الكويت: أعرب ممثل المسلمين في مجلس الرئاسة الثلاثي للبوسنة والهرسك الزعيم البارز حارث سيلاجيتش اليوم عن تفهم بلاده ازاء مطالب ومشاعر البان كوسوفو في الاستقلال لكن دعا الى اهمية فرض سيادة الامن والاستقرار في المنطقة.

وأكد سيلاجيتش quot;اهمية الا تكون هناك انعكاسات سلبية على البوسنة والهرسكquot;. واكد تطلع البوسنة الى اقامة افضل العلاقات مع جميع جيرانها لاسيما صربيا التي حثها على التعامل مع جيرانها بسياسة حكيمة من حسن الجوار والتعاون.

وقال سيلاجيتش الذي حذر في وقت سابق من ان البلقان ستدخل مرحلة من عدم الاستقرار بعد اعلان الاستقلال لاقليم كوسوفا عن صربيا quot;نريد من صربيا تصدير منتجاتها الزراعية والصناعية الى الدول المجاورة لها لا ان تصدر التطرف والتهديد والشعارات العدوانيةquot;.

ولايزال الموقف في البوسنة هادئا حتى هذه اللحظة في اعقاب اعلان استقلال كوسوفا كما لم يصدر أي رد فعل سريع من المسلمين البوسنيين والكروات ما عدا بعض الاحتجاجات العلنية من الصرب البوسنيين. واتهم سيلاجيتش نظام ميلوسفيتش بانه المسؤول عن الكوارث والازمات التي شهدتها منطقة يوغوسلافيا السابقة لاسيما في كرواتيا والبوسنة وكوسوفو. ووصف الوضع في كوسوفو التي اعلن برلمانها الأحد الماضي استقلالها عن جمهورية صربيا بأنه quot;متميز وخاصquot; مضيفا ان ما يجري هناك لا ينطبق على أي قضية اخرى.

ومضى يقول quot;انها قضية مختلفة وليست مسألة انفصال جزء عن الاصل او غصن عن الشجرة الامquot; مؤكدا انه لا توجد اليوم قضية مشابهة قبل ان يضيف quot;ان مطالبة الحركات الانفصالية في الدول المستقلة الاخرى بالانفصال بحجة قيام دولة كوسوفو هي مطالب quot;غير شرعية وغير مقبولة وغير منطقية ولا تقاس بقضية كوسوفوquot;.

ويأتي تصريح سيلاجيتش هذا كأول تعليق بوسني على القرار الذي اتخذه برلمان في جمهورية صربيا في وقت سابق من امس الجمعة يؤكد فيه حق الكيان الصربي البوسني الانفصال عن البوسنة اذا اعترفت الأمم المتحدة وأكثرية بلدان الاتحاد الأوروبي باستقلال كوسوفا.

وورد في القرار ايضا quot;اذا اعترف عدد كبير من أعضاء الأمم المتحدة لاسيما اعضاء الاتحاد الأوروبي باستقلال كوسوفو فان البرلمان يعتقد ان ذلك سيشكل سابقة في الاعتراف بالحق في تقرير المصير بما فيه حق الانفصال واجراء استفتاء لتقرير وضعها كدولةquot;.

وفي هذا الصدد قال سلاجيتش ان البوسنة والهرسك دولة مستقلة وديمقراطية وقديمة وان تاريخها السياسي يمتد الى الف عام موضحا ان اتفاقية (دايتون) للسلام التي وقعتها الدول المجاورة والدول الكبرى كلها دون استثناء تمنحها السيادة الكاملة والاستقلال ووحدة الاراضي.

وبصوت حاد النبرة حذر سيلاجيتش من ان quot;أي مساس بوحدة الاراضي البوسنية امر غير مقبولquot; قبل ان يردف قائلا quot;ولن نسمح بأي مساس ولن يسمح به العالم المتحضرquot;. ومضى يقولquot;قاتلنا اربعة اعوام وقدمنا 200 ألف ضحية من اجل الحفاظ على استقلال ووحدة الارض البوسنيةquot; مؤكدا quot;ان ثمن استقلالنا كان غاليا جدا وبالتالي فان اراضينا شيء مقدس بالنسبة اليناquot;.

واشاد سيلاجيتش بمواقف امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح المؤيدة لبلاده والدعم الكبير الذي قدمته الكويت قيادة وحكومة وشعبا في اعادة اعمار البوسنة. ووصف العلاقات البوسنية-الكويتية بquot;النموذج للعلاقات بين الدول الصديقة صغيرة الحجم لكن الكبيرة بالمبادىء والتطلعات والرغبة في السلام والتعايش والتعاون المفيد بين الامم والشعوبquot;.

وقال ان البرلمان البوسني سوف يشكل لجنة للصداقة البرلمانية مع الكويت باعتبار ان البرلمانات تؤدي دورا بارزا في تطوير علاقات الصداقة بين الدول الديموقراطية ووسيلة متقدمة في حشد المنظمات غير الحكومية للاسهام في تعزيز علاقات التعاون بين الدول الصديقة. واعرب سلاجيتش عن الرغبة في تعزيز وزيادة حجم الاستثمارات الكويتية في البوسنة التي اكد انها quot;مثال ناجح ونموذج مشجع للمزيد من الاستثمارات في القطاعات الصناعية والسياحية والانتاجية الاخرى في البوسنة والهرسكquot;.