعارضة فكتبت نقلا عن مصادر دبلوماسية ان quot;الانفجار بمثابة رسالة الى الاميركيين والجولة التي قام بها بوش في دول الخليج وعقد اتفاقات بيع اسلحة قدرت بعشرين مليار دولارquot; مذكرة بquot;تهديدات اصولية ومن تنظيم القاعدةquot; سبق ان استهدفت الاميركيين.

واهتز استقرار لبنان من خلال هجمات على قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في الجنوب وتحصن مسلحين متشددين يستلهمون نهج القاعدة في مخيم للفلسطينيين في شمال لبنان في العام الماضي. وبجانب المشاكل الامنية تشهد البلاد صراعا سياسيا يضع الائتلاف الحاكم في مواجهة المعارضة التي يقودها حزب الله. وقالت الحكومة في بيان أن أفضل رد على الهجوم هو الالتزام بمبادرة عربية لانهاء الازمة السياسية. ومن المقرر وصول الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لبيروت يوم الاربعاء لاستئناف جهود الوساطة الرامية لحل الصراع.

وأدى الصراع لحالة من الشلل عند الحكومة استمر لاكثر من عام وعطل انتخاب رئيس جديد للبلاد مما ترك لبنان من دون رئيس لاول مرة منذ الحرب الاهلية التي استمرت بين عام 1975 و1990. ومن المقرر أن يترك السفير الامريكي جيفري فيلتمان منصبه في نهاية شهر يناير وألغت السفارة حفل وداع له كان من المقرر اقامته في وقت لاحق يوم الثلاثاء.

وكان استنكر الامين العام ل(حزب الله) حسن نصرالله الانفجار واستغرب نصرالله في كلمة بثت على شاشة كبيرة في المجلس العاشورائي الذي يقيمه (حزب الله) في مجمع سيد الشهداء بضاحية بيروت الجنوبية في ساعة متاخرة من الليلة الماضية quot;مسارعة بعض القوى والجهات السياسية الى التوظيف السياسي مستبقة التحقيق وهم يبررون عجزهم عن اكتشاف حقيقة الجرائم عبر التحليل والتوظيف السياسي للجرائمquot;.

واتهم نصرالله الرئيس بوش بانه يريد خلق توتر في المنطقة ويريد ان يخيف الدول العربية من ايران quot;لوجود حجة لبيع السلاحquot;. وكان الانفجار الذي استهدف مركبة مصفحة تابعة للسفارة الامريكية لدى بيروت اودى بحياة ثلاثة اشخاص اثنان لبنانيان والثالث يحمل الجنسية السورية صودف مروره قرب مكان الانفجار. وفيما يتعلق بالازمة اللبنانية الراهنة جدد نصرالله دعوة الموالاة للحوار مع ممثل المعارضة المفوض وهو رئيس (التيار الوطني الحر) النائب ميشال عون.