دبي: اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس ان الرئيس الاميركي جورج بوش الذي انهى جولة في الشرق الاوسط، اخفق في زرع الانقسام بين شعوب المنطقة. وقال احمدي نجاد في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية القطرية ان بوش quot;اراد زرع الانقسام بين شعوب المنطقة، لكن جولته التي كانت موجهة (...) الى المجتمع الاميركي بسبب الانتخابات الرئاسية المقبلة، لم تحقق النتيجة المرجوةquot;.

واضاف quot;انهم (الاميركيون) لم ينجحوا. هذه الجولة تشكل فشلاquot;. وحاول بوش خلال جولته اقناع حلفائه العرب بالتهديد الذي تشكله ايران. وتتهم واشنطن ايران بالسعي الى امتلاك قنبلة نووية تحت ستار برنامج نووي مدني، الامر الذي تنفيه طهران. ولم تستبعد الولايات المتحدة امكان التدخل العسكري ضد الجمهورية الاسلامية. وردا على سؤال عن التهديدات الاميركية لبلاده، اكد الرئيس الايراني ان quot;الشعب الايراني مستعد دوما للدفاع عن حقوقهquot;. واضاف quot;يعلم جيدا جميع المعتدين انهم سيندمونquot;، مقللا من اهمية هذه التهديدات.

وتابع quot;لسنا قلقين. لا نأخذ هذا الامر على محمل الجد. تهدف تصريحات القادة الاميركيين (...) الى اخفاء خسائرهم واخفاقاتهمquot;. وقال احمدي نجاد ايضا ان quot;هذه الجولة شجعت الكيان الصهيوني على ارتكاب جرائم افظع ضد الشعب الفلسطينيquot;، في اشارة الى العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة التي اسفرت منذ الثلاثاء عن اكثر من ثلاثين قتيلا.

ويثير توسع النفوذ الايراني قلق حلفاء واشنطن العرب، لكنهم يخشون ايضا تصاعد المواجهة بين واشنطن وطهران. واعتبر وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح الاربعاء في طهران ان ايران quot;صديقةquot; لبلاده، فيما قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الثلاثاء ان بلاده quot;لا تضمر اي سوء لايرانquot; التي تعتبر quot;دولة مهمة في المنطقةquot;.

إسرائيل لن تجرؤ على quot;الاعتداءquot; على ايران

وقال أحمدي نجاد ان اسرائيل لن تجرؤ على quot;الاعتداءquot; على ايران، وان رد بلاده سيجعل الدولة العبرية quot;تندمquot; على مثل هذا العمل. وقال احمدي نجاد ان quot;الكيان الصهيوني ليست لا جرأة لديه للاعتداء على ايران لانه يعرف ان اي عدوان على الاراضي الايرانية سيستدعي ردا عنيفا وخاطفا.

ان الرد الايراني سيجعله يندمquot; على مثل هذا العمل. وكان الرئيس الايراني يرد على سؤال حول التجربة quot;الناجحةquot; التي اجرتها اسرائيل على صاروخ بالستي بعد ثلاثة ايام من تصريحات لرئيس الوزراء الاسرئيلي ايهود اولمرت قال فيها انه لا يستبعد quot;اي خيارquot; لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي.

واضاف الرئيس الايراني quot;هذا الكيان الصهيوني لا يقبل به اي شعب في المنطقة. لن يحصل على شرعية بالتهديد. انه حفنة من الارهابيين والمجرمين واعداء الانسانيةquot;. واعتبر ان تصريحات اولمرت quot;لن تنقذ الكيان الصهيوني من انهيار لا مفر منهquot;.

البرنامج النووي الايراني قضية سياسية لا أساس قانوني لها

واعتبر الرئيس الايراني الذي تستفيد بلاده من مهلة اقل من شهر لتسوية كل المشاكل العالقة حول برنامجها النووي ان هذه المشكلة quot;قضية سياسية وليس لها اي اساس قانونيquot;. وقال quot;ان هذه القضية سياسية ولا اساس قانونيا لهاquot;.

واضاف quot;ان مجلس الامن الدولي تبنى قرارين على اساس معطيات خاطئة. لقد حان الوقت اليوم لمجلس الامن ان يصحح قراراته ويعترف بالعدالة الدوليةquot;. واكد احمدي نجاد من جهة اخرى ان الانشطة النووية لبلاده quot;كانت شفافة على الدوامquot;. واضاف quot;بدأ تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ البداية. وتراقب الوكالة الذرية انشطتنا رقابة تامة، لكن الادارة الاميركية وبعض الدول الاوروبية لا تريد ان ترى شعبنا يتطورquot;.

وقال ايضا quot;بالنسبة الينا، القضية النووية تمت تسويتها لان الجميع ادركوا انهم كانوا على خطأ. الكل يعرفون اننا تعاونا في الماضي واننا نواصل التعاونquot;. وزار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي اخيرا طهران حيث التقى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد.

وفي ختام هذه الزيارة، اعلنت الوكالة الذرية في 13 كانون الثاني/يناير انها اتفقت مع ايران على مهلة من اربعة اسابيع لتسوية المشاكل العالقة في برنامجها النووي خصوصا بالنسبة الى طابعه العسكري المحتمل. وتطالب الدول الغربية ايران بتعليق انشطة تخصيب اليورانيوم لتثبت بذلك ان برنامجها النووي ذو اغراض سلمية وليس عسكرية.

وترفض ايران ذلك رغم قرارات مجلس الامن الدولي التي تتضمن عقوبات ضدها، متذرعة بان لها حق شرعي بانتاج الطاقة الذرية لاغراض مدنية. ومن المتوقع ان تجتمع مجموعة quot;5+1quot; التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) والمانيا في 22 كانون الثاني/يناير في برلين. وستلي هذا الاجتماع مناقشة في مجلس الامن الدولي حول احتمال فرض عقوبات جديدة على ايران.

اسرائيل تدعو موسكو الى ان تكون quot;حازمةquot; حيال ايران

من جانبها دعت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني روسيا الى quot;التحلي بالحزمquot; حيال برنامج ايران النووي، وذلك في ختام محادثات في موسكو مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف. وقالت ليفني في مؤتمر صحافي ان لدى روسيا واسرائيل quot;تفهما مشتركا هو ان ايران يجب الا تملك اسلحة نوويةquot;.

واضافت quot;نعتبر ان هذا التفهم المتبادل يجب ان ينتقل الى مستوى الاعمال الحقيقيةquot;. واعربت اسرائيل عن قلقها اثر قرار موسكو تزويد الوقود النووي الى محطة بوشهر النووية التي تبنيها موسكو في جنوب ايران، وتسليم طهران صواريخ متطورة. وتتهم اسرائيل والولايات المتحدة ايران بالرغبة في امتلاك السلاح النووي تحت غطاء تطوير برنامجها النووي المدني، وهو ما تنفيه ايران.

وتعتبر الدولة العبرية، القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط بحسب مصادر اجنبية، ايران بمثابة عدوها الرئيسي الاستراتيجي. ودعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى quot;شطب اسرائيل عن الخارطةquot;. ووعد لافروف باعتماد quot;الحزمquot; حيال ايران، مضيفا في الوقت نفسه ان روسيا تؤيد حلا دبلوماسيا للخلاف حول النووي.

وقال quot;لا بديلا معقولاquot; من ذلك. وسيلتقي لافروف الثلاثاء في برلين نظراءه في مجموعة الدول الست التي تبحث البرنامج النووي الايراني (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا والمانيا) لمناقشة تشديد العقوبات على ايران.