أنقرة:قالت الاركان العسكرية العامة التركية يوم السبت ان عدد قتلى متمردي حزب العمال الكردستاني خلال الهجوم العسكري في شمال العراق ارتفع الى 79.
وفي بيان وضع على موقع الاركان العامة على الانترنت أفادت بأن اثنين اخرين من جنودها قتلا في اشتباكات اليوم مما رفع عدد قتلى القوات التركية الى سبعة منذ بدء الهجوم عبر الحدود مساء يوم الخميس.
وقال البيان quot;سيستمر الهجوم بعزيمة.quot;
العراق وتركيا قد يصبحان في مواجهة بعضهما
ثمة سبب قوي يدعو كاموران يوروك للقلق من توغل الجيش التركي في شمال العراق وهو أن أحد أشقائه من المسلحين الاكراد والثاني يؤدي خدمته العسكرية مع الجيش التركي في المنطقة.
وخلف الصراع الدائر منذ 24 عاما بين تركيا ومسلحي حزب العمال الكردستاني 40 ألف قتيل كما تزايد الفقر في جنوب شرق تركيا مع تضاؤل احتمالات التوصل الى سلام.
وقال يوروك (31 عاما) والذي كان يتحدث في مقهى يملؤه الدخان في بلدة الجزيرة على الحدود quot;لا اعتقد أن هناك حلا. الدولة لن تقبل مطالب الاكراد ولن ينزل حزب العمال الكردستاني من الجبال.quot;
وعلى طول الحدود توغلت القوات التركية في العراق في واحدة من أكبر عملياتها عبر الحدود منذ عشر سنوات بهدف القضاء على خطر متمردي حزب العمال الذين يستخدمون شمال العراق كقاعدة لشن هجمات داخل تركيا.
ويخوض حزب العمال الكردستاني حربا من أجل اقامة دولة مستقلة مما دفع عبد الرحمن (33 عاما) للانضمام للمتمردين في الجبال العراقية قبل 19 عاما. وفكر شقيقه كاموران في اللحاق به لكن عائلته ضغطت عليه ليتزوج مبكرا ويجد عملا.
وقال كاموران quot;هذا (الصراع) ليس فقط من أجل الهوية أو الحرية انها بسبب الضغوط التي تمارسها الدولة. لم يعد في مقدور الناس تحملها بعد اليوم.quot;
وظل في الجزيرة ليعمل في مجال التشييد وهو أحد خيارات قليلة متاحة للوظائف الى جانب التجارة عبر الحدود مع العراق أو أن يكون واحدا من حوالي 50 ألفا من حراس القرى الاكراد الذين يتقاضون مرتبات من تركيا ويؤيدون الحرب التي تشنها ضد المتمردين. وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية.
ويتركز القتال في الجبال القريبة لكنه امتد أحيانا في التسعينات الى شوارع الجزيرة.
وبعد القبض على عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني عام 1999 هدأت حدة القتال ونعمت بلدات مثل الجزيرة بالاستقرار. وتصاعد القتال مرة أخرى في العامين الماضيين وبدأت البلدة تشعر من جديد بالاهتزازات.
ويخشى سكان البلدة أن يفاقم التوغل التركي الجديد في شمال العراق وضعا متوترا بالفعل في جنوب شرق تركيا ويقوض الاستقرار في شمال العراق الذي تربطه بالمنطقة صلات عرقية وعائلية وثيقة.
قال نعيم دورموس (29 عاما) صاحب متجر quot;لي أقارب في شمال العراق وأشعر بقلق شديد من هذه العملية. لا نريد أن يهاجم الجيش مدنيين. كل ما نريده هو المساواة والاخوة في تركيا.quot;
باباجان .. حزب العمال الكردستاني هو الهدف من العمليات العسكرية
من جهة ثانية قال وزير الخارجية التركي علي باباجان هنا اليوم ان العمليات العسكرية التي تنفذها القوات التركية في شمالي العراق تستهدفت فقط مواقع وتجمعات لحزب العمال الكردستاني.
وأكد باباجان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني صلاح الدين بشير حرص بلاده الدائم على الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وسيادتها وسلامتها.
في سياق متصل أعلن الجيش التركي استمرار العمليات العسكرية البرية في شمال العراق لليوم الثاني على التوالي.
وأوضح الجيش في بيان له أن العمليات العسكرية أدت الى قتل خمسة جنود أتراك و44 عنصرا من منظمة حزب العمال الكردستاني.
في غضون ذلك تم اغلاق معبر خابور الحدودي مؤقتا لمنع تسرب المتمردين الأكراد الى داخل الحدود التركية حيث يبدو أن تركيا تسعى لتوجيه ضربة قوية لحزب العمال الكردستاني قبل تحسن أحوال الطقس بما يسمح للمتمردين بمعاودة العبور الى الأراضي التركية.
زيباري: التوغل التركي يهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة
بدوره اعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان مواصلة القوات التركية لعمليتها العسكرية ضد المتمردين الاكراد في شمال العراق تهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها.وصرح زيباري لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) quot;انه توغل عسكري محدود في منطقة نائية ومعزولة وغير آهلة، ولكن اذا استمر فقد يؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة، لان خطأ قد يفضي الى تصعيدquot;. واوضح زيباري ان الحكومة العراقية لم تتبلغ النيات التركية الا quot;في اللحظة الاخيرةquot; وهي لم توافق على العملية.ولاحظ انه تم تدمير العديد من الجسور حتى الان رغم تعهد انقرة quot;تفادي استهداف البنى التحتيةquot;.