بيونس آيريس: أثارت تصريحات حزب الله الغاضبة على اغتيال قائدها العسكري والأمني ، عماد مغنية ، واحتمال الانتقام من إسرائيل، بعد أن حملها الأمين العام للحزب مسؤولية الاغتيال ، صدى بين اليهود في الأرجنتين .

وتأتي هذه المخاوف بين يهود الأرجنتين ، البالغ عددهم 200 ألفاً والذين يشكلون أكبر جالية يهودية في أمريكا الجنوبية ، بعد مقارنة لحدثين سابقين أسفرا عن مقتل عشرات اليهود في الدولة التي تبعد آلاف الكيلومترات عن لبنان .

ففي العام 1992 ، أسفر هجوم استهدف السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين عن مصرع 28 شخصاً ، وذلك بعد شهر تقريباً على اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله آنذاك عباس موسوي .

وفي العام 1994، تم تنفيذ هجوم على المركز اليهودي في العاصمة الأرجنتينية بعد أسابيع قليلة على اعتقال إسرائيل أحد قادة حزب الله في لبنان.

والثلاثاء الماضي، اغتيل القائد العسكري والأمني لحزب الله، عماد مغنية في تفجير سيارة مفخخة في أحد أحياء العاصمة السورية دمشق، والذي يعتقد أنه المسؤول عن مقتل عشرات الأمريكيين في هجمات تم تنفيذها في عقد الثمانينيات من القرن العشرين.

ويعتقد الادعاء العام في الأرجنتين أن مغنية هو العقل المدبر للهجوم الذي تعرض له المركز اليهودي في بيونس آيريس، وفقاً للأسوشيد برس.

وتعتقد ديانا مالمود، التي قتل زوجها في هجوم العام 1994، أن الأرجنتين أكثر عرضة للهجوم والاختراق حالياً بسبب السعي الأرجنتيني الحثيث للقبض على عناصر قيادية من حزب الله، بمن فيهم مغنية نفسه، والذي طلبت الأرجنتين من الإنتربول إصدار مذكرة بالقبض عليه، إلى جانب عدد من المسؤولين الإيرانيين.

وكانت الإرجنتين قد عززت الإجراءات الأمنية حول المركز اليهودي في عاصمتها، والذي يعرف باسم quot;الجمعية الإسرائيلية الأرجنتينية المشتركة AMIA، والذي أعيد بناؤه منذ سنوات.

وقال رئيس الجمعية، آنجيل شيندل: quot;لا يمكننا أن نترك تهديداً كهذا يمر مرور الكرام.quot;

كذلك أثارت تهديدات حزب الله زعماء اليهود في أنحاء مختلفة من العالم، ففي لوس أنجلوس، قال الحاخام مارفين هير، مؤسس مركز سيمون وزينتال، إن على اليهود والإسرائيليين الحذر أينما كانوا quot;لأن الجهاديين يمكنهم الوصول إليهم.quot;

يشار إلى أن إسرائيل أمرت سفاراتها في مختلف أنحاء العالم بالتأهب، وحثت المؤسسات اليهودية على أخذ الحيطة والحذر.

كذلك وضعت القوات الإسرائيلية على طول الحدود الشمالية مع جنوب لبنان في حالة تأهب قصوى الخميس، تزامناً مع تهديد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بـ quot;حرب مفتوحةquot; مع إسرائيل، معتبراً أن الدولة العبرية quot;تجاوزت الخط الأحمرquot;، باغتيال عماد مغنية.

كما طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من أجهزة الأمن والاستخبارات فيها الاستعداد لمواجهة تهديدات محتملة لمعابد وأهداف يهودية في البلاد.

وذكرت مصادر على صلة بأجهزة تنفيذ القانون في الولايات المتحدة لـCNN إن مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI طلب من السلطات الأمريكية الخميس التأهب لمواجهة احتمال شن هجمات ضد معابد وأهداف يهودية في الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب اغتيال مغنية.

وقال أحد المسؤولين إن الأوامر صدرت لفرق مهام مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة بالبقاء على اتصال مع قياداتها في مسعى للكشف عن أي زيادة في أنشطة حزب الله في البلاد.