ميونيخ (المانيا): اتفق وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس مع نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف في حدث نادر على السخرية من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي دعا مؤخرا موسكو وواشنطن الى نزع ترسانتيهما النوويتين.

وقال سيرغي ايفانوف ضاحكا متوجها بالكلام الى روبرت غيتس quot;العالم كله يشير الينا نحن وانتم باعتبارنا مسؤولين عن كل شيءquot; وذلك قبل اجتماع منفرد بين الرجلين على هامش المؤتمر ال44 للامن في ميونيخ (جنوب المانيا).ورد عليه غيتس مازحا امام الصحافيين quot;كالعادة هناك اشياء لا تتغير ابداquot;.

وقال ايفانوف quot;حرب باردة ام لا، نفس الشيء دائماquot; قبل ان ينفجر الرجلان في الضحك امام الصحافيين في حالة انشراح نادرة الى حد ما في تاريخ العلاقات بين الدولتين في الاشهر الاخيرة.

وكان البرادعي اعتبر في حديث تركز على انتشار اسلحة الدمار الشامل ان على الولايات المتحدة وروسيا اللتين وصفهما بquot;بيغ بويزquot; ان يجعلا نفسيهما quot;مثالا يحتذىquot; في مجال نزع السلاح باعتبارهما مالكتين لاكبر ترسانتين نوويتين.

وتمر العلاقات بين موسكو وواشنطن بمرحلة صعبة مع اختلافهما حول عدة ملفات من استقلال كوسوفو الى مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ مرورا بالبرنامج النووي الايراني. ومن المقرر ان يتحدث الرجلان صباح الاحد امام مؤتمر ميونيخ للدفاع عن مواقف بلديهما.

غيتس : روسيا لا تزال تريد الحوار حول الدرع الصاروخية

على صعيد آخر، اعتبر غيتس ان روسيا رغم تصريحاتها الاخيرة المتشددة لا تزال تريد quot;مواصلة الحوارquot; حول الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا. وقال غيتس في تصريح الى مجموعة من الصحافيين اثر لقاء عقده مع النائب الاول لرئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف على هامش اعمال المؤتمر الرابع والاربعين للدفاع في ميونيخ quot;نواصل الكلام معهم. ان الوزير (سيرغي) ايفانوف وانا تكلمنا في الموضوع ورغم ما يقال في العلن لا تزال توجد ارادة بمواصلة الحوارquot;.

وفشل غيتس ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في تشرين الاول/اكتوبر في التوصل في موسكو الى اتفاق حول الدرع الاميركية المضادة للصواريخ.غير ان الطرفين اتفقا على الاجتماع بعد ستة اشهر في الولايات المتحدة لمواصلة النقاشات.

ولم يشر غيتس الى الاقتراحات quot;المطروحة على الطاولةquot;.

ودعت دول الحلف الاطلسي الجمعة في فيلنيوس روسيا الى التخفيف من حدة نبرتها، بعيد كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن انطلاق سباق تسلح جديد بين بلاده والغرب.وتشهد العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة فترة صعبة تشوبها تصريحات تذكر بالحرب الباردة، لا سيما من الطرف الروسي.

وتريد واشنطن انشاء محطة رادار في تشيكيا ومضادات لاعتراض الصواريخ في بولندا قبل العام 2012، مؤكدة ان الهدف هو صد اي تهديد محتمل من الدول quot;المارقةquot; كايران.وتعارض روسيا المشروع بحزم، معتبرة ان هذه المنشآت تهديد لها، على ابوابها.