فاخر السلطان من الكويت: رغم المشاعر الغاضبة في معظم الدول العربية وبعض الدول الإسلامية التي لحقت نبأ اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية في دمشق، إلا أن الأجواء في الكويت كانت تعبر بوضوح عن مشاعر ارتياح كبير. ورغم أن السلطات السياسية الكويتية لم تصدر بيانا رسميا يعكس وجهة نظرها تجاه عملية الاغتيال، إلا أن الصحافة الكويتية والشارع السياسي الكويتي عبر عن ارتياحه بل وفرحته لمقتل مغنية.

وكانت جميع ردود الأفعال تصب في خانة أن مغنية quot;لقي مصيره الدامي بعد حياة حافلة بالقتل والتفجيرquot;، لأنه quot;بدم بارد اطلق رصاص الغدر على مواطنين كويتيين هما الشهيدان خالد اسماعيل وعبدالله الخالدي وألقى بجثتيهما على ارض المطار في قبرص اثر اختطاف طائرة quot;الجابريةquot; التابعة للخطوط الجوية الكويتية عام 1988 عقب اقلاعها من مطار بانكوك وعلى متنها نساء وشيوخ واطفال واعداد من المسافرين بينهم الشيخ فاضل الخالد الصباح وشقيقتاه، حيث عانى الجميع عذابا في اطول فترة خطف استمرت أكثر من اسبوعين وانتهت في مطار بومدين بالجزائر. وكان الهدف من الخطف الذي جوبه بموقف كويتي صلب اطلاق سراح ارهابيين قاموا بتفجيرات في الكويتquot;.

ويقال أن قتل الكويتيين الاثنين جاء ردا على رفض مطالبه بالإفراج عن احد شركائه وهو إلياس صعب، الاسم الحركي لصهره مصطفى بدر الدين، الذي كان بدوره معتقلا في الكويت ضمن مجموعة quot;الدعوة 17quot; على خلفية مشاركتهم في الهجوم الإرهابي على أهداف كويتية وسفارات اجنبية في الكويت.

وكان مغنية شارك مع الياس صعب ومجموعة اخرى في التخطيط لعمليات التفجير والتخريب في الكويت في شهر ديسمبر عام 1983 واستهدفت منشآت وسفارات امريكية وفرنسية وكويتية، واعتقل في حينه سبعة عشر شخصا، بينهم الياس صعب الذي حكم عليه واثنين اخرين عام 1984 بالاعدام، ولكن الحكم لم ينفذ وقيل ان المعتدين ينتمون الى تنظيم حزب الدعوة العراقي. لذا شارك مغنية في خطف طائرة ركاب كويتية كانت متجهة الى طهران لمحاولة الافراج عن المعتقلين السبعة عشرة لكنهم فشلوا في تحقيق الهدف وكان ذلك عام 1984 وانتهت العملية بعد 6 ايام عندما اقتحم كوماندوس ايرانيون الطائرة.

ثم شارك في خطف الطائرة quot;الجابريةquot; عام 1988 وانتهت عندما استسلم الخاطفون في مطار الجزائر للسلطات هناك واستشهد على اثرها المواطنان الكويتيان في مطار لارنكا بقبرص عندما رموا جثثهم من الطائرة. واعتبر نواب في مجلس الأمة الكويتي أن النهاية التي لقيها مغنية هي نهاية طبيعية لكل معتد ظالم, وعقاب إلهي لمن تطاول على الكويت وسفك دماء اهلها الابرياء, مشبّهين نهايته بنهاية الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقالوا أن البعض يتوهم بأن عدالة السماء بعيدة عنه ولن تناله، لكن سنة الله في خلقه تؤكد كل يوم ان هذه العدالة آتية ولو بعد حين.