فالح الحمراني من موسكو -وكالات:

أظهر إستطلاع للرأي العام أن دميتري ميدفيديف المرشح الأوفر حظًا للفوز بالرئاسة في روسيا يحظى بتأييد 82 في المئة من الناخبين، وذلك قبل ستة أسابيع من الذهاب الى صناديق الإقتراع. وشهد ميدفيديف النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي الذي أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أنه مرشحه المفضل في انتخابات الثاني من مارس/آذار تزايد شعبيته ثلاث نقاط مئوية منذ ديسمبر/كانون الاول، وذلك وفق نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة ليفادا المستقلة. وأظهرت الأرقام أن ميدفيديف سجل زيادة في شعبيته أكبر حتى مما أسفر عنه استطلاع منفصل نُشر اليوم السابق وأعطي ميدفيديف نسبة تأييد قدرها 60 في المئة بين الناخبين.

وفي استطلاع ليفادا جاء زعيم الحزب الشيوعي جينادي زيوجانوف في المركز الثاني بنسبة تأييد تسعة في المئة دونما تغير عن استطلاع ديسمبر. وحل السياسي القومي فلاديمير جيرونوفسكي في المركز الثالث بنصيب ثمانية في المئة منخفضًا واحدًا في المئة عن الاستطلاع السابق.

موسكو تحذر اوكرانيا من الانضمام للناتو

وعلى صعيد آخر،قالت موسكو إن خطط اوكرانيا بالانضمام إلى حلف الناتو تنطوى على تداعيات وخيمة بالنسبة إلى العلاقات بين البلدين. وفي الوقت الذي اشار فيه بيان للخارجية الروسية بهذا الصدد الى حق كل دولة باختيار طريقها لضمان امنها الوطني، لكنه حذر من quot; ان التوسع الراديكالي الجديد للناتو يمكن ان يؤدي الى تطور عسكري وسياسي خطر سيمس حتمًا امن روسياquot;. واعاد البيان الاذهان الى quot;تعهد البلدين في معاهدة الصداقة والتعاون والشراكة الموقعة بينهما عام 1997 قيام علاقاتهما على مبادئ الشراكة الاستراتيجية وعدم المشاركة او دعم اي شكل من اشكال الفعاليات التي يمكن ان تلحق الضرر بأمن الطرف الاخرquot;. وان انضمام اوكرانيا للحلف تخرج عن نطاق هذه الالتزامات.

ويرى مراقبون ان روسيا ستتخذ عدة اجراءات في حال اعلان انضمام اوكرانيا للناتو من بينهما انسحاب روسيا من معاهدة تقييد الاسلحة باوروبا. ووقف التعاون العسكري/ التقني مع اوكرانيا والانسحاب من معاهدة الصداقة الموقعة بين البلدين وحتى مطالبة روسيا اوكرانيا باستعادة الاراضي الروسية، لا سيما شبه جزيرة القرم ذات الغالبية الروسية.

وحذرت روسيا من تداعيات انضمام اوكرانيا للناتو على العلاقات بين البلدين السلافيين. وقالت مصادر مطلعة ان روسيا تتخوف من سير التطورات وفق اسوأ السيناريوهات، بما في ذلك ظهور قواعد الناتو في مناطق كارباتيا والقرم ودونباس ذات الاهمية الاستراتيجية. وتقول المصادر الروسية ان الناتو يعد منذ زمن طويل لمثل هذا التطور، معيدة الاذهان الى المناورات التي اجرتها اوكرانيا مع الناتو في تلك المناطق، وزيارة فطعات اسطول دول الناتو لميناء سيفاستوبل حيث يرابط اسطول البحر الاسود الروسي. وتشير الدلائل الى ان موسكو تأخذ بالحسبان تلك التطورات فأوقفا التعاون العسكري التقني مع كييف، ورفضت تمديد فترة تأجير رادارين للانذار المبكر عن الضربات الصاروخية، من رابطة في اوكرانيا.


وكانت مصادر مطلعة قد ذكرت ان رؤساء فروع السلطة الثلاثة في اوكرانيا: الرئيس فيكتور يوشينكو ورئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو ورئيس البرلمان ارسيني ياتسينوك بصدد تقديم طلب لاعضاء حلف الناتو للنظر بالانضمام الجمهورية للاطلسي. ويرى زعماء الثورة البرتقالية الذين عادوا للسلطة بثقل جديد الان، ان الموافقة على انضمام اوكرانيا للناتو ينبغي ان تتم في الربيع المقبل خلال انعقاد قمة الاطلسي في العاصمة الرومانية بوخارست. ويعرب غالبية المراقبين عن القناعة بأن رد بروكسل وواشنطن على الطلب سيكون ايجابيا، مشيرون الى ان قيادة الناتو تؤيد منذ زمن بعيد التفاعل الوثيق مع كييف في المجال العسكري، لما يلحق الضرر بالمصالح الروسية.

ونُقل عن الرئيس فيكور يوشينكو قوله ان ادراج اوكرانيا ضمن المشاركين في برنامج التحضير للحصول على العضوية في الناتو سيُتيح الفرصة لشروع اوساط الرأي العام الاوكراني بمناقشة هذه القضية. وبالتالي اجراء استفتاء عام حول حصول اوكرانيا على عضوية الحلف الكاملة. وتراهن القيادة الاوكرانية على ان ادراج الجمهورية ضمن المرشحين للانضمام للناتو سيتيح لكييف على مستوى رسمي الشروع بعملية دعائية واسعة تشرح خلالها للمواطنين quot; المنافعquot; التي ستعود على اوكرانيا من عضويتها في الاطلسي. وكانت استطلاعات للراي العام قد اشارت الى تزايد نسبة الرافضين للانضمام اوكرانيا للاطلسي وبلغت 60% من مجموع سكان الجمهورية.