الكويت، كوالالمبور:
تحتفل الكويت بذكرى تحرير البلاد ال 17 من غزو قوات النظام العراقي السابق حيث تعتبر أنها ليست مناسبة للإحتفال فقط بل لأخذ العبرة والدروس منها لبناء مستقبل الكويت وأبنائها. وقد قال أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمة له حين كان يشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية أن quot;لكل ذكرى عبرة وعبرة اليوم تكمن في بناء مستقبل واعد للكويتيين يقيهم شر تجربة الغزو المريرة ويحفظ آمالهم بوطن مستقر قادر ومتطورquot;.

كما قال في كلمة له بمناسبة انتهاء فترة الحداد وذكرى العيد الوطني الي 45 وذكرى التحرير الي 15 quot;يكتسب التحرير ايها الاخوة والاخوات معنى جديدا ذا قيمة وجدوى اذ يصبح التحرير عملية مستدامة وحماية مستمرة تحفظنا من التفريط في الثوابت وتكريس كل الجهود والقدرات والامكانات للنهوض بوطننا العزيز والرقي به الى اعلى مراتب التقدم والنماءquot;. واضاف quot;ليس العيد الوطني او التحرير ايها الاخوة والاخوات يوما لمظاهر الاحتفال والاضواء والبهجة بل هو قبل ذلك وبعده يوم للوقفة مع النفس وقياس درجة الالتزام ومدى ما قدم كل منا لاهله ووطنه وامته وما يتحتم عليه ان يقدمه في مستقبله من عطاء يفتخر به وطنهquot;.

وفي هذا الشأن قال عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت يعقوب يوسف الكندري في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان مناسبتي العيد الوطني والتحرير العزيزتين على قلوب كل الكويتيين تحتويان على دروس خاصة من التلاحم والتماسك بين افراد المجتمع الكويتي حيث عززت من الالتفاف حول الرمز والقيادة وحول الشعب بعضهم بعضا . واضاف ان مفاهيم الوحدة الوطنية وتعزيز المواطنة تتجسد من خلال الاحتفال بهاتين المناسبتين واستدراك ما جاء فيهما من عبر ومواعظ . وذكر الكندري ان في هذه المناسبة نستذكر بكل فخر واعتزاز شهداء الكويت الابطال الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل رفعة الكويت ودافعوا وذادوا عن ارض الوطن بكل قوة وبسالة الى ان اصبحت دماؤهم نموذجا من التضحية والفداء في قلوب الكويتيين . واضاف ان تضحياتهم اصبحت عبرا يتعلم ويستفيد منها الكبير قبل الصغير حيث سطروا نماذج من التضحية وسجلوا اروع الصور في الفداء لذا فهي قيم يجب ان تغرس في نفوس الابناء وتعزز في قلوبهم فالشهداء لم يحملوا إلا هوية واحدة هي هوية المواطن باختلاف توجهاتهم الفكرية والمذهبية وباختلاف أصولهم وجذورهم التاريخية

واستذكر الكندري الوقفة الشجاعة للدول الشقيقة والصديقة ومواقفهم المشرفة ازاء تحرير البلاد اذ انها درس من دروس الحياة التي عرف من خلالها من هو الصديق والمخلص ومن وقف ضد الكويت لأغراض واهداف كامنة في نفسه . واضاف ان فرحة العيدين الوطني والتحرير ومشاركة الاشقاء لنا هذه الفرحة وموقفهم يعتبر نبراسا نهتدي به فيما يتعلق بالعلاقات التي تجمع هذه الشعوب مع بعضها البعض .

ومن جانبه ذكر أستاذ الادارة والتخطيط التربوي في كلية التربية بجامعة الكويت أحمد البستان في لقاء مماثل مع (كونا) ان دولة الكويت تعرضت خلال غزو قوات النظام العراقي السابق لشتى ضروب التدمير المادي والنفسي والمعنوي على السواء . واضاف ان القيادة السياسية الحكيمة حرصت بعد التحرير على العمل لتحقيق الكثير من الديمقراطية الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والدعوة الى الحركة والنشاط والعمل الدؤوب من اجل التقدم في مختلف المجالات والانطلاق نحو آفاق المستقبل بخطة مدروسة لتطوير المجتمع .

وأكد البستان ان رعاية الشباب وتوعيتهم ضرورة اجتماعية ذلك لان تماسك المجتمع وسلامة بنيانه وقوة مؤسساته تتطلب اعداد وتأهيل جيل من الشباب يؤمن بثقافة أمته ويعتز بها وبتراثها ويحافظ على ثوابتها والتمسك بقيمها الروحية ومستعد دائما للمساهمة في دفع عجلة التقدم والتطوير نحو المستقبل بخطى ثابتة ويكون سدا منيعا يقي المجتمع شر الاحداث خاصة ونحن نعيش في عالم متغير وسريع التغيير . وأشار الى ان المدرسة جزء من المجتمع ولكي تحقق اهدافها المنشودة لابد ان تستمد مقوماتها من المجتمع نفسه حتى يكون هناك تكامل بينها وبين المجتمع من خلال برامجها في تربية الابناء وتنمية مواهبهم وقدراتهم واعدادهم اجتماعيا وتزويدهم بمعارف وقيم المجتمع ليخرجوا الى معترك الحياة العامة وقد ادركوا دورهم المساهم في تنمية المجتمع . واضاف ان التحدث عن التربية من أجل التنمية الشاملة يعني التحدث عن مجتمع افضل يسوده الرخاء والأمن والامان والرفاه الاجتماعي . ومن جهته قال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت الدكتور فهد عبدالرحمن الناصر في لقاء مماثل مع (كونا) ان ما مرت به دولة الكويت وشعبها من عدوان لا يمكن نسيانه وهو في ذاكرة كل الكويتيين حتى الاجيال التالية وهذا ما أكدته العديد من الدراسات التي اجريت على آثار ما بعد الازمات والكوارث والحروب وذلك كونها تترك آثارا نفسية واجتماعية سلبية على الفرد والاسرة والمجتمع لفترات طويلة.

واضاف ان المتأمل لما جرى من احداث سيقف عند ظواهر اجتماعية عديدة برزت على الساحة الكويتية اثناء الاحتلال وبعد التحرير منها على سبيل المثال تماسك جميع افراد المجتمع الكويتي بكل طوائفه وفئاته والتعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الافراد والأسر سواء من كان في داخل او خارج البلاد بالاضافة الى تعزيز بعض القيم الايجابية التي كان المجتمع في أمس الحاجة لها مثل قيم العمل المهني وقيم التكافل والتراحم بين افراد المجتمع . واوضح الناصر ان الشخصية الكويتية تميزت عن غيرها بالتحمل والاندماج والتكيف حيث وجد ان طريقة التعامل مع الموقف تختلف عنها في المجتمع الغربي وهذا ما أثبتته الدراسة التي قمنا بها مع زملائنا في جامعة الكويت وجامعة فلوريدا الاميركية والتي اجريت بعد 12 عاما بعد التحرير ووجدت ان الشخصية الكويتية قاومت الاحتلال نفسيا وان ما مرت به من صدمات لم يثنها عن التأقلم والتكيف مع الاحداث .
واضاف ان الاحتفال بهذه المناسبة عزز العديد من القيم الايجابية مثل حب الوطن ودروس الانتماء مهما اختلف أفراد الوطن اذ ان خلافهم مثل خلاف الاسرة الواحدة التي تخشى على تماسكها من الدخلاء . وأكد الناصر في ختام حديثه ان اعظم درس تعلمناه من العيد الوطني وعيد التحرير أنه لن يبقى الا الوطن وحبه واجب على كل فرد وان انتماءنا هو للكويت وان مستقبلنا ان ننتمي للخليج بدوله التي وقفت معنا .

ومن جانبه قال رئيس قسم الادارة والتخطيط التربوي في كلية التربية بجامعة الكويت جاسم محمد الحمدان في لقاء مماثل مع (كونا) ان لكل ذكرى وجوها عدة فلابد من تحويل الجانب المحبط منه الى جانب مبدع فهذه الذكرى التي تمر علينا تتطلب منا الاستفادة من الماضي والنظر الى المستقبل . واضاف ان الكويتيين في مختلف المجالات قدموا اسهامات وابداعات ولم يقفوا عند الالم اثناء المحنة منها انهم أعدوا في يناير 1991 الخطة التعليمية لطلبة التعليم العام في دولة الكويت للسنة الانتقالية 1991 /1992 لتغطي السنتين الدراسيتين 1990/1991 و 1991 /1992 ولا تضيع على الطلبة السنة الدراسية التي أمضوها في المحنة لذا فان تحويل المحنة الى منحة والألم الى أمل درس تربوي يستفاد منه في ذكرى التحرير.

سفارة الكويت لدى اندونيسيا تحتفل

الى ذلك احتفلت سفارة دولة الكويت لدى اندونيسيا بالعيد الوطني وكان على راس المستقبلين السفير فيصل سليمان المسيليم واركان السفارة. وذكر بيان صادر عن سفارتنا لدى جاكرتا اليوم ان رئيس مجلس الشيوخ الاندونيسي محمد هداية نور تقدم المهنئين فيما حضر وزير الاديان محمد مفتوح بسيوني ومبعوث الرئيس للشؤون الخارجية علي العطاس ومستشار ومبعوث الرئيس لشؤون الشرق الاوسط ومنظمة المؤتمر الاسلامي علوي شهاب. واضاف البيان انه من بين المهنئين رئيس غرفة تجارة وصناعة اندونيسيا محمد هداية وحاكم جزيرة بالي الاندونيسية السيناتور ديوا باراتا. كما حضر الحفل لفيف من اعضاء مجلس النواب ورجال الاعمال والصحافة واعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي وبعض قيادات وزارة الخارجية الاندونيسية.