شيدت أنفاقًا وصلت إلى الأحياء العربية القديمة
إسرائيل تخطط للقيام بزلزال إصطناعي لهدم المسجد الأقصى

نجلاء عبد ربه من غزة: حذّرت مصادر فلسطينية من أن إسرائيل تسعى للقيام بزلزال إصطناعي في القدس من خلال شبكة الأنفاق والحفريات، من شأنه أن يؤثر على القواعد والجدران الخاصة بالمسجد الأقصى. وقالت المصادر إن القدس تتعرض للمزيد من الإنتهاكات الإسرائيلية لتهويدها خاصة في منطقة المسجد الأقصى وما يحيط به من عقارات، سواء عن طريق شبكة الأنفاق أو الحفريات والتي أصبحت تشكل خطرًا على أساس المسجد الأقصى وقواعده وجدرانه. وكانت شبكة من الأنفاق أقامتها إسرائيل وصلت إلى الأحياء العربية القديمة في المدينة، حيث تمت إقامة مدينة سياحية أسفل المتوضأ وكنيسًا ووضعوا فيه مجسم هيكل سليمان المزعوم، كما حدث هدم في السور الغربي ما بين بابي المطهرة والسلسلة ناجمة عن شبكة الأنفاق، مشيرةًً إلى أن أطول نفق يمتد من منطقة سلوان إلى أسفل المسجد من باب المغاربة.

وأكدت المصادر أنه في الوقت الذي تتسارع فيه خطوات القوات الاسرائيلية داخل القدس، فإنها تتواصل عملية سحب هويات المقدسيين والذي بلغ عددهم نحو 50 ألف هوية منذ ان وجدت اسرائيل في المدينة، إضافة إلى البدء بإنشاء وحدات سكنية جديدة ليصل عددها إلى 2700 وحدة سكنية على أربع مراحل تنفذها اسرائيل، وكذلك إجبار سكان القدس على الرحيل حيث توجد عشرات العائلات المهددة بالتهجير، موضحةً انه خلال السنوات القليلة المقبلة فإنه من المتوقع ترحيل الآلاف من المواطنين ليصل عددهم إلى 26% من العدد الحالي، نحو 270 ألف نسمة، على أن يتم ترحيل أعداد جديدة حتى نهاية العام 2019 ولن يسمح للبقاء لأكثر من 12% من السكان الأصليين.

وشددت على أهمية القيام بفعاليات جماهيرية وفصائلية للوقوف أمام المخططات الإسرائيلية ضد القدس، كما يتطلب من العرب والمسلمين القيام بدورهم والتحرك على مستوى الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والإعلام والعلماء ورجال الاقتصاد والسياسة، لدعم المشاريع اللازمة لمشاريع الصمود في القدس، مشيرةً إلى نبذ الخلافات الفصائلية وتكثيف وتوحيد الجهود لإنقاذ المسجد الأقصى، خاصة أن المعالم الإسلامية والمسيحية تتعرض للطمس وتم الاعتداء على العديد من المساجد وتجريف المقابر لصالح مشاريع إسرائيلية.

وكان عالم الآثار الإسرائيلي quot;مئير بن دوفquot; الذي قاد في الماضي الحفريات قرب الحرم القدسي الشريف، أعترف بان أعمال الترميم الجارية حاليًا في طريق باب المغاربة ومناطق أخرى حول المسجد الأقصى غير شرعية. وكانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة quot;إيسيسكوquot;، قد أدانت استمرار السلطات الإسرائيلية في حفرياتها الخطرة تحت المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه، في إشارة إلى الانهيارات التي حدثت داخل ساحة الحرم القدسي قبالة المدرسة الأشرفية في المنطقة الغربية الواقعة بين باب القطانين وباب السلسلة.

بدأت الحفريات الإسرائيلية منذ عام 1967 مباشرة وكان بعض منها مكشوفًا، غير أن معظمها كان سريًا، فقامت المؤسسة الإسرائيلية بهدم حارة فلسطينية كاملة كانت لصيقة بحائط المسجد الأقصى الغربي ويطلق عليها اسم حارة المغاربة، وقد هدمت إسرائيل تلك الحارة فوق أصحابها وقتلتهم أحياء تحت أنقاضها كخطوة أولى لإزالة كل البيوت في الجهة الغربية من المسجد لتوفير ساحة فارغة لاستخدامها لتجمعات اليهود يطلقون عليها ساحة حائط المبكي، ثم بدأت الحفريات حول حرم المسجد الأقصى المبارك تحديدًا من الجهة الجنوبية، وفي جانب من الجهتين الشرقية والغربية بالإضافة إلى الحفريات التي بدأت تحت الأرض ارض المسجد الاقصي أسفرت عمليات الحفر الإسرائيلية من حول المسجد الأقصى عن إزالة مقبرة إسلامية تاريخية بالكامل كانت تقع في الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى، كما أزيلت مساحات شاسعة من المقبرة الإسلامية التاريخية المعروفة باسم quot;مقبرة الرحمةquot; التي تقع في الجهة الشرقية للمسجد الاقصى، وأصروا على حفر أنفاق جديدة لاختراق حرم المسجد الأقصى من أكثر من جهة واحدة، فقد بدأ الإسرائيليون بحفر نفق من الجهة الجنوبية إلى داخل الأقصى، وقد اكتشفت الأمر دائرة الأوقاف ولجنة أعمار المقدسات الإسلامية وأغلقوا النفق بالاسمنت ثم قامت إسرائيل بعملية حفر جديدة من الجهة الغربية ووصلوا إلى بئر قايتباى وهى موجودة في داخل المسجد الأقصى وقريبة من قبة الصخرة واكتشف أمرها هي الأخرى وأغلقت بالاسمنت. وقد تعرض المسجد الأقصى لحريق متعمد في عام 1969م. ثم جاءت زيارة أرئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، للمسجد في أواخر العام 2000م، لتفجر انتفاضة جديدة في الشارع الفلسطيني.

من جانبها، اعتبرت quot;مؤسسة الأقصىquot; حفر الأنفاق دلالة واضحة، على عزم إسرائيل مواصلة خطواته المتسارعة لإيقاع الأذى بالمسجد الأقصى quot;مبنى وعمرانًا وتاريخًا وحضارةquot;. وأضافت المؤسسة أن تلك الخطوات تأتي quot;في محاولة لتزييف التاريخ وتحقيق الحلم الموهوم ببناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصىquot;، مشيرةً إلى أن quot;إسرائيل عازمة على إيقاع الأذى بالقدس والأقصى كهدية للمجتمع اليهودي بمناسبة مرور 40 عامًا على احتلال القدس والأقصىquot;.