صنعاء: أجلت الشعبة الاستئنافية الجزائية المتخصصة قضية المتهمين السبعة بتشكيل عصابة مسلحة ونهب الممتلكات إلى الأسبوع القادم ، لتمكين النيابة من الرد على دفوع محامي المتهمين . وألزمت المحكمة في جلستها المنعقدة اليوم برئاسة القاضي محمد الحكيمي النيابة بالنزول الميداني إلى إدارة السجن المركزي للتحقق فيما جاء في دفع والد المتهم الأول عصام حسين صالح المونسي أن ابنه تعرض للتعذيب بالحبس الانفرادي وإرغامه على تناول عقاقير مضره بصحته ، وتقديم تقرير عن حالته الصحية وطبيعة الأدوية التي تقدم له .

وفي الجلسة قدم محامو بعض المتهمين ردودهم على استئناف النيابة وطالبوا بالإفراج عن موكليهم ، فيما طالب بعض المتهمين من المحكمة التخاطب مع نقابة المحامين لتعيين محامين للترافع عنهم كونهم معسرين .

وكانت المحكمة الابتدائية قضت في أغسطس 2007 بحبس المدانين الأول عصام المونسي ، والمتهم الثالث جهاد عبدالمؤمن الجراش ، والرابع عبدالحكيم ناصر على شداد مدة ثلاثة سنوات ، فيما قضت بحسب المتهم الخامس محمد شايف محمد القدح ، والسادس محمد احمد الطيار ، والسابع سام سعد على سويد ، بسجن لمدة سنتين ، وإنهاء إجراءات الدعوى في مواجهة المتهم الثاني عبدالوهاب صالح صالح المطري لسبق صدور حكم في حقه من محكمة اخرى غير قابل لطعن .

وفي قضية المتهمين بقتل المواطن السعودي(محمد ناصر عبدالله السبعي) في مكة المكرمة أقرت المحكمة في جلستها المنعقدة اليوم تأجيل القضية إلى 11 فبراير الجاري لتمكين المتهمين محمد حسين محمد اليزيدي وفضل حسين محمد اليزيدي من الرد على عريضة استئناف أولياء الدم ، وتنصيب محامي عنهما .

وكانت المحكمة الابتدائية أصدرت حكما في يونيو الماضي قضي بحبس المدان فضل اليزيدي لمدة عشر سنوات بدء من تاريخ القبض عليه ، والمدان محمد اليزيدي سبع سنوات ، وإلزام المدانين بدفع دية لأولياء الدم قدرها 700 ألف ريال يمني .

شاب سعودي ينجو من القصاص بعد تنازل والد شاب يمني قتيل

إلى ذلك اختلطت الدموع ببسمات الفرح لدى أسرة الشاب السعودي مطر علي محمد القرني 20عاماً في لحظة عتق رقبته من حد السيف عندما، أعلن المواطن اليمني أحمد دولة تنازله عن القصاص من قاتل ابنه محمد أحمد دولة في محكمة تبوك الكبرى طالباً الأجر من الله سبحانه وتعالى مجسداً بهذا العفو قوة ومتانة العلاقات الأخوية التي تربط الدولتين والشعبين الشقيقين.

وتعود تفاصيل الحادث إلى ما قبل ثلاث سنوات حيث نتيج عن مشاجرة بين الجاني والمجني عليه، إقدام الشاب السعودي مطر علي محمد القرني على قتل الشاب اليمني محمد أحمد دولة بطعنه بسكين اثر خلاف نشب بينهما في بلدة العينة بربوع الفائجة بالعرضية الشمالية شرقي محافظة القنفذة, ما أدى إلى وفاة الشاب اليمني .

وخلال التحقيق مع الجاني، اعترف بجريمته وصدقت أقواله وصدر الحكم الشرعي بقطع عنق الجاني مطر القرني قصاصاً لقتله الشاب اليمني محمد احمد دولة. وتسلم ذوو القتيل جثمان ابنهم ودفنوه، لتبدأ المفاوضات لتقريب وجهات النظر ولكن والد القتيل كان مصراً على عدم التنازل بعد ان أرسل اليهم ذوو القاتل أشخاصا من بني جلدتهم ولكن لم تسفر تلك المفاوضات عن شيء.

وفي آخر جلسة للمحاكمة والتي حضرها والد القتيل، صدر الحكم بالقصاص، ورغم توسل أسرة الجاني ومقيمين يمنيين إلا أن والد المجني عليه رفض التنازل و ظل مصراً على القصاص الشرعي،وبعد أدائه فريضة الحج، وعودته لليمن ظل وسطاء الخير مهتمين بالقضية ويتوافدون عليه بمافيهم مجموعة من أقاربه في اليمن, الذين سعوا للتنازل عن القصاص إنطلاقا من عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين اليمني والسعودي.

وأخيرا أعلن المواطن اليمني أحمد دولة تنازله عن القصاص من قاتل ابنه محمد أحمد دولة في محكمة تبوك الكبرى لدى رئيس المحاكم الشيخ عبدالعزيز الحميد طالباً الأجر من الله سبحانه وتعالى مجسداً بهذا العفو قوة ومتانة العلاقات الأخوية التي تربط الدولتين والشعبين الشقيقين،وقوبل العفو بالتصفيق الحار ومشاعر الابتهاج من المواطنين السعوديين وخصوصا ذوي القاتل، الذين أعلنوا في المقابل دفع دية المجنية عليه لوالد القتيل بمبلغ قدره 500ألف ريال سعودي .

وفور إعلان العفو تعالت صيحات الفرح ونوبات البكاء العارمة لدى أهل الجاني سيما والديه الذين استقبلا الخبر بدموع الفرح وعمت الفرحة قرية العينة وبلاد بن بحير عامة في بلقرن بالعرضيتين.
وأعرب الشيخ موسى مبارك القرني شيخ قبيلة بني بحير الوهوب السعودية في حديث نشرته صحيفة الرياض السعودية عن شكره العميق لوالد القتيل واسرته.

ويقول نائبه ابنه حربان موسى القرني لا تسعنا الفرحة بعتق رقبة الابن مطر.. سائلاً الله ان يرحم القتيل، مثمنا لوالده احمد علي دولة مبادرته الانسانية الرائعة بالتنازل . وقال محمد موسى القرني: اتقدم بالشكر لله أولا ثم للعم أحمد علي دولة على تنازله عن مطر القرني وكافة أفراد الأسرة وكذلك لأهل الخير .

والد المعفى عنه المسن علي محمد القرني شكر والد القتيل على تنازله عن ابنه وعتق رقبته من حد السيف، وسأل الله ان يكتب له الأجر ويسكن الفقيد فسيح جناته . وعن السنوات الماضية يحكي القرني فيقول كانت سنوات عصيبة لم أذق فيها طعم الراحة لا أنا ولا والدته وعند تلقي خبر العفو لم تسعنا الفرحة فوالدته وقعت مغمياً عليها وعمت منزلنا الفرحة وجيراننا وكل قبيلة بني بحير في الفائجة بالعرضية الشمالية .

وقال : ننتظر بفارغ الصبر لحظات استقبال ابننا لدى عودته من سجون القنفذة ليعود للحياة من جديد بفضل من الله ثم بفضل والد القتيل المواطن اليمني أحمد دولة وجهود أهل الخير من الطرفين .