موسكو: أزال إعلان ترشيح دميتري ميدفيديف لخلافة الرئيس بوتين المنتهية مدة ولايته نبرة العداء من لغة التخاطب بين روسيا والعالم الغربي إذا استثنينا ما تبادلته روسيا وانجلترا من بيانات قوية مؤخرا. فلقد أوقف مناوئو روسيا في العالم الغربي هجماتهم على روسيا بينما توجهت دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي - بلغاريا واليونان والمجر - للدخول في حلف مع روسيا في مجال الطاقة.

ورأوا في العالم الغربي أن روسيا بصدد تحقيق التصالح مع الغرب من خلال ترشيح ميدفيديف لخلافة بوتين.

ويبدو وكأن الغرب يريد أن يعطي ميدفيديف الذي يعتبر شخصية سياسية ليبرالية، فرصة لإقامة شراكة إستراتيجية جديدة مع عواصم العالم الغربي.

وتبين من تحليل تطورات الوضع الدولي في الفترة الأخيرة أن هذه التطورات كانت مواتية لروسيا، حيث عدلت الولايات المتحدة عن قصف إيران بالقنابل والصواريخ بعد أن أثبتت المخابرات الأمريكية أن إيران لم تعد تعمل في اتجاه صنع السلاح النووي. وأُسقطت مسألة الدفاع الصاروخي في وسط أوروبا والتي عكرت صفوة العلاقات بين روسيا والغرب من أجندة البحث - غالب الظن - لأن الحكومة البولندية الجديدة لا تريد الشجار مع موسكو بينما لا يريد البرلمان الأمريكي تمويل لعبة عسكرية مشبوهة. ولم تعط أوروبا ردا على طموح أوكرانيا وجورجيا للانتساب الفوري إلى عضوية حلف شمال الأطلسي حتى الآن.

ويفهم من تصريحات ميدفيديف أن الرئيس الروسي الجديد سيركز على الجوانب quot;البيئيةquot; في سياسته الخارجية الأمر الذي قد يمكنه من التقرب إلى الغرب عامة وأوروبا خاصة لأن المحافظة على سلامة البيئة ستكون محور السياسة الأوروبية في المرحلة القادمة.