نجلاء عبد ربه من غزة: لا تزال القضية الكبرى عند الفلسطينيين في غزة هي فك الحصار وفتح معبر رفح الحدودي مع مصر، المنفذ الوحيد لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، خاصة بعد إنهاء قوات الإحتلال الإسرائيلي لمطار غزة الدولي جواً، وتوقف العمل في ميناء غزة من الناحية البحرية، دخلت ضمن الصراع بين الإخوة الأشقاء في كبرى الحركتين quot;فتح وحماسquot;، وبقي هؤلاء داخل أكبر سجن في العالم، محاصرين براً وبحراً وجواً، ويبقى الفلسطينيون، رغم إتفاق المعبر المذكور على تعاون مصري أوروبي فلسطيني فقط، هم الحلقة الأضعف في ظل التعنت الإسرائيلي والموقف الأميركي الهزيل، خاصة وأن المعبر لا زال متوقفاً عن العمل، وبالتالي توقف شريان الحياة للعالم الخارجي عن هؤلاء البشر، فضلا عن وفاة أكثر من 67 مواطناً من أصحاب الأمراض المستعصية جراء إغلاق المعبر بشكل تام. وإن كان الحل يكمن في غزة بفتح معبر رفح.. فما هي المشكلة من وجة نظر حركتي حماس وفتح..؟؟، هذا ما طرحته (إيلاف) بمحاورة القادة صلاح البردويل وإبراهيم أبو النجا، ثم سألت طرفا ثالثاً من الجهاد الإسلامي سيما وأنه التنظيم المحايد.

يقول الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس في رده على سؤال ل(إيلاف) حول الحديث في وسائل الإعلام عن حل مرتقب لإمكانية فتح معبر رفح بصورة كاملة أمام الفلسطينيين، هل هذا صحيح؟ قائلاً quot;لم يُعرض علينا أي رؤية جديدة كي نصادق عليها في المجلس التشريعي، لا بشكل مباشر ولا غير مباشر، ولهذا فإننا نعتبر ذلك مجرد كلام إعلامي وإجتهادات ليس إلاquot;، مضيفا نحن مستعدين للتعاطي مع أي مبادرة تساهم في التنفيس عن السكان، لأننا ندرك أن معبر رفح هو ما تبقى لدي فلسطينيي غزة للتواصل مع العالم الخارجي بعد تدمير مطار غزة وحصار إسرائيل المشدد على غزة.

وفي تعقيبه على تصريح الدكتور سلام فياض حول إستعداد وجاهزية حكومته لتسلم معبر رفح، هل نعتبر أن هذا أحد الحلول؟ رد الدكتور البردويل، سلام فياض لا يشكل شيء بالنسبة للشعب الفلسطيني، فحكومته غير منتخبة، وهي تفتقد للشرعية الفلسطينية، ومن الناحية الدستورية يجب على الرئيس أبو مازن أن يقدم مقترحاً حول المعبر ويعرضه للمجلس التشريعي المخول للموافقة أو الرفض على ذلك المقترح، معتبراً أن المشكلة هي سياسية فقط، وهناك أطراف فلسطينية غير معنية بفتح معبر رفح، وهم مشاركين في حصار غزة، معتقدين أن الحصار الذي يُمارس على غزة سيأتي ثماره، وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه سابقاً أن الخلاف الفلسطينية الفلسطيني هو المسؤول عن عدم فتح المعبر بشكل إعتيادي حتى اللحظة.

وحول فتح المعبر من الجماهير الفلسطينية التي تدفقت أسراباً على مدينة العريش، قال الدكتور البردويل (لإيلاف) إن مصر إتخذت هذه الخطوة وهذا الموقف المتطور والجيد والإيجابي. فالرئيس مبارك يدرك حجم الكارثة الإنسانية في غزة. نحن نثمن موقفها الداعم تجاه الفلسطينيين.

في المقابل أكد إبراهيم أبو النجا القيادي في حركة فتح في رده على سؤال(إيلاف) ما إذا كانت حركة فتح توافق على معبر كرم أبو سالم بديلاً عن معبر رفح؟، أكد أن فتح بالتأكيد لا تقبل أن يكون المعبر الأمني بديلاً عن معبر رفح، ففتح أول المسارعين لرفض الفكرة منذ أن لمحت إسرائيل لذلك، ولكنها لجأت إليه في تلك الفترة العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية من إنقسام، وكُنا حينها مضطرين لمسايرة الأمور حتى يتمكن الآلاف من أبناء شعبنا في قطاع غزة للخروج منه، فهناك آلاف الطلاب العالقين ومئات المرضي والعاملين في الدول العربية المختلفة، كانوا بحاجة لعودتهم وإنهاء مصالحهم المختلفة، ولم يكن حلاً سوى الموافقة على خروجهم من غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم، مشيراً إلى أن ما طرحه مجلس الوزراء والأوربيون هي إعادة فتح المعبر بنفس الإتفاقية السابقة، عندما كان المعبر تحت السيطرة الفلسطينية والمصرية بجانب إشراف من الإتحاد الأوروبي.

وتساؤل أبو النجا، من الذي ألغى دور المجلس التشريعي هو من يتحمل مسؤولية معاناة أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني. فمن الذي عطل دور المجلس التشريعي. ألم يرفض القائم بأعمال رئيس المجلس التشريعي طرح رئيس الحكومة فياض حول معبر رفح..! ثم من الذي عطل قرار الرئيس أبو مازن بخصوص تصويت المجلس التشريعي حول حكومة الدكتور سلام فياض..!. وأكد quot;نحن مع أي إتفاقية لفتح معبر رفح لرفع المعاناة عن المواطنين، وما فعلته القيادة المصرية هي خطوة إيجابية، ونثمن دورها المعروف دائما بنصرة القضية الفلسطينية وخاصة فتح المعبر كونه يعتبر قضية إنسانية لأنه المتنفس الوحيد المتبقي لسكان قطاع غزة. فالرئيس أبو مازن لم يدخر جهداً حول إعادة فتحه كما كان سابقاً، فالمعبر كان يعمل بشكل طيب، ولن أقول بشكل جيد، ولكنه كان أفضل الحلول إذا ما قورن بالإغلاق التام للمعبرquot;.

من ناحيته إعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب أن التوافق الوطني والحوار هو السبيل الوحيد للمخرج من الأزمة القائمة، منوها إلى إمكانية تحسين الإتفاقية السابقة التي أبرمت حول معبر رفح. واعتبر أن تلك الاتفاقية كانت ناقصة وأنها تصب في مصلحة الإحتلال الإسرائيلي. وأوضح القيادي في الجهاد الإسلامي (لإيلاف) إن جزء من المشكلة حول المعبر ناتجة عن الإتفاقية ذاتها، بالإضافة للتصعيد الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مطالبا بترتيب البيت الفلسطيني والحوار الذي يضمن شراكة سياسية فاعلة تضغط على إسرائيل بما في ذلك قضية إعادة فتح معبر رفح الذي يمثل رئة سكان غزة المطلة على العالم الخارجي.

ويوجد بقطاع غزة خمسة معابر، تقع جميعها حاليا تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة... ويبقى السؤال، ما دام القضية هي سياسية والصراع هو فلسطيني فلسطيني، هل يتوصل الفتحاويون والحمساويون إلى نقاط التقاء تعيد للشعب الفلسطيني لحمته وتعطل المشروع الإسرائيلي لتحويل معبر رفح إلى معبر كرم أبو سالم الأمني..!؟.