هونج كونج: قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند يوم الاثنين ان الخطوات الدبلوماسية التي اتخذتها بكين مؤخرا للمساعدة في انهاء القتال في اقليم دارفور السوداني تمثل مساهمة مهمة.وتركز الاهتمام الدولي على دور الصين في السودان عندما استقال المخرج السينمائي الأمريكي ستيفن سبيلبرج مؤخرا من عمله كمستشار فني لدورة الألعاب الاولمبية التي تقام في بكين هذا العام قائلا ان العاصمة الصينية لم تستخدم نفوذها لدى الخرطوم بشكل كاف للسعي لتحقيق السلام في دارفور.وبعد قرار سبيلبرج دعا ليو جوي جين مبعوث بكين الخاص في دارفور السودان إلى quot;التعاون بشكل أفضلquot; مع قوة حفظ السلام المختلطة التي تتألف من قوات الامم المتحدة والاتحاد الافريقي.وتولت هذه القوة الجديدة مهام حفظ السلام في دارفور هذا العام ومن المفترض أن يصل قوامها إلى 26 ألف فرد ولكنها لم تتعد حاليا تسعة الاف فرد. وتعوق شروط وضعتها الخرطوم نشر المزيد من أفراد القوة هناك.

وقال ميليباند الموجود حاليا في هونج كونج في أول محطة في زيارته للصين التي تستغرق ستة أيام quot;هذا يشكل مسؤوليات واضحة بالنسبة للحكومة السودانية كما يشكل مساهمة صينية مهمة.quot;لكن ميليباند أوضح أن مسؤولية السعي للسلام في دارفور ليست ملقاة على الصين وحدها ولكن أيضا على بريطانيا وأعضاء مجلس الأمن الدولي.وضغطت جماعات حقوق الإنسان على ميليباند ليتطرق إلى مسألة حقوق الإنسان في الصين وحرية العقيدة والصراع في دارفور خلال زيارته لهونج كونج وشنغهاي وتشونج تشينج وبكين.

وتأتي رحلة ميليباند بعد زيارة للصين قام بها رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الشهر الماضي. وتريد بريطانيا تعزيز علاقاتها مع الصين وهي تضع نصب عينيها امكانياتها كقوة اقتصادية كبرى وتنامي نفوذها على مستوى العالم.وأضاف ميليباند أن حقوق الإنسان يجب أن تظل مدرجة على جدول أعمال الصين على المدى الطويل بعد انتهاء دورة الألعاب الاولمبية.

وقال ميليباند quot;أعتقد أن سيادة القانون وحقوق الأفراد ليست قضايا متعلقة بالألعاب الاولمبية...انها مسائل لابد أن تظل مطروحة في جدول الأعمال كل عام لانها قيم عالمية مهمة.quot;وأردف قائلا quot;تتيح الألعاب الاولمبية فرصة للصين بالفعل كي تظهر للعالم مدى تغيرها وكذلك لاقامة حوار أقوى بين الصين وباقي العالم.quot;وصرح ميليباند الذي لا يؤيد مقاطعة الألعاب الاولمبية بأنه سيبحث مسألة حقوق الإنسان مع الصين خلال زيارته.

وأسفر الصراع في دارفور المستمر منذ خمس سنوات عن سقوط ما يقدر بنحو 200 ألف قتيل ونزوح 2.5 مليون من ديارهم.وقال رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو في وقت سابق ان بلاده قامت بدور مهم في تحقيق التعاون بين السودان والمنظمات الدولية.وبكين مستثمر رئيسي في قطاع النفط بالسودان وأكبر مصدر للاسلحة للخرطوم.