واشنطن: قال الرئيس الاميركي جورج بوش ان الولايات المتحدة تفعل ما بوسعها لسكان اقليم دارفور السوداني، مؤكدا على قراره السابق بعدم ارسال قوات امريكية إلى المنطقة. وقال الرئيس الاميركي، في مقابلة مع تلفزيون بي بي سي الدولي، انه سيستمر في طرح قضية تعامل الصين مع السودان خلال محادثاته مع القيادة الصينية. لكنه اكد في الوقت نفسه انه سيحضر دورة الالعاب الاولمبية التي تقام في الصين لانها، حسب تقديره، مناسبة رياضية ليس الا.

وتأتي تعليقات الرئيس بوش عقب استقالة المخرج الاميركي ستيفن سبيلبرج من منصب المخرج الفني لاولمبياد 2008 لانه يرى ان الصين لا تمارس ضغطا على الخرطوم لتغيير سياستها تجاه دارفور من خلال علاقاتها الاقتصادية مع السودان.

وقد واجهت الصين مزيدا من الضغوط في اعقاب تخلي سبيلبيرج عن دوره الاستشاري، حيث ارسل عدد من الفائزين بجوائز نوبل والفنانين والرياضيين الاولمبيين السابقين رسالة مفتوحة للرئيس الصيني لمناسبة quot;اليوم العالمي للعمل من اجل دارفورquot; دعوه فيها الى العمل من اجل انهاء الازمة في الاقليم السوداني.

لكن بكين اعربت عن اسفها لقرار سبيلبرج، وقالت إن هناك دوافع خفية وراء الانتقادات الموجهة للسياسة الصينية في دارفور، مشيرة إلى ضرورة عدم ربط مسألة دارفور باولمبياد بكين.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية quot;قد نتفهم أن البعض لا يفهم السياسة الصينية في دارفور، ولكني أخشى أن للبعض دوافع خفية وهذا ما لا نقبلهquot;.

وكان سبيلبيرج قد اتهم في بيان بهذا الشأن الحكومة الصينية بالتقاعس في الضغط على quot;حليفتهاquot; الخرطوم لاجبارها على وضع حد quot;للمعاناة الانسانية المستمرةquot; في الاقليم السوداني. وجاء في البيان: quot;لن يسمح لي ضميري الاستمرار بهذه المهمة كأن شيئا لم يكن.quot;

ومضى يقول: quot;علي ان استثمر وقتي وجهدي ليس لترتيب الاحتفالات الاولمبية بل لاعمل كل ما استطيعه للمساعدة في وضع نهاية للجرائم المريعة ضد الانسانية التي ما زالت ترتكب في دارفور.quot; واضاف: quot;إن الحكومة السودانية تتحمل القسط الاكبر من المسؤولية عن هذه الجرائم المستمرة، ولكن على المجتمع الدولي - والصين على وجه الخصوص - بذل جهود اكبر.quot;

يذكر ان السودان يبيع اكثر من ثلثي انتاجه النفطي لبكين، التي تورد السلاح للخرطوم وتدافع عنها في مجلس الامن. نتيجة لذلك، تواجه الصين انتقادات لعلاقاتها بحكومة يقاطعها الكثيرون بسبب الازمة المستمرة في دارفور.