فيينا: جددت وزيرة الخارجية النمساوية أرسولا بلاسنك الالتزام الأوروبي بضرورة أن يتمتع لبنان بسيادته الكاملة على جميع أراضيه. وقالت الوزيرة بلاسنك، في بيان صحافي وزعته الخارجية النمساوية اليوم الثلاثاء في نهاية زيارتها للعاصمة اللبنانية بيروت، إنها أكدت على هذا الموقف الأوروبي الغربي أمام رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة خلال لقائها معه بمكتبه في السراي الحكومي في بيروت، وشدّدت على القول بان quot;حل الأزمة الداخلية القائمة في لبنان ينبغي أن ينبثق من إرادة اللبنانيين أنفسهم على اختلاف ميولهم السياسية وانتماءاتهم الدينيةquot;، حسب البيان.

وأعربت الوزيرة بلاسنك عن اعتقادها القوي بأن quot;غالبية الدول الأوروبية والغربية على قناعة تامة بإمكانية إيجاد ممثلي الشعب اللبناني القوة أو الوسيلة للتوصل إلى اتفاق حول صيغة الحل للازمة السياسة القائمة في لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق اميل لحود في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضيquot;، وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم خطة الحل التي اقترحها الأمين العام لجامعة الدول العربية من أجل التوصل إلى حل توافقي لتسوية الأزمة السياسية في لبنان.

واستناداً إلى مصادر دبلوماسية نمساوية، فإن الهدف الرئيسي لزيارة الوزيرة بلاسنك إلى بيروت هو تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي بموقفه الثابت تجاه الشرق الأوسط. وكان المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، بالإضافة إلى وزير الخارجية الفرنسي كوشنير والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قاموا خلال الأسابيع الماضية بزيارات مكوكية إلى بيروت والتقوا مع عدد كبير من كبار المسؤولين وقادة الاحزاب والقوى السياسية الموالية للحكومة اللبنانية والمعارضة لها، ولكنهم لم يتمكنوا من احراز التقدم المنشود.

وجدير بالذكر ان بيروت كانت المحطة الأولى في إطار جولة تقوم بها الوزيرة بلاسنك إلى أربع دول في الشرق الاوسط هي لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية وسورية، وتشمل عقد سلسلة مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين في الدول الأربع حول التطورات الراهنة في الشرق الأوسط وتقييم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام على كافة المسارات بين إسرائيل والدول العربية المجاورة.

ومن المقرر أن تجري وزيرة الخارجية النمساوية التي وصلت اليوم إلى تل أبيب مباحثات مع نظيرتها الإسرائيلية تزيبي ليفني تتركز حول مجمل التطورات الراهنة في الأراضي الفلسطينية، قبل أن تنتقل إلى رام الله للاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض. أما في دمشق، وهي المحطة الأخيرة لوزيرة الخارجية النمساوية (8/9 شباط/فبراير) فستجتمع بلاسنك مع الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم والمفتي سورية الشيخ أحمد بدر حسون.

ومعروف أن النمسا تدعم موقف الاتحاد الأوروبي لتسوية القضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي من خلال الالتزام بتطبيق quot;معادلة الأرض مقابل السلامquot;، ومبادرة quot;خريطة الطريقquot; باشراف اللجنة الرباعية الدولية المؤلفة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، والتي تقرّ إنشاء دولة فلسطينية مستقلة تعيش بامن وسلام جنباً إلى جنب إسرائيل، وتسوية بقية المسائل العالقة وفي طليعتها عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم عن طريق المفاوضات في مرحلة لاحقة.