كابول، وكالات: وصل وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ونظيرته الأميركية كوندوليزا رايس الخميس إلى قاعدة قندهار الجوية جنوب أفغانستان الواقعة في قلب منطقة تمرد طالبان. وكان ميليباند ورايس وصلا إلى كابول الخميس في زيارة مفاجئة لافغانستان. وقالت رايس للصحافيين الذين رافقوها الى كابول quot;بصراحة آمل في مساهمات اكبر بالقواتquot; من قبل دول التحالف. واضافت quot;نحتاج الى مساهمة اكبر في القوات من جانب افغانستان ايضاquot;.

ويعقد وزراء الدفاع في حلف شمال الاطلسي الخميس والجمعة اجتماعا في فيلنيوس في محاولة لاستعادة التلاحم بشأن افغانستان، بينما تعزز الولايات المتحدة ضغوطها ليزيد حلفاؤها مساهمتهم في القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) لمواجهة تمرد حركة طالبان. وتضم هذه القوة حوالى 42 الف رجل من 39 بلدا. وردا على سؤال حول ما يمكن ان يحصل اذا لم ترسل الدول الاخرى في الحلف تعزيزات، قالت رايس quot;في كل الاحوال، ستشهدون مزيدا من المساهمات في القواتquot;. واضافت ان quot;المشكلة هي التأكد من انها القوات المناسبة في المكان المناسبquot;. وتابعت رايس ان quot;ما نحتاج اليه ليس عددا هائلا من الجنود بل مساهمة في الجهد الذي يمكن للحلف الاطلسي تقديمهquot;. واوضحت ان وزير الدفاع روبرت غيتس سيسعى لتحديد حجم التعزيزات المطلوبة خلال اجتماع فيلنيوس. من جهته، قال ميليباند ان جهود الاسرة الدولية من اجل احلال الاستقرار في افغانستان تدخل quot;مرحلة جديدةquot; ستجمع بين العمليات العسكرية وتحركات اخرى على الصعيد السياسي والتنموي.

تحذير

وحذر وزير الدفاع الأمريكي، روبرت جايتس، من أن مستقبل حلف شمال الأطلسي قد يكون في خطر بسبب اختلاف الأعضاء بشأن الوضع في أفغانستان، ومن ثم قد ينقسم الحلف إلى جناحين. وقال جايتس إن رغبة الدول المشاركة في أعمال القتال في أفغانستان ستختفي إذا لم يتم تقاسم عبء جهود مكافحة التمرد في أفغانستان. ويُشار إلى أن القوات الأمريكية والبريطانية والكندية والهولندية هي التي تقوم بمعظم العمليات القتالية في منطقة جنوب أفغانستان غير المستقرة. وتأتي تعليقات جايتس بعد إعلان ألمانيا أنها سترسل 200 جندي إضافي إلى شمالي أفغانستان. وقال وزير الدفاع الألماني، فرانز جوزيف جانج إن قوة تدخل سريع سترسل إلى مزار الشريف خلال الشهور القليلة المقبلة لكن يمكن نشرها في مناطق أخرى في حال الطوارئ.

وكانت الحكومة الأميركية قد أرسلت الأسبوع الماضي رسائل إلى الدول الأوربية تدعوها إلى إرسال جنود إلى جنوب أفغانستان. لكن وزير الدفاع الألماني قال، الأربعاء، رادا على الدعوة الأميركية quot; أعتقد أنه سيكون خطأ كبيرا لو أننا نقلنا مسؤوليتنا من الشمال إلى الجنوبquot;. لكن جايتس قال أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأميركي إنه سيواصل إثارة هذه المسألة خلال الاجتماع غير الرسمي لوزراء دفاع الناتو في فيلنيوس، عاصمة دولة ليثوانيا الخميس. وأضاف quot; أشعر بالقلق الكبير بسبب تحول الناتو إلى حلف يتألف من جناحين إذ هناك حلفاء مستعدون للقتال والموت لحماية أمن الشعوب وحلفاء آخرون غير مستعدين للقتال والموتquot;. وتابع جايتس quot;أعتقد أن (هذا الوضع) يلقي بظلال من الغموض على مستقبل هذا الحلف في حال استمر ذلك، وربما يسوء الوضعquot;.

انقسام

ووافق جايتس مؤخرا على مضض على إرسال 3200 من أفراد المارينز إلى أفغانستان بعدما كان ألمح في وقت سابق إلى ضرورة أن يوفر أعضاء آخرون في الناتو القوات الإضافية المطلوبة. وأرسلت الدول الست والعشرون الأعضاء في الناتو جنودا إلى أفغانستان في إطار قوة إيساف لكن بعض الدول من بينها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وتركيا وإيطاليا رفضت إرسال أعداد مهمة من قواتها إلى الجنوب للاشتراك في العمليات القتالية ضد طالبان. وأدى موقف هذه الدول إلى تصدع بينها وبين الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وهولندا والدنمرك ورومانيا التي تحملت العبء الأكبر من جهود مكافحة التمرد خلال السنوات الماضية.

وكانت كندا أحدث دولة تحذر من أنها قد تضطر إلى سحب جنودها البالغ عددهم 2500 جندي في حال لم يرسل الحلفاء تعزيزات إضافية إلى إقليم قندهار. ووجد تحذير كندا بسحب قواتها من أفغانستان صدى له في تصريحات وزيرة الخارجية الأميريكية، كوندوليزا رايس، عند لقائها الأربعاء في لندن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون ووزير الخارجية ديفيد ميليباند. وقالت رايس إن quot;الحلف يواجه اختبارا حقيقيا هنا.. وهو اختبار يعكس مدى قوة هذا الحلفquot;. وأضافت رايس أن على الدول المعنية أن تفهم أن قوة إيساف لم تكن قوة لحفظ السلام في أفغانستان ولكنها قوة لمحاربة متمردي طالبان. وكان براون قد قال في وقت سابق في مجلس العموم البريطانية quot;ما نتطلع إليه هو أن يتحلى حلفاؤنا بتصميم لضمان اقتسام الأعباء في أفغانستان بإنصافquot;.


الرئاسة الافغانية تعتبر ان التخلي عن افغانستان سيكون quot;خطأ كارثياquot;

من جانبهاصرحت الرئاسة الافغانية الخميس ان انسحاب القوات الدولية من افغانستان سيكون quot;خطأ كارثياquot; في وقت تقوم فيه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني ديفيد ميليباند بزيارة مفاجئة الى كابول. وقال الناطق باسم الرئاسية همايون حميد زاده ان quot;التخلي عن افغانستان سيكون خطأ كارثيا وعواقب عدم انجاز ما تم البدء به هنا ستكون كارثية على المنطقة والعالم وشهدنا اولى بوادر ذلك مع احداث 11 ايلول/سبتمبرquot; عام 2001.

لكن حميد زاده عبر عن تفاؤله قائلا ان quot;حلف شمال الاطلسي منظمة كبيرة تتولى المهمة الافغانية. من الطبيعي ان تكون لدى الشركاء في هذه المهمة اراء مختلفة حول مسائل تكتيكية لكنها في نهاية المطاف ملتزمة حيال افغانستانquot;.

واضاف quot;ذلك هو مفهومنا كحكومة افغانيةquot; موضحا ان هذه الضمانة مصدرها لقاءات ثنائية بين سلطات البلاد مع دول حلف شمال الاطلسي والامين العام لهذه المنظمة.