كابول: أخبر ناطق مزعوم باسم طالبان وسائل الإعلام أن قائد الحركة الهارب، الملا محمد عمر مجاهد، أمر مقاتليه بالتوقف عن قطع رؤوس المتهمين بالجاسوسية لصالح حكومة الرئيس حامد كرزاي والقوات الدولية وإعدامهم، بدلاً عن ذلك، بالرصاص أو الشنق.

وجاءت هذه الخطوة بعد الانتقادات الشديدة التي واجهتها طالبان سواء في الأوساط الداخلية أو الخارجية لاعتمادها قطع الرؤوس كطريقة للإعدام.

وقد قام مقاتلو طالبان بنشر العديد من المشاهد المصورة لأشخاص أثناء قطع رؤوسهم أو خلال تعرضهم لأشكال قاسية من التعذيب الجسدي، وذلك في محاولة منهم لزرع الرعب بين الناس الذين يدعمون الحكومة الأفغانية وحلفاءها الدوليين أو يعملون لصالحهم.

وكانت اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الحقوقية الدولية قد اتهمت مقاتلي طالبان مراراً باستهداف المدنيين وخرق القانون الإنساني الدولي.

quot;لا مزيد من قطع الرؤوسquot;

وقال ذبيح الله مجاهد، الذي يزعم بأنه ناطق باسم طالبان في مكالمة هاتفية من موقع غير معروف أن quot;أوامر الملا عمر تصبح نافذة فوراً وستتوقف طالبان عن القيام بالمزيد من عمليات قطع الرؤوسquot;. وأفادت وكالة الأنباء الأفغانية (باجووك) أن مقاتلي طالبان قاموا بقطع رؤوس 100 شخص تقريباً بتهمة التجسس خلال الأشهر الإثني عشر الماضية.

كما صرحت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان صحفي في 30 يناير/كانون الثاني أن أربعة موظفين في شركة بناء محلية تعرضوا للاختطاف ثم قُطعت رؤوسهم من قبل مسلحين تابعين لطالبان في إقليم نورستان، شرق أفغانستان خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير/كانون الثاني.

وفي السياق نفسه، أفادت الحكومة الأفغانية والأمم المتحدة أن الآلاف من الأشخاص، من بينهم العديد من المدنيين، لقوا حتفهم في هجمات انتحارية وتفجيرات على الطرقات وغيرها من أعمال العنف خلال عام 2007.

جرائم حرب

ويعتبر قتل الأشخاص غير المقاتلين عمداً بتهمة التجسس أو الخيانة وبدون محاكمة عادلة جريمة من جرائم الحرب لا يمكن تبريرها بتغيير طريقة الإعدام، حسب فريد حميدي، العضو في اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنساني في كابول. وأشار حميدي إلى أن quot;الحق في الحياة هو جزء لا يتجزأ من الدستور الأفغاني ولا أحد يستطيع إنكار هذا الحق دون سبب مشروع وقانونيquot;. وأضاف أن quot;الشريعة أيضاً تُحرِّم القتل غير القانوني للمدنيينquot;.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)