نيقوسيا: يتوجه نحو 516 الف ناخب قبرصي الاحد الى صناديق الاقتراع في اطار الدورة الاولى لانتخابات رئاسية تشهد اشد منافسة في تاريخ الجزيرة المقسومة منذ 1974 وتعتبر مصيرية لمستقبلها.وقد انتهت الحملة الانتخابية الجمعة عند منتصف الليل. وستفتح صناديق الاقتراع ابوابها عند الساعة السابعة على ان تقفل عند الساعة17:00 بالتوقيت المحلي (من الخامسة الى15:00 ت غ). ويتوقع ان تعلن النتائج قرابة الساعة20:30 بالتوقيت المحلي (18:30 ت غ).

وتشير استطلاعات الرأي الى ان كلا من المرشحين الثلاثة البارزين لمنصب الرئيس نال حوالى 30% من الاصوات مع تقدم طفيف للرئيس الحالي تاسوس بابادوبولوس. ولا يتوقع ان يعرف الرئيس الجديد قبل الاحد المقبل في 24 شباط/فبراير اثناء الدورة الثانية.

ويقدم بابادوبولس (74 عاما) نفسه على انه النصير العنيد للقضية القبرصية اليونانية وهو يحظى بدعم ائتلافه الحكومي الذي يضم خصوصا حزبه quot;ديكوquot; (اليمين الوسط) وquot;ايديكquot; (الاشتراكيون الديمقراطيون).

اما منافساه ديمتريس خريستوفياس زعيم الحزب الشيوعي quot;اكيلquot; ورئيس البرلمان، ويوانيس كاسوليدس وزير الخارجية السابق المدعوم من حزبه quot;ديسيquot; اليميني، فيقدمان نفسيهما على انهما نصيرا quot;الانفتاحquot; على القبارصة الاتراك.وعلق المسؤول عن الدراسات الاوروبية في جامعة قبرص بامبوس بابايورغيو لوكالة فرانس برس بالقول quot;انها منافسة حامية جدا، نحن نواجه كابوس معدي استطلاعات الرأي لانه من الصعب جدا توقع النتائج حين يكون المرشحون على مسافة قريبة جدا من بعضهم البعضquot;.

والعنصر المجهول في هذه الانتخابات هو رأي الاف الطلبة القبارصة في الخارج، الذين يمثلون 4% من الناخبين، ويحق لهم ببطاقة سفر مجانية للمجيء للتصويت.

الى ذلك هناك نحو اربعمئة من الناخبين ال516 الفا، من القبارصة الاتراك المقيمين في جنوب الجزيرة وهو ما يحصل للمرة الاولى في انتخابات رئاسية.

وقبرص التي تعد ثالث اكبر جزيرة في البحر المتوسط، مقسومة منذ العام 1974 بين جنوب تسيطر عليه جمهورية قبرص التي انضمت الى الاتحاد الاوروبي في 2004، وشمال تحتله تركيا حيث اعلنت quot;جمهورية شمال قبرص التركيةquot; من جانب واحد وهو كيان لا يحظى باعتراف من المجتمع الدولي بل من انقرة فقط.

وفي بلد بلغت فيه نسبة النمو الاقتصادي 4.4% في العام 2007 وحيث البطالة شبه معدومة، تفرض مسألة الانقسام نفسها كموضوع رئيسي فيما لا يزال الحوار بين المجموعتين في طريق مسدود.

ففي العام 2004 رفض القبارصة اليونانيون بكثافة في استفتاء خطة لاعادة توحيد الجزيرة اقترحتها الامم المتحدة وقبلها القبارصة الاتراك في المقابل. وبين هؤلاء المرشحين الثلاثة البارزين، وحده كاسوليديس دعا الى التصويت بquot;نعمquot; في هذا الاستفتاء.
واعلنت الامم المتحدة من جهتها انه لن يكون هناك مبادرة جديدة تاركة الطرفين امام مسؤولياتهما.
وقبرص متهمة ايضا بربط مسالة سعي تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي بتنازلات تقدمها انقرة في ملف اعادة توحيد الجزيرة في المستقبل.
وتاسوس بابادوبولوس الذي ينظر اليه على انه يعتمد النهج الاكثر تشددا، اكد في نهاية حملته انه quot;من المهم جداquot; ان يظهر القبارصة اليونانيون غياب اي quot;شعور بالندمquot; حيال رفض الاستفتاء في العام 2004.
ويقول هوبرت فوستمان الاستاذ المحاضر في جامعة نيقوسيا لوكالة فرانس برس ان بابادوبولوس لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لكونه منع quot;اتفاقا رديئاquot; موضحا هذه هي quot;ورقته الرابحةquot;.
ويعتبر فوستمان ان quot;سياسته القائمة على عدم التحاور (مع الزعيم القبرصي التركي محمد علي) طلعت وتقديم تركيا على انها قوة محتلة تعد كارثة على مستوى العلاقات العامةquot;، مضيفا quot;لكن في حال فوز خريستوفياس او كاسوليديس، فيمكننا ان نتوقع تطورات مهمة ومقاربة بناءة اكثر من جانب القبارصة اليونانيينquot;.
وفي اخر رسالة وجهها الى الناخبين اكد كاسوليدس ان انتخابه سيسمح quot;بوضع حد لعزلةquot; بلاده الدولية.
من جهته اتهم خريستوفياس الذي شارك في الماضي في الحكم مع بابادوبولوس، الرئيس الحالي بانه تعمد افشال خطة الامم المتحدة لانه لم يشر مسبقا الى quot;خطوطه الحمرquot; لاي اتفاق.