مع إقتراب موعد الإنتخابات... هل بدأ فصل الإغتيالات السياسية؟
السياسيون في باكستان يواجهون التهديدات
عبد الخالق همدرد من إسلام أباد:
يبدي المواطن العادي شكوكه حول إجراء الإنتخابات العامة المؤجلة في باكستان في موعدها المحدد 18 من شهر شباط/فبراير المقبل، ويبرر بإرجاء الانتخابات مرة. والمثل العربي يقول ما حدث مرة يحدث مئة مرة. كما أن حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة جناح نواز شريف أيضًا أعربا عن الشكوك في هذا الصدد. ويخاف الكثير من حدوث أمر آخر مكروه مثل اغتيال بينظير بوتو قبل نحو عشرة أيام من موعد الانتخابات السابق ليكون تبريرا لإرجائها مرة أخرى.
وقد حذرت وزارة الداخلية القادة السياسيين من أنهم قد يواجهون تهديد الهجمات عليهم مع حثهم على عدم إهمال ترتيبات الحماية وتجنب الظهور في المواقع العامة بدون حاجة. وقد قال الناطق باسم الداخلية العميد المتقاعد جاويد إقبال شيما quot; إن إطلاع القيادة السياسية على التهديدات الحالقة حولهم أمر ذو أهمية بالغةquot;.
وأضاف أن السلطات تهدف إلى تقديم حماية quot;غير قابلة للاختراق quot; لجميع القادة السياسيين مشيرًا إلى أنهم أيضًا يحتاجون إلى العمل بمسؤولية. كما أنه أكد أن الوزارة ستنشر إرشادات وتوجيهات في هذا الصدد. وقد دعا شيما السياسيين إلى اتصال دائم مع وزارة الشؤون الداخلية لكل إقليم إلى جانب ترجيح الحماية الرسمية على الحماية الشخصية.كما أنه أرشد إلى استخدام الاجتماعات المحلية الصغيرة للحملة الانتخابية بدلا من التجمعات الحاشدة.
على صعيد آخر، أكد وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية الفريق المتقاعد حامد نواز خان أن نواز شريف ومولانا فضل الرحمن بين أهم أهداف الإرهابيين قبل انتخابات 18 شباط/فبراير في حين أشار إلى احتمال استهداف إعجاز الحق النجل الأكبر للجنرال ضياء الحق وزير الشؤون الدينية في الحكومة السابقة وآفتاب أحمد خان شيرباو وزير الداخلية السابق والوزير السابق أمير مقام خان.
وفي السياق نفسه، رفضت أحزاب المعارضة مشورة الداخلية حول أمن السياسيين، وقالت إن ذلك يدل على فشل الحكومة في حماية حياة المواطن العادي. وقد أكد قادة حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة (نواز شريف) لصحيفة ديلي تايمز الباكستانية أن الحكومة قد فشلت في حماية حياة المواطنين على الرغم من إنفاق بلايين الروبيات في مكافحة الإرهاب.
وقال الناطق باسم حزب الشعب فرحة الله بابر أن توفير الأمن من أهم مسؤوليات الحكومة مشيرًا إلى أن عقد اجتماعات ومسيرات من أهم الأمور خلال الحملة الانتخابية، مضيفًا أن مفوضية الانتخابات قد تقدمت بتلك النصيحة من قبل لكن لم يتم العمل بها.
من جهة أخرى أكد راجا ظفر الحق رئيس حزب الرابطة quot; ليست هناك أي ممارسة من هذا النوع في أي دولة ديموقراطية. لا يتقدم أحد بنصائح أمنية إلى القادة السياسيينquot; وأضاف أن اغتيال بينظير بوتو كان بسبب خلل خطير في الترتيبات الأمنية.
ويرى محللون أن نشر تلك التهديدات في الصحافة تهدف إلى تضخيمها. كما أن تصريحات الداخلية قد تكون مبررات لها إذا ما حدث أي مكروه حيث ستقول quot; إننا قد حذرنا بذلك من قبل، لكنكم لم تبالوا بنصحناquot;. وهذا ما قد قيل بعد اغتيال بينظير بوتو إذ سأل الرئيس مشرف الصحافيين quot;إذا برزت بينظير من سيارتها، فهذا خطأ من؟quot; لأن الجالسين في السيارة لم يلحقهم أي ضرر.
على صعيد آخر، فإن تلك التصريحات قد أثارت حفيظة الأوساط السياسية لأن نواز شريف ومولانا فضل الرحمن من أهم الرموز السياسية على الساحة الباكستانية إطلاقا.
والجدير بالذكر أن نواز شريف قد تعرض لهجوم يوم اغتيال بوتو وقد قتل فيه 4 من مؤيديه إلى جانب إصابة 6 آخرين بجروح؛ لكن ذلك الخبر لم يجد موقعا مرموقا في الصحافة المحلية والدولية بسبب اغتيال بوتو في ذلك اليوم نفسه. ومن حسن حظه لم يكن نواز شريف في السيارة التي تعرضت للنيران. وقد وصفت الحكومة ذلك الحادث فيما بعد بـquot; تبادل نيران بين أنصار خصوم سياسيينquot;. في حين تم تقديم رسم تقريبي لمهاجم محتمل إلى مولانا فضل الرحمن.
ففي هذا الوضع ينشأ سؤال مهم هل اغتيال بينظير بوتو كان أول قطرة لأمطار فصل الاغتيالات السياسية في باكستان؟