quot;الجيش هو المستهدف الرئيس من تأجيج الشارعquot;
ما الذي إختلف بين 23 كانون الثاني 2007 واليوم؟

ريما زهار من بيروت: الأحداث التي جرت منذ يومين في نفق سليم سلام والتي إمتدت إلى مناطق أخرى تعيد إلى ذاكرة اللبنانيين أحداث 23 و 25 كانون الثاني من العام الماضي، فهل ما يشهده لبنان اليوم مؤشر على امتداد الفتنة، من يضبط الشارع اليوم، وهل عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يزيد من تأجيج الشارع، من المستفيد الأول من هذه الأزمات في لبنان؟ وهل نحن أمام حرب اهلية جديدة، وما هو الدور المنتظر من مختلف الأفرقاء لضبط الشارع، كذلك ما هو دور الجيش اللبناني اليوم في حسم الأمور الأمنية؟ يقول النائب السابق تمام سلام لإيلاف في تقييمه لأحداث نفق سليم سلام إنه يضعها في خانة تردي الاوضاع العامة، وهكذا أعمال تنذر بأوضاع غير مريحة في البلد وقد تتكرر وتتفاقم، وهذا جزء لا يتجزأ مما وصلنا إليه من عجز داخلي في مواجهتنا للاستحقاقات وأبرزها استحقاق رئاسة الجمهورية.

ولدى سؤاله بعد عام على أحداث 23 و25 كانون الثاني هل أحداث أول من امس مؤشر على عودة الفتنة في لبنان؟ يجيب سلام: quot;ليس بالضرورة ان تكون مؤشرًا لفتنة ما ولكن من الواضح أنها مؤشر لأوضاع مزعجة ومضرة بالمصلحة العامة وبوضعنا ككل في لبنان، نعم منذ عام حصل أمر شبيه بذلك ولكن اخذ بعدًا مذهبيًا وطائفيًا وكاد يؤدي الى كارثة لولا تدارك المسؤولين والقيادات لخطورة هذا البعد، اما اليوم فبإعتقادي وتأسيسًا على وعي القيادات الى مخاطر اي بعد طائفي او مذهبي، فلا أظن أن الأمور ستصل إلى هذا الحد.

وردًا على سؤال من يضبط الشارع اليوم؟ يجيب سلام:quot;القيادات التي تؤججه وتحرضه هي نفسها التي تضبطه وتوقفه عند حد معين، وعندما تريد القيادات أن تضبط الشارع عليها ان تتخذ مواقف معتدلة، وعندما تريد ان تؤجج الشارع تكفي كلمة او كلمتين فيتفاعل الشارع، ومصدر القلق من القيادات وليس من الشارع.

ولدى سؤاله هل عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يؤجج الشارع، يجيب سلام: quot;طبعًا عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في هذه المرحلة هو مزيد من العجز في الاستحقاقات الاخرى، واذا تأجل هذا الموضوع وكما هو ظاهر اليوم فبالتالي لا بد ان ينتج عن ذلك سلبيات ومن ابرزها الاوضاع المتردية وغير المستقرة في البلد، اما من المستفيد من تأجيج الشارع فيجيب سلام المستفيد الاول هو كل من يريد الضرر بهذا البلد وكل من لا يريد ان يكون للبنان مستقبلاً وأمنًا جديدين، والقوة والتي تستفيد من وضع سيئ هي عديدة وليست محصورة بجهة او مرجعية سياسية معنية.

هل نحن امام حرب اهلية جديدة، يقول سلام:quot;ان مقومات الحرب الاهلية تتطلب ان يكون هناك فريقان على الاقل يتواجهان بشكل متكافئ سلبيًا لتأجيج حرب اهلية، وهذا الامر على مستوى الارض اي التسلح والتجهيز العسكري غير متوافر اليوم، فجهة واحدة عندها الامكانات العسكرية واذا لم تقابلها جهة أخرى فلن نصل الى حرب أهلية.

اما الدور المنتظر من مختلف الافرقاء لضبط الشارع فهو التوصل الى مخارج للازمة السياسية التي نحن فيها وان هذه الازمة التي وصلنا اليها لنا حصة كبيرة فيها، ولكن ايضًا للاعتبارات الاقليمية الحصة الاكبر، ويمكن ان اقول انه في الاسابيع الماضية اصبح ذلك اكثر وضوحًا بأن النزاع في المنطقة بين قوى اساسية تنعكس عندنا بشكل مباشر، كما ان اي اتفاق بين تلك القوي جدي وعميق سينعكس ايجابيًا علينا.
اما ما هو دور الجيش اليوم في حسم الخلافات والصدامات في الشارع فيقول سلام: quot;ان مؤسسة الجيش تمكنت من الحياز على الكثير من الصدقية والقوة خصوصًا بعد ما حصل في نهر البارد والشهداء الذين قدمتهم تلك المؤسسة ولكن لا ننسى انه على الرغم من ذلك، فإن تلك المؤسسة هي من هذا البلد ومن هؤلاء الناس، واذا حصل انهيارًا على مستوى الشعب فلا يمكن ابقاء المؤسسة العسكرية بمنأى عن ذلك.

سعيد

بدوره تحدث النائب السابق الدكتور فارس سعيد لإيلاف، وأعلن انه بدا واضحًا منذ خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأنه ربط الازمة الداخلية اللبنانية بأزمة المنطقة من خلال ارتباطه الوثيق بالمحور السوري الايراني، والصراع اليوم في لبنان هو حول طبيعة الدولة وليس ادارتها، وليس صراعًا حول من يدير دولة لبنان واذا كان هناك حصة لهذا الفريق او ذاك، الصراع حول موقع لبنان في هذا المشهد المعطَّل، ومن هنا نرى الجامعة العربية ومن جهة هناك المحور السوري الايراني، وقد ربط نصرالله الوضع الداخلي في لبنان بالمحور السوري الايراني وتندرج الاحداث التي حصلت البارحة امام نفق سليم سلام والاحداث التي تحضر في المناطق المسيحية ضمن هذا السياق.

ويضيف سعيد: quot;الفرق بين 23 كانون الثاني من العام الماضي واليوم انه في الماضي كان الاستهداف حكومة فؤاد السنيورة وفريق 14 آذار اما الحالي فإن الاستهداف مزدوج تجاه فريق 14 آذار من جهة وتجاه الجيش اللبناني من جهة اخرى، فيريدون من خلال هذه الاحداث وضع قيادة الجيش اللبناني بقيادة العماد ميشال سليمان الذي هو المرشح التوافقي لجميع اللبنانيين في خانة الاحراج، اذا تدخّل في منع الفتنة سيُتهم بانه مع فريق ضد آخر واذا لم يتدخل سيتهم بالتقصير.

ويتابع سعيد ان من يضبط الشارع اليوم هو التوازنات السياسية وتوازن الرعب والجيش اللبناني وعدم وجود قرار لدى 14 آذار بالانجرار وراء الفتنة التي تفرض عليه من قبل 8 آذار وبالتحديد من قبل فريق حزب الله.

ويعتبر سعيد أن الفراغ السياسي في لبنان يفسح في المجال الى مزيد من التعقيدات الامنية على مستوى الشارع اللبناني من هنا نناشد الجميع بالاسراع فورًا بانتخاب رئيس للجمهورية وهو العماد سليمان طبقًا لما جرى في البند الاول الذي صدر عن وزراء الخارجية العرب وموضوع الحكومة والانتخابات يبحث داخل مؤسسات الدولة وفقًا للآليات الدستورية التي نص عليها اتفاق الطائف، وهم رفضوا المبادرة العربية وهم اليوم في مواجهة الجامعة العربية وليس 14 آذار لأنها سهلت بكل ما لديها من وسائل عملية انتخاب العماد سليمان.

واعتقد اليوم انتخاب سليمان يضبط الشارع اللبناني. اما المستفيد من تأجيج الشارع فيعتبر سعيد انه المحور السوري الايراني الذي لم يلقَ من خلال مناسبة انتخاب رئيس للجمهورية اي وسيلة لتسوية الاوضاع العالقة بينه وبين المجتمع الدولي.

ويقول سعيد إن لا حرب اهلية في لبنان، لانه لا يوجد قرار سياسي في هذا الموضوع انما تشنجات امنية قد تؤدي الى مزيد من الاغتيالات والاضطرابات، لكنها لن تؤدي الى حرب اهلية. ويتابع سعيد يجب العودة الى المشروع اللبناني والاتفاق على طبيعة دور لبنان في عملية الصراع العربي الاسرائيلي من المغامرة بمكان ان يكون لبنان البلد الوحيد في العالم العربي والاسلامي الذي من خلاله تواجه اسرائيل ومن الحكمة ان يكون لبنان جزءًا من استراتيجية دفاعية عربية وليست ايرانية لحل الازمة وطبيعة الصراع العربي الاسرائيلي.

ويؤكد سعيد ان الجيش اللبناني سيأخذ كل التدابير اللازمة من اجل منع الفتنة في لبنان وهذا الجيش بقيادته الحالية يجب ان يتولى السلطة وفقًا للاصول الدستورية بأسرع وقت ممكن لتلافي التشنجات الداخلية، والامن اليوم هو سياسي بإمتياز ويبدأ من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية خصوصًا بعدما توافق اللبنانيون على اسمه وهو ميشال سليمان.